عبدالباري عطوان: وصول الناقلات الإيرانية الى شواطئ فنزويلا صفعة قوية للرئيس ترامب والاستكبار الأمريكي..

إب نيوز ٢٤ مايو

 

عبدالباري عطوان:

وصول الناقلات الإيرانية الى شواطئ فنزويلا صفعة قوية للرئيس ترامب والاستكبار الأمريكي.. التهديدات الإيرانية بالرد القوي في الخليج على أي احتجاز لها أعطت اؤكلها وشكلت بداية انهيار سياسة الحصار والعقوبات الامريكية

لا نعرف ما هو شعور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يتابع وصول اول ناقلة نفط إيرانية الى احد الموانئ الفنزويلية في تحد قوي لتهديداته، وكسر للحصار الظالم التجويعي الذي يفرضه على فنزويلا، ولكننا نعرف جيدا انه شعور المهزوم الذليل الذي فشلت تهديداته باحتجاز هذه السفينة، واربع أخرى في الطريق، وإرهاب ايران، ومنعها من التضامن مع الشعب الفنزويلي الصديق، والوقوف الى جانبه ورئيسه الشجاع المنتخب، وكسر الحصار الأمريكي، وتوفير احتياجاته من البنزين والديزل.
الفارق الجوهري بين ايران والولايات المتحدة، ان الأولى ترسل المشتقات النفطية لشعب محاصر قالت قيادته “لا” كبيرة لمحاولات التركيع الامريكية، اما الثانية، أي أمريكا، فترسل قوات مرتزقة في محاولة يائسة لإسقاط الرئيس نيكولاس مادورو، وتنصيب احد عملائها مكانه في قمة السلطة.
الرئيس المتغطرس دونالد ترامب ادرك جيدا ان الرئيس الإيراني حسن روحاني يعني كل كلمة يقولها عندما حذر الإدارة الامريكية من اعتراض سفن بلاده، او الحاق أي اذى بها، لان الرد سيكون مزلزلا، ليس في فنزويلا والبحر الكاريبي، وانما في الخليج حيث تتواجد مئات السفن الامريكية.
عندما تجرأت البحرية البريطانية على احتجاز ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق كانت في طريقها الى سورية لكسر الحصار الأمريكي قبل عام، أقدمت الزوارق الإيرانية، وبعد اقل من أسبوع على احتجاز ناقلة بريطانية في مياه الخليج، وفتشت أخرى، تحت سمع وبصر السفن الحربية الامريكية التي لم تجرؤ على التدخل لمنع هذا الاحتجاز، وخرج الرئيس ترامب ليرش الملح على الجرح البريطاني عندما قال ان اساطيل بلاده لا تحمي الا السفن الامريكية فقط، موجها صفعة قوية لحلفائه البريطانيين الذين خطفوا الناقلة الإيرانية بتوجيهات من حكومته.
سياسة فرض العقوبات الامريكية تواجه الفشل والهزائم في فنزويلا وايران وسورية، وقريبا جدا في الصين وروسيا، لانها سياسة تعكس غطرسة القوة والاستكبار، ولكنها بدأت تفقد مفعولها وتوحد العالم كله ضدها، وبما يوجه ضربات قوية ومؤلمة للهيبة الامريكية، ويعمق الكراهية لها في أوساط معظم شعوب العالم لانها عقوبات غير شرعية وتشكل انتهاكا للقانون الدولي.
هذه الوقفة التضامنية الإيرانية الشجاعة مع الصديق، والحليف الفنزويلي تؤكد ان هناك دولا لا ترهبها التهديدات الامريكية، ومستعدة للمواجهة العسكرية دفاعا عن الأصدقاء والحلفاء وكرامتهم التي هي جزء اصيل من كرامتها، وحقهم وحقها في الحد الأدنى من العيش الكريم.
ان وصول هذه القافلة من الناقلات الامريكية الى الموانئ الفنزويلية، هو اكبر هزيمة للاستكبار الأمريكي، ومن المؤكد انها مقدمة لهزائم أخرى مماثلة، خاصة في مياه الخليج وبحر عُمان اذا تجرأت أمريكا وحاولت استفزاز الوجود الإيراني مثلما يهدد الرئيس ترامب، وربما يفيد التذكير كيف هوت الطائرة المسيرة الامريكية العملاقة “غلوبال هوك” من عليائها على ارتفاع 20 كيلومترا بصاروخ إيراني عندما تجرأت واخترقت الأجواء الإيرانية فوق مضيق هرمز، ولعلنا سنرى هذا المشهد يتكرر مرة أخرى في المستقبل المنظور في ظل التصعيد الأمريكي الحالي.
انها لحظة تضامنية تاريخية تمرمغ انف ترامب واداراته في التراب، وتؤكد للشعوب المحاصرة امريكيا بأن هناك من يقول “لا” للعقوبات ويتصدى لها بشجاعة ورجولة.
لقد تشابهت البقر على أمريكا ورئيسها عندما اعتقدت ان فنزويلا ستركع عند اقدامها، وتقبل بعميل رئيسا لها، ففنزويلا ودول محور المقاومة تختلف عن الآخرين الذين يرضخون للاملاءات المهينة والمذلة للرئيس ترامب، ويدفعون له مئات المليارات صاغرين.. الم نقل لكم صبرا آل ياسر.
“راي اليوم”

You might also like