عبدالباري عطوان : لماذا تشكل سيطرة حركة “انصار الله” الحوثية على الجوف وقبلها نهم اكبر ضربة نفسية لقوات “الشرعية” وما هي التطورات الثلاثة في المشهد اليمني

إب نيوز ٨ مارس

عبدالباري عطوان :
لماذا تشكل سيطرة حركة “انصار الله” الحوثية على الجوف وقبلها نهم اكبر ضربة نفسية لقوات “الشرعية” وما هي التطورات الثلاثة في المشهد اليمني التي تغير معادلات القوى الميدانية سياسيا وعسكريا؟ ولماذا ازدادت حدة الهجوم على هادي ونائبه من بن دغر وغيره هذه الأيام؟

يعيش الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته “الشرعية” ظروفا صعبة هذه الأيام، نتيجة الانقسامات الداخلية في صفوفها أولا، وتزايد الانتقادات لعجزها من قبل مسؤولين سابقين وحاليين فيها ثانيا، وهزيمة قواتها في محافظة الجوف وسيطرة قوات الجيش اليمني والمقاومة التابع “لانصار الله” الحوثية ثالثا.
ثلاثة تطورات رئيسية أحدثت انقلابا في المشهد اليمني، ويمكن ان تقلب كل المعادلات الميدانية:
الاول: قصف تحالف “انصار الله” لمنشآت أرامكو النفطية في ميناء ينبع على ساحل البحر الأحمر الشمالي بصواريخ كروز مجنحة وطائرات مسيرة بعد اشهر من قصف ابقيق وخريس، مركز أعصاب الصناعة النفطية السعودية.
الثاني: سيطرة التحالف اليمني الحوثي على محافظة الجوف، وقضمها العديد من الأراضي من محافظة مآرب المجاورة حيث توجد آبار النفط واحتياطاته.
الثالث: تصاعد الخلافات والانقسامات في أوساط محور “الشرعية اليمنية” وتعرض الرئيس هادي منصور ونائبه اللواء علي محسن الأحمر الى حملات هجومية شرس من بعض انصار هذا المحور ومسؤولية مثل السيد احمد عبيد بن دغر، رئيس الوزراء السابق الذي نشر تغريدات على حسابه على “التويتر” تحدث فيها عن سقوط الجيش الرسمي بعد خسارته لمحافظة الجوف وانقلاب موازين القوى بالتالي لصالح الحوثيين محليا ولايران اقليميا.
طائرات التحالف السعودي شنت هجوما جويا على ميناء الحديدة قال المتحدث باسمها العميد تركي المالكي انها استهدفت مخازن للصواريخ الباليستية والزوارق المسيرة المفخخة والالغام البحرية التي تهدد الملاحة في البحر الأحمر، لكن مسؤولين حوثيين يقولون انها ضربات انتقامية يائسة لسقوط الجوف وقصف ينبع.
زيارة مارتن غريفيث، المبعوث الدولي المفاجئة لمدينة مأرب ولقاؤه مع محافظها سلطان العراوة ومطالبته ببقاء المدينة خارج الصراع، تعكس قلقا أمريكيا وبريطانيا لان جميع شركات النفط التابعة للبلدين تعمل في المدينة حيث آبار النفط والغاز، وسقوطها في يد القوات الحوثية يعني حرمان “الشرعية” اليمنية من مصدر مالي مهم من ناحية، وتحول العائدات النفطية الى خزينة “انصار الله”.
هزيمة الجوف، وقبلها في “نهم”، شكلت ضربة نفسية قاتلة لتحالف “الشرعية” ودعما معنويا كبيرا للحركة الحوثية وانصارها، واذا تمت السيطرة تعني بداية العد التنازلي لنهاية التحالف، وربما الحرب السعودية في اليمن التي تدخل عامها السادس هذه الأيام.
“راي اليوم”
/

You might also like