رسول اللّه و المنافقين .

إب نيوز ٨ أكتوبر

و قد بدأت الحركات المعتادة و التحريضات المقصودة من الــ ( حنجين ) على الشّعب و التي نعرفها بلحن قولهم : ” للمه بتحتفلوا بمولد الرسول ، و أكبر احتفال تجميع حق الاحتفال و توزيعها رواتب للي ما بش معهم رواتب ” ، و هذه الأسطوانة المشروخة المملّة التي نسمعها كلّ عام تحديدا قبل الاحتفال بمولد الرسول الأعظم ، و لكن لا ضير من الجواب لهؤلاء المغلفة أفئدتهم فنقول :
يا مفوّهون ، أولا لو احتفلنا برسول اللّه فلماذا لا تحتفلون به معنا فهو لنا و لكم و لكنّكم تحرمون أنفسكم شرف الحفاوة به ، و تحسبون أنّكم تحسنون صنعا ، و مبرركم أنّ بطون النّاس أولى بالأموال التي تصرف في الاحتفالية ، لتفهموا للمرّة المليون حين نخبركم :
أنّ الدّولة لا تصرف ريالا واحدا من خزينتها للاحتفال ، و إنّما يتمّ الاحتفال من التّجار و أصحاب السّوبرماركات و البقالات و …الخ المحبين لرسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) بمبادرات شخصيّة منهم ، و رغبة منهم لا رهبة و لا إكراه فاطمئنوا يا مفوهون فليس لكم فضل ، و لن ينالكم شرف محمّد بن عبد اللّه ، و بالتالي فلتنخرس أفواهكم و لتبكموا ، و واصلوا ( كالأنعام ) حياتكم ، و أمّا نحن ( ففرضا ) و كانت الاحتفالات حتّى من جيوبنا الخاصّة فلا حقّ لكم أن تحاسبونا و تنظروا إلينا شزرا فلنا شرف محمّد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) ، و لو اعتصمنا ذلك اليوم عن الأكل و الشّرب و صمنا لنوفّر تكاليف يوم واحد في محبة رسول اللّه ، و أمّا رسول اللّه فلا لمخلوق كان حتّى برفيسوراتكم ( الذين تنشرون كلامهم و غيظهم من الاحتفال بالرسول ) لا حقّ لكم و لهم أن تجادلونا في إمكانية حفاوتنا برسولنا( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) فهو رمزنا و هويّتنا ، و أقل القليل في حقّه أن نلفت العالم المسيئ له بأن له أمة تحبّه و تذكره و لاتنساه ، و حكايتكم أنّ محبة رسول اللّه في بطون الجائعين مقولة خاطئة لأنّ رسول اللّه ليس محلّه البطن و لكنّه روح اللّه و من نوره ، و لا يُقايَض بمحبته و الحفاوة به عالمكم الغرائزي فهو المكتوب اسمه على عرش الرحمن ، و هو حبيبه ، و لندع البطون للعالم الحيواني كلّه و هو من يستعد لبيع قيمه من أجل إشباع بطن و التّلذّذ بشهوة ،،
أمّا رسول اللّه فسنحتفل به رغما عنكم ، و سنعلن حبه في يوم مولده ، و كلّ يوم سنحيا و نحيي قرآنه بصبرنا و قتالنا لأعدائه و عدم تولّينا لمن عاداه أيها الصامتون إلّا في الاحتفال به !!
في كلّ لحظة سنحييه و ليس يوما واحدا ، و نحن مؤمنون بأنّ بطونكم لن تشبع حتّى لو جمعنا ثمن ما سنحتفي به ، و غرزناكم بالأكل و الشّرب فلن تشبعوا ولن ترضوا ؛ فالعلّة في بصائركم و قلوبكم الغلف و نفوسكم المريضة ، إذ لم تحسبوها صحّ ؛ فليس ادخار مال يوم واحد هو يوم الحفاوة بمولده سيبني لكم قصورا من الشّبع ، و لن ينزل عليكم مائدة من السّماء لأوّلكم و آخركم ، بينما تقترب نفوسكم من نفوس أولئك الذين طلبوا من نبي اللّه عيسى ( عليه السّلام ) مائدة من السّماء و قايضوا بها قضية الإيمان بالله ، بل جعلوها شرطا لإيمانهم ليملؤوا منها البطون ، و قد تمّ و ملؤوها ، و بعد تفضيلها على الفؤاد عرفوا أن لاخير في ملئها و قد رأيناهم يكفرون ( من جديد ) بعيسى ( عليه السّلام ) بعدما شبعوا ، رأيناهم ما آمنوا بعيسى إلّا من سكن الإيمان قلبه ، و لم تتحّكم في وجهته غريزة الأكل ؛ و لهذا فليخجل أصحاب : بطون النّاس أولى فمائدة بني إسرائيل لم تزدهم إيمانا ؛ فمن كانت هجرة روحه للّه و رسوله فحياته للّه و رسوله و من كان لبطن و شهوة فالرسول بريئ منه ؛ فالإيمان في الأرواح لا في البطون ، و بهذا أستغرب على من يطلقون أقلامهم و يحدّون ألسنتهم لتقطع و تطعن في من يحتفي بالرسول الأعظم ، و من هؤلاء المنافقين أكاديميون فكيف لهذا الأكاديمي أن يجرؤ على رسوله هكذا ؟!
و هل ستشبع بطن ذلك الأكاديمي و بطون أمثاله من التقصير و إهمال ذكرى مولده الشّريف الذي لا يقام إلّا لتنبيه العالم المتطبّع صهيونيا بأن محمّدا رسول اللّه لم يمت ، و أنّ جنده سيحرّرون الأقصى فهو مسرى رسولهم ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) ، و كيف سيعرف العالم ما هو الأقصى و هم لا يعرفون نبي اللّه الذي أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ؟ !

