هل تدرون لماذايضحك العظماء ؟!

إب نيوز ٢٥ مايو

د.تقية فضائل. . .

سؤال يلح على العالم بأسره وهو لماذا استقبل أهل اليمن كورونا بالفكاهة والضحك ..أهم يسخرون ؟ أمن الموت يهزؤون؟ أﻻ يخافون الفناء كما تخاف الأمم الأخرى؟ في الحقيقة الجواب سهل جدا وﻻ يحتاج إﻻ لقليل من التأمل في واقع الشعب اليمني في السنوات العجاف الماضية ،وكذلك تأمل صمود هذا الشعب العظبم وثباته بل تحقيقه لأروع ملاحم النصر وفوق ذلك تحليه بالأخلاقيات التي لم تعهدها البشرية إﻻ من الأنبياء والمرسلين والصالحين من عباد الرحمن ليقف العالم مذهولا أمام هذا الشعب العظيم الذي يعيش أسوأ ما يمكن أن يعيشه شعب من ظلم واعتداء وغدر من أخوته من العرب في إطار تآمر عالمي على دماء أبنائه وحقوقهم وأرضهم وممراتهم المائيةوثرواتهم وموروثهم التاريخي ووجودهم الحضاري . . أهل اليمن-أيها السادة- اعتادوا على أن يروا الموت كل يوم يصول ويجول ويأخذ الأعزاء والكرماء الصامدين في وجه مستكبري العالم ويقام العزاء في كل بيت منذ أكثر من خمس سنوات ، نعم نزف للسماء اﻵلاف من أبنائنا و آبائنا وأخواتنا وأمهاتنا وبناتنا وأطفالنا مظلومين معتدى عليهم فالطائرات تقصف والمدفعية تدمر والمرتزقة يعيثون في الأرض الفساد فيقتلون ويأسرون وبسجنون ويمتهنون كرامة الأعزاء ويغتصبون الأعراض و الحرب البيلوجية تفتك باﻵﻻف والأوبئة والأمراض المزمنة والمستعصية تقتل من تقتل بالمئات لأن المطار مغلق منذ سنوات واﻷمراض تنهش الأجساد حتى تفيض الأرواح إلى بارئها تنتظر القصاص العادل ممن ازهقها ، أما الجوع فحدث وﻻ حرج فله النصيب الأوفر من حصد أرواح الكثيرين ولكنه قبل أن يقضي عليهم يهيأهم شيئا فشيئا حيث يصيبهم بسوء التغذية ويضعف جهازهم المناعي ومن ثم يسلمهم لشتى العلل والأمراض فيكونوا لقمة سائغة لأي سبب من أسباب الموت وقد زادت نسبة الفقراء بشكل كبير لأنه انضم الى النسبة السابقة الكثبرون هم من خسروا مصدر رزقهم أو قطعت مرتباتهم بسبب إجرام العدوان الظالم المستبد الذي لم يدخر جهدا في تجويع وإذﻻل و قتل أكبر عدد من أبناء الشعب الشامخ العزيز ، هل تريدون بعد هذا كله أن يخاف أهل اليمن من كورونا ا؟! أنا أجزم أن منهم كثيرين ممن يرون أن كورونا القاتل الخفي سيكون أكثر رفقا بهم من البشر لأنه سيقتل من يقتل في مدة زمنية قصيرة مقارنة بقتل بطئ تجاوزت خمس السنوات، كما أنه لن ينال من كرامة الإنسان وأدميته ولن يحاصره أو يحرمه لقمة عيشه أو يدمر بلده ويمزق جغرافيته ويقتل شعبه ويزرع الكراهية والحقد فيما بين أبنائه بكل مايملك من مال ومن مؤامرات دنيئة تحاك ليل نهار….إن حال لسان اليمنيين يجسده قول المتنبي: . . . وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم

 

You might also like