السعودية تستكمل مشروع الإمارات في الجنوب والبداية كانت من سقطرى .

إب نيوز ٢٢ يونيو  / متابعات

صفعة جديدة وجهها التحالف بقيادة السعودية لـ “الشرعية”، وهذه المرة من سقطرى، الجزيرة المسالمة التي ظلت على مدى عقود، بعيدة عن أي صراع مسلح، عدا ما جاء نتيجة لغزو خارجي، منذ أزمنة بعيدة، ليعود الصراع اليوم بذات الأبعاد استعمارية وبمستعمرين جدد.

سلمت القوات السعودية الخميس الماضي جزيرة سقطرى للقوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، في خطوة اعتبرها كثير من مسئولي حكومة هادي تمردا مسلحا برعاية سعودية، فيما ذهب آخرون إلى أنها استكمال للمشروع الإماراتي الذي سبق وأن حاولت أبو ظبي تنفيذه في جولات عديدة من المواجهات والاحتجاجات خلال الثلاث السنوات الأخيرة.

وتعبيرا عن موقفها من تسليم التحالف سقطرى لقوات الانتقالي، خرج وزير الخارجية في حكومة هادي، بتصريحات لم تبدُ مستغربة على حكومة باتت مستلبة ومرتهنة بيد التحالف، حيث غرد الحضرمي على حساب وزارة الخارجية في “تويتر” واصفا الأمر بـ”التصعيد  غير المبرر والذي سيضاف إلى قائمة الانتهاكات التي ارتكبها الانتقالي والتي سيحاسب عليها، حسب تعبيره، وأن استمرار هذا التمرد المسلح دون رادع سينتهي كل ما تبقى من أمل في تنفيذ اتفاق الرياض.

وفيما لم يجرؤ الحضرمي على التصريح بدور السعودية في إسقاط الجزيرة بإشراف سعودي وباستخدام أسلحة القوات السعودية المتموضعة في الجزيرة، وفي مدينة حديبو عاصمة المحافظة، فقد أشار إلى أنه “لا يمكن أن لحكومته القبول بأن يكون اتفاق الرياض ذريعة لاستمرار التمرد المسلح من قبل مليشيا ما يسمى بالمجلس الانتقالي، أو أن يكون أداة ضغط لشرعنة من يصر على انقلابه.

ظل التحالف يستنسخ المليشيات الانفصالية المسلحة الموالية له والممولة من قبله في سقطرى على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث دربت الإمارات وسلّحت المئات من شباب الجزيرة خارج نطاق التشكيلات العسكرية الحكومية، وذلك على غرار التشكيلات العسكرية التي أنشأتها أبو ظبي في جميع المحافظات الجنوبية تحت مسميات الأحزمة الأمنية والنخب وغيرها، وجميعها تحت أجندة التمزيق التي تبنتها الإمارات منذ وقت مبكر، فيما ظل الموقف السعودي ضبابيا وينطوي على كثير من التحفظ وإيهام حكومة هادي بمعارضة الرياض للنهج الذي تسير عليه الإمارات في الجنوب.

كثير من السياسيين بما فيهم مسئولون في الشرعية، بدا لهم دعم التحالف بقيادة السعودية لإسقاط سقطرى عنوانا لتطور جديد وتحول في السياسة السعودية تجاه الجنوب، وتعبيرا عن التوجه السعودي الفعلي الذي لا يختلف عن توجه شريكتها الإمارات بالنسبة لتمزيق اليمن، حيث اعتبر مستشار وزير الإعلام في حكومة هادي مختار الرحبي، أن إسقاط سقطرى في يد الانتقالي، يعد مقدمة لإسقاط محافظات جنوبية أخرى، حيث قال في تغريدة له على تويتر إن  الدور قادم على محافظتي حضرموت والمهرة، وبدعم مباشر من التحالف.

يوما بعد آخر، لا تزال تتكشف تباعا حقيقة تدخل التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، وهي الحقيقة التي باتت تدحض كل الشعارات والدعاوى التي رفعها التحالف منذ اليوم الأول من حربه التي شنها على كل مقدرات البلاد، مستهدفا البنى التحتية والمنشآت المدنية والأحياء السكنية وجميع مرافق الحياة العامة، بحيث لم يفرق بين معسكر أو مدرسة أو سوق أو مستشفى، وما صاحب هذه الحرب من تفريخ للمليشيات وتفجير للنزاعات وتمزيق للنسيج الاجتماعي، وتحفيز للمشاريع التشطيرية على طول البلاد وعرضها، بما يخدم مخططات وإجندات الرياض وأبوظبي في السيطرة على البلاد ونهب ثرواتها.

وعلى مدى خمس سنوات وبضعة أشهر من الحرب الشاملة والممنهجة التي خلفت آثارا كارثية طالت بأضرارها جميع اليمنيين، اتضحت حقيقة تدخل التحالف وظهرت بجلاء مشاريعه التدميرية وأجنداته الاستعمارية ومخططاته التمزيقية للبلاد عموما، وغدت الشعارات التي رفعها منذ اليوم الأول،والمتمثلة بإعادة الشرعية والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه وغيرها من الشعارات، أسخف كذبة انطلت على الشرعية التي كانت بمثابة حصان طروادة.

YNP – عبدالله محيي الدين

You might also like