أنا أمٌ كتبت بأناملي النصر على أيدي أولادي .

 

إب نيوز ١٢ يوليو

مرام صالح مرشد

ولدي حفظك الله يامن لازلت حياً تجاهد في سبيل الله، يامن اتخذت الجبهة مكاناً لك لتقيم به عيدك، رغم جراحك، ولدي نصرك الله على أعداءك، وسدد رميتك، وثبت الله قدمك، يامن انتهجتم بنهج الحسن والحسين والتحقتم بالمسيرة القرآنية العظيمة، وجاهدتم لإعلاء كلمة الحق في زمان أصبح فيه إراقة دم المسلمين حلال، فعن أخيك الأول فقد ذهب إلى ميدان البطولة والشرف مقاتلاً ومنكلاً بالأعداء فسحقاً لهم اليوم أصبح مخفياً بين أيدي أعداء الله، فقد ذهب ولم يعُد، واتصل بنا ولم يواصل اتصاله، وانقطعت أخباره، وأما عن أخيك الأكبر فقد ذهب ليأخذ الثأر من أولئك القتله، المتعطشين للدماء، ولله الحمد فقد اصطفاه الله شهيداً، ليكون بجانب الأنبياء والصديقين، فقد جرح ولم يكن جرحه عائقاً أمام الجهاد بل زادته الجراح عزيمةً ليرد على كل الطغاة وليثأر لإخوانه ولمن سالت دماؤهم في جبهات العزة والكرامة، حتى نعيش نحن سعداء نأبى الذل والهيمنة والاستكبار على هذه الأرض فسلام عليهم سلام، فيحق لي الفخر والإعتزاز كوني أما لهؤلاء الرجال الأبطال المدافعين عن أرضهم وعرضهم الذين قالوا:
أعيادنا جبهاتنا.

فبعد أن فارقني ولدي، ووصلني نبأ استشهاد الآخر ما كان لنا أن نقف مكتوفي الأيدي، وما كان علينا إلا أن ندفع بأولادنا وأزواجنا إلى ميادين الشرف والبطولة، وقد أودعناهم الله فنحن نعلم أن من يذهب إلى الجبهة سيعود لنا بأحد الأمرين:
إما (منتصراََ أو شهيداََ).
ونحن نرسلهم إلى جبهات الكرامة للنيل من كل الطغاة فتتمسك أنفسهم بهذا المكان الأقدس، كما قال الشهيد الملصي (سلام الله عليه):
“ذهبنا إلى الجبهات لنبحث عن الكرامة لكننا وجدنا الله نعم وجدنا الله”
فماذا يريد الإنسان من العيش على هذه الحياة وهو بعيد عن الله ؟!
فلن يحمل الإنسان معه شيئا سوى عمله الصالح .. فالدنيا زائلة ..

حمل ولدي سلاحه وربطت له جعبته وودعني قائلا : “ادعي لي يا أمي إما أن أعود منتصراََ أو أن ألتحق بركاب الشهداء” ،فأدمعت عيني خشيةََ من أني لا أرى إبني بعد هذه المرة ولكني مسحت دمعتي وقلت: “اذهب يا بني نصرك الله، وسدد رميتك، وعادك لي منتصراََ أنت وكل المجاهدين بإذن الله، فلو أن كل أُم خشيت على فراق ولدها وتمسكت به لما كان هناك أحد في الجبهات يشفي غليلنا في أعداءنا، ويثأر لكل أم سقطت دمعتها على خدها لفراق ابنها، ولما كان هذا الأمان يعم الأرجاء كما هو في الأماكن المحررة من أشباه الرجال.

فقلت: “استودعتك الله يا ولدي وكل المجاهدين في سبيل الله اذهبوا فالنصر حليفكم” .

عن أمي أتحدث ….

#أعيادنا_جبهاتنا_كلاً_يحدد_موقعه
#اتحاد_كاتبات_اليمن

You might also like