عبدالباري عطوان : أربعة اسباب وراء الهجوم الحوثي بالمسيرات “الملغمة” على مطار ابها الدولي السعودي..

إب نيوز ١٠فبراير

عبدالباري عطوان :

أربعة اسباب وراء الهجوم الحوثي بالمسيرات “الملغمة” على مطار ابها الدولي السعودي.. لماذا يتزامن هذا الهجوم مع القرار الأمريكي بوقف صفقات الأسلحة للرياض؟ وكيف بات شعار الحوثيين “لا بد من مأرب وان طالت الحرب”

استغرب الكثيرون، ونحن لسنا من بينهم، الهجوم الذي شنته حركة “انصار الله” الحوثية صباح اليوم الأربعاء على مطار ابها، احد اهم مطارات المملكة العربية السعودية في الجنوب، بأربع طائرات مسيرة نجحت في إصابة أهدافها بدقة متناهية حسب المتحدث العسكري باسم الحركة العميد يحيى سريع.

مصدر الاستغراب، تزامُن هذا الهجوم مع تصريحات للرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن في اول خطاب له حول سياسة ادارته الخارجية، يعلن فيه وقف جميع مبيعات الأسلحة للسعودية كمقدمة لإنهاء الحرب التي وصفها بأنها كارثة إنسانية استراتيجية، وأبلغت ادارته الكونغرس بنيتها شطب حركة “انصار الله” الحوثية من قائمة الإرهاب.

مصدر يمني عالي المستوى ابلغ “راي اليوم” ان هذا الهجوم الذي استهدف مطار أبها صباح اليوم جاء لعدة أسباب:

  • أولا: الرد على غارات طائرات التحالف السعودي على قوات حكومة صنعاء التي تشن حاليا هجوما شرسا للسيطرة على مدينة مأرب، المعقل الأخير للحكومة الشرعية، ويتواجد فيها حقول النفط اليمنية الرئيسية.

  • ثانيا: مطار ابها مقسم الى قسمين، قسم مدني، والثاني حربي تنطلق منه الطائرات الحربية لقصف اليمن، لأنه الاضخم والأقرب الى الحدود اليمنية (120 كيلومترا) والطائرات المسيرة استهدفت الركن الحربي منه ودمرت عدة طائرات حربية.

  • ثالثا: وجود قناعة راسخة لدى القيادة الحوثية ان طائرات “اف 16” الامريكية التي تقصف اليمن بصفة شبه يومية، لا يمكن ان تقوم بهذه المهمة دون مساعدة من الحكومة الامريكية، وضوء اخضر من قبلها، واستمرار الغارات السعودية يتم بموافقة أمريكية، وكل الحديث عن وقف الحرب مجرد كلام فقط، للاستهلاك الدبلوماسي.

  • رابعا: تكثيف ارسال الطائرات المسيرة الملغومة في الأيام الأخيرة هو وسيلة ضغط لرفع الحصار، وإعادة فتح المطارات اليمنية ومطار صنعاء على وجه الخصوص، ووقف احتجاز سفن وقود وبضائع أخرى في ميناء الحديدة.

الدكتور هشام شرف وزير الخارجية في حكومة صنعاء لخص الموقف في رسالة وجهها الى السعوديين والامريكان، يقول مضمونها: عندما تتوقف ضرباتكم على ارضنا ستتوقف صواريخنا وطائراتنا المسيرة التي تضربكم في العمق.

اللافت ان هذا التصعيد، من قبل “انصار الله” خاصة يتزامن مع زيارة المبعوث الدولي مارتن غريفيث لطهران، للمرة الأولى منذ سنوات، وقيام المبعوث الأمريكي الجديد لليمن تيموثي ليندركينغ بزيارة العاصمة السعودية الرياض في اطار الجهود لصياغة مسودة اتفاق لوقف الحرب في اليمن، ولكن أي منهما لم يلتق بمسؤول في حكومة صنعاء في اطار هذه الجهود، ولعل الهجوم على مطار ابها هو تذكيّر بأن لا حل دون التشاور معها.

استهداف مطار ابها، واحراق احد طائراته المدنية، تطور خطير في الحرب، بعد هجمات مماثلة، واكثر خطورة على منشآت شركة أرامكو في جدة وابقيق وخريص، وضرب ناقلة نفطية في ميناء جدة بزوارق ملغومة ورسالة تؤكد مجددا ان أي سلام لا يمكن ان يتم الا عبر بوابة صنعاء.

السيطرة على مأرب المدينة التاريخية هي التي ستحسم الفصل الاول والاهم من الحرب اليمنية بالنظر الى الحشودات الضخمة من طرفي الصراع على الارض، والثروة النفطية هي العنوان الأهم، والغنيمة الكبرى، ويبدو ان معركتها ستكون الاضخم والأكثر حسما منذ بداية هذه الحرب قبل ست سنوات.. والله اعلم.

“راي اليوم”

You might also like