شرعية هادي بين مأزق التطبيع وإقاله فهد بن تركي .

إب نيوز ٨ سبتمبر

 

سارة عبد الغفور المقطري

بات واضحا للعلن أن السلام الذي يتخذ منه العالم شعار زور لم يكن سوى جزء يسير من مخططات لتمرير أهداف استراتيجية بحته تخدم المصالح الامريكية الصهيونية  ويتم الترويج لها في كل زمان ومكان .

تلك المخططات كتبت وجهزت منذ عقود , ولكن اليوم تظهر تباعا كجزء للمخطط الذي أصبح إنكشاف تفاصيله أولويه

التحالفات الجديدة والعلنية مع العدو الصهيوني لم تكن مستغربة, لكن أن تخرج بكل هذه الوقاحة فهو المستغرب ليبدأ القطار مسيرته من الامارات وسيمر بالعديد من العواصم العربية .

هذه المتغيرات المفاجأة على الرغم من احباط البعض منها كون الامل كان يحذوا الكثير بوحدة عربية وتماسك هذه الامه, الا انها في القالب الاخر تحمل ايجابية في انها فضحت الوجه الحقيقي لتلك الدول المطبعة وعلى الاقل بتنا نعرف العدو الحقيقي من الصديق دون اقنعة ومن يحمل قضايا الامة وفي مقدمتها فلسطين ممن يبيعها باخس الاثمان .

في سياق ليس ببعيد وعلى طريق سكة قطار التطبيع فجأة تخرج السعودية بخبر اقالة الملك سلمان بن عبد العزيز عدد من الضباط في وزارة الدفاع واحالتهم الى التحقيق بتهم فساد وفي مقدمتهم فهدبن تركي قائد القوات المشتركة في التحالف الذي يقاد امريكيا وبتنفيذ اماراتي سعودي على اليمن , في مشهد لا يختلف كثيرا عن حادثة اعتقال الامراء في الفندق الشهير ريتز كارلتون والتي كانت في ظاهرها ضد الفساد اما باطنها فهي تسعى لتلميع محمد بن سلمان في اطار رؤيتة الاقتصادية للعام 2030, والدليل على ذلك ان تلك الاعتقالات خرجت بتسويات ماليه قيمتها يزيد عن 20 مليار دولار اي بصفقة فساد اخرى .

اقالة فهد بن تركي الاخرى تحمل اهداف استراتيجية في نظرنا وهي كالتالي :

– يدرك الجميع ان السعودية فشلت وتفشل يوم بعد اخر في حربها على اليمن ولم يعد لديها وجه لتحفظ مائه وهي حقيقة دامغة , لم تعد تلتفت السعودية والامارات كثيرا في مكان ما لحربها على اليمن فهي ليست سوى ورقة بأيدي قوى عالميه يتم استخدامها بين الحين والاخر .

لذلك اقالة فهد بن تركي وتعيين مطلق بن سالم الازيمع لن تغير شيء لان النتيجة اصبحت محسومة لصالح اليمنيين لامحالة .

– اقالة قائد قوات التحالف قد تكون مقدمة لإقالةقيادات يمنية في حكومة هادي تحت نفس العنوان ( الفساد ) ولا نستبعد ان تخرج حكومة هادي في قادم الايام معلنة اقالة بعض الشخصيات الرئيسية (باوامر ملكية سعودية ) في مسرحية الشرعية كعلى محسن الاحمر او حتى رئيس الحكومة  وهي بذلك تضرب عصفرين بحجر واحد … تستأثر نفوس اليمنيين المتحاملة على شرعية هادي وفي نفس الوقت تهيء ارضيةخصبة لبعض القيادات التي تريد الامارات والسعودية ان يتصدروا المشهد السياسي اليمني في قادم الايام وتحديدا تلك القيادات الجنوبيةالتي باركت التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني امثال هاني بن بريك وغيره في محاولة لضم الموقف اليمني وتحديدا الجنوبي الى هذا التحالف مع العدو الاسرائيلي وبتوصيف ادق اخراج هذا التحالف من السرية الى العلن .

– تحاول السعودية تحديدا انقاذ نفسها من الفشلالذريع الذي حققته في اليمن واخراج هذا التحالف ومباركته وتحويله من السرية الى العلنية في جنوب اليمن تحديد هو القربان الذي تقدمة السعودية للأمريكي والصهيوني على حد سواء.

– الشارع الجنوبي بشكل خاص فوت على السعودية والامارات الفرصة وخرج ومازال يخرج في مسيرات واحتجاجات رفضا لكل اشكال التطبيع السرية منها والعلنية

الامارات والسعودية وحتى الامريكي والصهيوني لم يقرؤوا تاريخ اليمن جيدا ,لانهم لوفعلوا لوجدوا فيه شعب ينبض قلبة بالوفاء والولاء للقضية الفلسطينية , اليمنيين رغم سنوات العدوان والحصار الذي يعيشونه منذ ست سنوات لم ينسوالطفل أحمد الدرة وضحايا غزة وحصار الخليل وجنين واستباحة الاقصى .

الغضب اليمني سيستمر ولن يقف عن حدود المحافظات الجنوبية بل كل شبر من ارض اليمن والسعودية والامارات يدخلان مجددا في مأزق جديد وقد تكون شرية هادي هي الضحية الكبرى هذه المرة.

والايام بيننا ,,,

ساره المقطري

You might also like