جمعة تتويج اليمنيين بهويتهم الإيمانية!!

إب نيوز ٢٠ فبراير

دينا الرميمة

جميعنا يشعر بالفخر عند قرأة بيت الشعر للإمام علي عليه السلام والذي يقول فيه ( فلو كنت خازنُ على باب جنة ،لقلت لهمدان ادخلوا بسلام ) ولكن ثمة من يجهل مناسبتها ولا انكر انني كنت احدهم وذلك بفعل الثقافات المغلوطة والدخيلة علينا وعلى رأسها الوهابية التي استقيناها كغسيل للادمغة في المناهج الدراسية،
وهم بذلك إنما كانوا يعملون على محو كل ماله ارتباط بالهوية الايمانية ويلغون اي مناسبة دينية من شأنها ان تحيي في النفوس الروحية الإيمانية وترقع مااحدثته العلمانية و الهويات الجديدة من خروق في القلوب الباحثة عن ما ينجيها مما يحاك لها من مصائد تجعل أصحابها مجرد اجساد ذوي عقول مفرغة من مفهوم الدين بمعناه الحقيقي وحتى يسهل السيطرة عليها من قبل لصهيونية العالمية التي تريد ان تحكم العالم .
كثيرة هي المناسبات الدينية التي هي بمثابة محطات تجديد الارتباط والانتماء للدين الإسلامي وفيها وقود تزود بالإيمان، والجمعة الأولى من شهر رجب إحداها والتي فيها نقف لمراجعة ما أفسده الدهر في العلاقة بيننا وبين إسلامنا، وهي محطة ترميم للجفاء الذي أحدثته الهويات الحداثية بيننا وبين هويتنا الإيمانية التي تميزنا دون غيرنا، هي جمعة أعلن فيها اليمنيون قبل 1400 عام عن هويتهم الإيمانية اليمانية المناصرة للإسلام ولنبيه حين جاء الإمام علي (عليه السلام) كمبعوث لرسول الله، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام، وكان أول من حط رحاله بينهم هي قبيلة همدان الذين ما إن استمعوا إليه وهو يقرأ عليهم رسالة النبي حتى استجابوا من فورهم لدعوته.

وبعدها توجه الإمام علي (عليه السلام) إلى صنعاء فأتته الوفود من كل مناطق اليمن ليعلنوا إسلامهم أفواجا، حينها أرسل الإمام علي إلى النبي يخبره بإسلام أهل اليمن، فخر صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله ساجداً، ثم قال: “أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة.. الإيمان يمان والحكمة يمانية”.

وحقيقة هنا لا أدري هل في قوله “الإيمان يمان” هي تتويج للإسلام بالهوية اليمانية أم هو تتويج لنا أهل اليمن بخير هوية لم تمنح لبلد آخر غير اليمن. وأياً كان ففي ذلك فلاح لليمنيين الذين دائما ما كان النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله يفاخر بانتمائه إليهم قائلاً: “وأنا رجل يماني”، وفعلا فاليمن استحق وبجدارة تتويجه بالهوية الإيمانية، إذ رأينا كيف كان لليمنيين دور كبير في نصرة الإسلام وجبر ما أحدثه كفار قريش من جروح وندوب بالنبي وأصحابه ومحاربتهم للدين الإسلامي وتكذيبهم له وتسفيههم لكل من يدخل في الإسلام، وكان أن أخرجوهم من أرضهم خائفين يترقبون على دينهم من أن ينال منه عدوهم أو ينتزعه من قلوبهم تحت سياط تمزق أجسادهم وتلتهم أنفاسهم، فأضاف اليمنيون بانتمائهم للإسلام وأهله قوة أسهمت بشكل كبير في نشر الإسلام في أرجاء الأرض وثبتوا دعائمه في قلوب كاد الكفر أن يرديها سوء المآب.

ولذلك يحتفل اليمنيون بالجمعة الأولى كيوم عيد ويجددون فيها تمسكهم بهويتهم الإيمانية في زمن الهويات الممزقة التي حاول بها أعداء الله اختراق قلوب المسلمين وأوعزوها ضد كل رمز ديني وقائد يقود الأمة إلى ما ينجيها من شر ما يحاك لها من شراك التولي لليهود.

في هذه المناسبة العظيمة نقول إن العدو رغم استماتته الحثيثة في طمس معالم الدين من قلوب اليمنيين وزرع هوة كبيرة بينهم وبين هويتهم الإيمانية إلا أنه فشل وخاب، وأكبر دليل هي الروح الإيمانية التي جعلت اليمنيين يجابهون وبقوة أعتى عدوان عرفه التاريخ عليهم، بل استطاعوا تحقيق الانتصارات عليه رغم فارق العتاد والعدة، ورغم ما أحدثته الحرب من مآس بشعة، لكن اليمنيين تفوقوا على العدو الإمبريالي ـ الصهيوني ومزقوا كل مشاريعه وخططه، وأصبح زمام المعركة بيد أبطال اليمن ورجاله الشرفاء الذين لقنوا العدو ومرتزقته دروسا في الشجاعة والبسالة، ومرغت أنفه في التراب، وبشهادة واعتراف العالم الذي أصبح يرى اليوم في اليمن قوة كبيرة لا يستهان بها، وأمام شروطها سترضخ قوى العدوان وستمد يدها للسلام مرغمة ومكرهة.

You might also like