قالت إنّ لها “أصدقاء سريين باليمن”: إسرائيل سعيدة جدًا بجهود الإمارات وتدعم ما يُسّمى بـ”المجلس الانتقاليّ” لمنع سيطرة الحوثيين على جزيرة سقطرى الأمر الذي يُهدِّد ميناء إيلات

 

إب نيوز ٢ أغسطس

كشفت إسرائيل عن مدى اهتمامها البالغ بجزيرة سقطرى في البحر العربيّ جنوب اليمن، واستعدادها تقديم الإمدادات للمناهضين للحوثي في اليمن، وذلك في الوقت الذي تؤكّد رسميًا أنّها تخشى من أنْ تستغّل إيران هذا البلد العربيّ لتنفيذ هجماتٍ ضدّها منه.

وأبدت المنظومة الأمنية والعسكرية في إسرائيل ارتياحها من سيطرة الإمارات على جزيرة سقطرى، كاشفة إنها كانت تتخوف من أنْ يسيطر الحوثيون على الجزيرة المهيمنة على ممرات الشحن من وإلى البحر الأحمر وأنها كانت تحظى بمراقبة كثيفة من قبل أجهزة الأمن في دولة الاحتلال.

وقال تقرير نشره موقع القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ للمستشرق إيهود يعاري، وهو باحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، وأحد الباحثين المقربين جدًا من أجهزة الأمن الإسرائيلية، قال إنّ جزيرة سقطرى تستحوذ على اهتمام المنظومة الأمنية الإسرائيلية بشكل كبير.

بالإضافة إلى ذلك، أكّد التقرير أنّ إسرائيل سعيدة بجهود الإمارات التي مكّنت شركاءها الانفصاليين من السيطرة على سقطرى، مضيفًا أنّ الإمارات تقوم الآن بإنشاء مواقع عسكرية في الجزيرة وتصب الأموال للحصول على دعم السكان.

وكشف التقرير النقاب عن أنّ الخبراء الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين تابعوا عن كثب ما حصل حين سيطر عدة مئات من مقاتلي الحركة الانفصالية في جنوب اليمن على الجزيرة، مُشيرًا في الوقت عينه إلى إنّ الإمارات هي من وقفت خلف هذه الخطوة.

وقال المستشرق الإسرائيليّ، الذي يعمل محللاً للشؤون العربيّة في التلفزيون العبريّ، قال في تقريره إنّ إسرائيل على استعداد لتقديم المساعدة بالمعدات العسكرية لأحد أطراف الحرب التي لا نهاية لها في اليمن، في إشارة إلى الانتقالي الموالي للإمارات، والذي أضاف المستشرق يعاري بأنّ رئيسه عيدروس الزبيدي سمح لمقربيه والناشطين التابعين له بالغمز على قناة إسرائيل بأنّهم سعداء بتلقي مساعدات إسرائيلية لمواجهة حلفاء إيران، حسب وصفه.

يُشار في هذا السياق إلى أنّ الحوثثين في اليمن كانوا قد أكّدوا أنّ إسرائيل تبحث عن موطئ قدم لها في اليمن، بمساعدة الإمارات. جاء ذلك في تصريحات لوزير إعلام ما تسمى حكومة الحوثيين غير المعترف بها، ضيف الله الشامي، نشرها موقع “المسيرة نت” التابع للجماعة.

واعتبر الشامي أنّ العدو الإسرائيلي يرى اليمن خطرًا عليه بموقعه الاستراتيجي، ويعمل على إيجاد موطئ قدم له في اليمن عبر دور إماراتي، وتابع قائلاً: هناك تواصل يجري مع الكيان الصهيوني وما ظهر منه حتى الآن هو لقاء خالد اليماني، وزير الخارجية السابق في الحكومة الشرعية، وتصريحات ما يسمى المجلس الانتقالي.

ومن الجدير بالذكر أنّه في شهر شباط (فبراير) من العام 2019، اعتبر الحوثيون قبول ظهور وزير الخارجية اليمني السابق خالد اليماني إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر وارسو الدولي، تطبيعًا ناعمًا. لكن الحكومة اليمنية، أكدت آنذاك في بيان، على موقفها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بلا تفريط أو تبديل.

يُشار في هذه العجالة إلى أنّ نائب رئيس ما يُسّمى بالمجلس الانتقاليّ، هاني بن بريك، كان قد قال في تغريدة عبر تويتر، إنّه لا مانع لديهم من فتح علاقة مع إسرائيل لضمان حق الفلسطينيين في قيام دولتهم بسلام وأمان إلى جانب إسرائيل، على حدّ تعبيره.

وجاء ذلك عقب ساعات من نشر صحيفة “اسرائيل اليوم” مقالاً يتحدث عن أصدقاء سريين لإسرائيل بجنوب اليمن، في إشارة إلى المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا. ولفت الكاتب الإسرائيلي أفيل شنيدر، في المقال إلى ما أسماه وجود مؤشرات إيجابية بشأن موقف الانتقالي تجاه إسرائيل، على الرغم من عدم وجود علاقة دبلوماسية معه حتى الآن.

وكشف المستشرق يعاري إنّ مساعدة إسرائيل لأطراف الحرب في اليمن في هذا الوقت هي امتداد لما قامت به في حقبة الستينيات من القرن العشرين حين تكفل سلاح الجو الإسرائيلي بإسقاط الإمدادات للمقاتلين الموالين للسعودية في تلك الفترة.

وأضاف يعاري، نقلاً عن مصادره الأمنيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب، أضاف قائلاً إنّ مَنْ دعمتهم إسرائيل في ستينات القرن الماضي ينتسبون إلى جماعة الحوثي، في إشارة إلى الملكيين الذين كانوا يقاتلون مع السعودية، واستدرك بالقول إنّ دعم إسرائيل حاليًا لخصوم الحوثيين سببه أنّ الأخيرين متحالفين مع إيران ونصر الله، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنّ ما يهم إسرائيل هو ألّا تقع الجزيرة تحت سيطرة الحوثيين الموالين لإيران، وأن ذلك يشكل خطرًا على ميناء إيلات (أم الرشراش)، الواقعة في جنوب كيان الاحتلال.

وتشكل سقطرى واحدة من نقاط الخلاف بين الإمارات وحكومة هادي، إذْ تسعى الإمارات لإبقاء هذه الجزيرة التي تطمح للاستحواذ على مقدراتها مستقبلاً ضمن حصة الانتقالي في حين تصر حكومة هادي على إبقائها من نصيبها.

“رأي اليوم” – من زهير أندراوس:

You might also like