نعم : كيف تسمحون لأنفسكم بنشر مثل هذه الرسائل في مواقع التواصل حقدا و حنقا على أنصار اللّه بينما هو استخفاف برسول اللّه و أنتم لا تشعرون ؟!
فلكم _ يامن بدت البغضاء من أفواهكم بالتحريض على يوم مولده _ أقول : لو كنتم صادقين في مشاعركم تجاه الفقراء ، و لو فيكم خير لذلك فأتحدّاكم أن تجمعوا ما تنفقون في أعياد ميلادكم ، و في أعياد أمهاتكم ، و زوجاتكم و زواجكم ، و أبنائكم و بناتكم و تخرّجكم و …الخ ، والتي تبذلون فيها ما تبذلون بسخاء لإسعاد أنفسكم و من تحبّون ، و تقديم المفاجآت لهم يوم أعيادهم ، فاجمعوها ليس للاحتفال برسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) فليس يغنيه اهتمامكم ، و لا ينتظر منكم أن تقدّموه على أنفسكم و من تحبون ، و لكن قدّموا للجائعين و النّازحين ( حتّى) و لن تفعلوا و لكنه ديدنكم الطّعن في الصّادقين ، و لا يغيب عنكم حفلات التّنكر و عزومات المطاعم و…الخ و أيضا فليس رسول اللّه منتظرا منكم شيئا في عيد ميلاده ، فقط كفّوا ألسنتكم عمّن يحتفي به و يتشرّف به ، و لو أحببتم اسطواناتكم المشروخة فانتقدوا أنفسكم و أنتم تحتفلون حتّى بالشجرة و العمّال و هناك أيام عالمية حتى للطبخ و المطبخ و حتّى للدجاج و مع ذلك تصمتون حين ترون ذلك و كأنكم ترضون و تقدسون ذلك ، و لكن حين يذكر مولد سيد الكونين و الثقلين تفتحون أفواهكم، و تتشدقون بيوم من أيام الله لتشعروا رسول اللّه بأنه ضيف ثقيل لا يستحقّ من أمّته شيئا بينما ستحتفلون بكلّ البشر دونه ، و كأنّكم يهود فاليهود و الأعراب هم أشدّ عداوة للرسول الأعظم ، محمّد نور البشرية ،،
رسول الله الذي لا يجاريه عشقا في نفوسنا و لا يستحقّ منّا الاحتفال به حبيب أو بشر سواه ، و لكن : ” من يقرا لعريج خطّها ” ؟
و أمّا نحن فأصدق و نحن نعلم أنّ غريمنا في قطع معاشاتنا هي الأمم المتحدة و الدّنبوع و المرتزقة و كلّ تحالف الشّر ، و ليس غريمنا محمّد ( رسول اللّه ) ،
نعم : ليس من جوّعنا أنصار اللّه حين احتفلوا بحبيب اللّه محمّد ،
و نعم : رسول اللّه أغلى و يستحق منّا بل له حقّ علينا في أن نذكّر به أمّته المتخبطة و لو يوما واحدا في العام ( على الأقلّ ) ،
و الاحتفال به رسالة إلى المستهزئين به و السّاخرين منه و الكافرين به ، و هي رسالة أيضا ( منّا إليه ) مضمونها : بآبائنا و أمهاتنا و أرواحنا أنت يا رسول الله ، و أرواحنا لك الفداء ، فلا تهن و لا تحزن لو بدأت حركات أبناء ( هند) و (معاوية ) و النّواصب بالكيل بالتطفيف ليصدّوا عن ذكرك _ يا خير خلق اللّه _ ، و هم ينفقون الكثير لأعيادهم الخاصّة ، و لا يجرؤون أن ينتقدوا من ينفق المليارات في ” الكرسمس ” ،
و أمّا أنت فخاصّتنا و نحن أنصارك منذ فجر الإسلام، و لن نخذلك، و سنحتفل و سنحييك و ندعوك ضيف الشّرف الذي يسكن فينا على مدار حياتنا ،
سنحتفل بك_ يا سيد الكونين _ في يمنك يمن الإيمان و الحكمة و كما قال لك أجدادنا سنقول لك :
_ طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
_ وجب الشّكر علينا مادعا لله داع
_ أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع
_ جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع .
و ليمت من يعارض حفاوتنا بيوم مولدك بغيظه ، و ليضرب رأسه الجاحد و قلبه المتحجر بأقرب جدار ، و لا أسف .

أشواق مهدي دومان

You might also like