السياسة الأمريكية هي الإرهاب .

إب نيوز ١٩ يناير

 

عبدالفتاح علي البنوس

الإرهاب هو تنصيب أمريكا لنفسها الوصية على دول العالم ، الإرهاب هو ما يسمى بحق الفيتو الأمريكي ، الإرهاب هو ما تمارسه أمريكا من هيمنة على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ، والهيئات التابعة لها ، الإرهاب هو ما تقوم به أمريكا من تسييس لعمل المنظمات الإغاثية والمساعدات الإنسانية التي تمنح عبر الهيئات والبرامج التابعة للأمم المتحدة ، الإرهاب هو ما تقوم به أمريكا من حصار للشعوب المستضعفة ، ومصادرة لثرواتها ، وانتهاك لسيادة دولها ، الإرهاب هو ما مارسه ترامب وصهره كوشنير من ضغوطات تجاه الأنظمة الخليجية والعربية للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي .
يصنفون انصار الله بالإرهاب لأنهم قالوا لا للهيمنة والتسلط والديكتاتورية الأمريكية ، ولا للقبول بالكيان الإسرائيلي المحتل ، ولا للوصاية والتبعية الأمريكية ، وهنا أتساءل : من هو الإرهابي يا بومبيو ؟!! هل هو المقاتل اليمني الذي يدافع عن أرضه وعرضه وكرامته ؟!! أم الغازي المحتل الباغي الذي استباح سيادة اليمن ومنح نفسه الحق في قتل اليمنيين بطائراته وصواريخه وقنابله الذكية ؟!!
لقد ارتبط الإرهاب بمفهومه الإجرامي القمعي التسلطي بأمريكا منذ تأسيسها ، وبدأت بممارسته ضد شعبها من ذوي البشرة السوداء ، ومن ثم انتقلت لتصديره إلى دول العالم ، من اليابان إلى فيتنام وفنزويلا وكوبا والصومال وأفغانستان إلى العراق وسوريا وليبيا واليمن ، هكذا يحكي التاريخ ، وهكذا تتحدث المعطيات الراهنة ، فأمريكا هي الإرهاب بكل صوره وأشكاله .
مارست على بلادنا وشعبنا الإرهاب العسكري من خلال العدوان الغاشم ، والذي اتخذ قرار شنه منها ، ست سنوات وشعبنا يقتل ويباد بالأسلحة والصواريخ والطائرات الأمريكية ، كما مارست الإرهاب الاقتصادي من خلال فرض الحصار المطبق وإغلاق الموانئ والمطارات والمنافذ ، وتسييس عمل المنظمات والهيئات الإغاثية وتحويل المساعدات التي تقدمها إلى وسيلة للابتزاز ومقايضتها بالحصول على تنازلات سيادية ، بالإضافة إلى اللعب بالورقة المالية النقدية من خلال نقل البنك المركزي ، وتدمير العملة المحلية ، وقطع المرتبات وخلق أزمة في السيولة النقدية وطباعة عملة غير قانونية ، وتجميد احتياطيات البنوك المحلية في البنوك والمصارف الأجنبية ، وفرض قيود على التحويلات المالية ، وكلها إجراءات غير قانونية قامت بها وزارة الخزانة الأمريكية ، وسبق وأن هدد بها السفير الأمريكي السابق ماثيو تولر الوفد الوطني خلال مفاوضات الكويت في حال رفضهم القبول بالشروط والإملاءات السعودية الإماراتية .
كما مارست الإرهاب السياسي من خلال ممارسة الضغوطات على الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وغيرها من المنظمات الحقوقية للإنحياز إلى صف قوى العدوان والمرتزقة ضد الشعب اليمني ، وما يقوم به غريفيث وبعثته الأممية خير شاهد على ذلك ، كما مارست الإرهاب الفكري والثقافي والإعلامي من خلال وسائل التواصل الإجتماعي والقنوات والصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية التي سخرتها لشيطنة القوى الثورية اليمنية المناهضة للعدوان والرافضة لمشاريع العمالة والخيانة والتطبيع والتصهين ، وتشويه صورتها أمام الرأي العام العالمي خدمة لمصالحها وطفلتها المدللة ( إسرائيل ) .
الردود اليمنية على تخرصات بومبيو كانت في مجملها عند مستوى تطلعات الشعب اليمني الصابر الصامد المجاهد حيث اعتبر ناطق حكومة الإنقاذ وزير الإعلام الأستاذ ضيف الله الشامي القرار الأمريكي بتصنيف فئة من الشعب اليمني إرهابيين بمثابة تتويج لجرائمها بحق الشعب اليمني على مدى سنوات العدوان والحصار ، وقال بأن القرار ( ناجم عن صراع داخلي مع نهاية الإدارة الحالية ومغادرة ترامب، وهو يسعى لتخفيف الوطأة على حلفاء واشنطن السعوديين والإماراتيين ) ، وأنه لا معنى له على الأرض، مشيرا إلى أن أمريكا بهذا القرار تقطع الطريق على إيقاف العدوان والحصار، وتسعى لإطالة الحرب، مؤكدا على أن كل اليمنيين الشرفاء حاضرون للمواجهة ، وجدد الوزير الشامي تأكيده على أن ( أمريكا هي رأس الإرهاب الدولي وراعيته، وتصريح هيلاري كلينتون عن تأسيس داعش وتسليحها يعرفه العالم، وجميعهم يصطفون في تحالف واحد في اليمن ) وأشار ( إلى أن التصنيف الأمريكي لن يؤثر على مسارنا العسكري أو الاجتماعي بل سنزداد قوة وعزيمة وإصرارا لمواجهة أمريكا) ، وقال : بأن ( الحديث عن تأثيرات القرار الأمريكي على المساعدات الدولية ليس بذاك القدر الذي يصورونه، ونحن نعتمد على الله وعلى شعبنا وعلى ما تنتجه أرضنا ) .
بالمختصر المفيد أمريكا بسياستها وإدارتها هي الإرهاب ، هي الوحشية والإجرام ، هي عدوة الشعوب الأولى على مستوى العالم ، هي الشيطان الأكبر الذي يجب محاربته والوقوف ضد نزغاته التآمرية الشريرة ، أما اليمن فهو يمن الإيمان والحكمة ، وأهله هم الأرق قلوبا والألين أفئدة ، وهم رسل المحبة والسلام ، بشهادة رسول هذه الأمة الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

You might also like