عبدالباري عطوان : لماذا نقلت أمريكا قواعدها البرية من قطر الى قاعدتها “الجديدة” في الأردن؟ وهل الهدف اشعال فتيل حرب ضد ايران؟

 

عبدالباري عطوان :
لماذا نقلت أمريكا قواعدها البرية من قطر الى قاعدتها “الجديدة” في الأردن؟ وهل الهدف اشعال فتيل حرب ضد ايران؟ وكيف وزعت إدارة بايدن الأدوار بين الدوحة وعمان؟ وهل تفسر هذه “المفاجأة” استمرار حظر السياسة الشيعية الى مزارات الأردن

اعلن جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) يوم امس عن اغلاق ثلاث قواعد عسكرية في منطقة السيلية القطرية كانت تستخدم كمستودعات للذخيرة والمعدات الثقيلة ودبابات وعربات جنود مدرعة، ونقلها جميعا الى الأردن، كما اعلن المتحدث كربي عن تأسيس مكتب تعاون امني في قطر برئاسة الجنرال كورتيس بازارد لدعم قوات الدفاع الوطني الأفغانية في كابول.
ثانيا: تأسيس هذه القاعدة ونقل المعدات الثقيلة والجنود اليها من قطر الى الأردن، جاء لتجنب استهدافها من صواريخ الفصائل الموالية لإيران في العراق، وتكرار سيناريو قصف قاعدة “عين الأسد” في الانبار بعد اغتيال قاسم سليماني الامر الذي أدى الى سقوط 100 جريح بإصابات في الدماغ، ومن غير المستبعد ان تشرف وتشارك هذه القاعدة الامريكية في أي حرب برية في المستقبل المنظور ضد ايران وربما العراق وسورية أيضا، وهذا ما يفسر “برود” العلاقات الأردنية مع ايران، وتأسيس تحالف إقليمي ثلاثي اردني عراقي مصري تحت اسم “الشام الجديد” بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وفرض حظر على السياحة الشيعية الى المزارات الدينية للأئمة من آل البيت.
ثالثا: يأتي هذا التحرك بعد رفع الغطاء العسكري الأمريكي الدفاعي عن دول الخليج والمملكة العربية السعودية تدريجيا، وإعادة تموضع منظوماتها الصاروخية الى شرق آسيا لمواجهة الخطر الصيني، وأكدت وزارة الدفاع الامريكية الأسبوع الماضي نقل 8 بطاريات صواريخ باتريوت من السعودية والأردن والعراق والكويت دون ان تحدد وجهتها بالدقة الكافية.
رابعا: ستظل القيادة المركزية الامريكية للقوات الجوية في الشرق الأوسط على حالها في قاعدة العيديد في قطر مصحوبة بمئة طائرة حربية، وهي القاعدة التي كانت منطلقا للهجمات الجوية الامريكية على أفغانستان (ضد الطالبان في حرب 2001) والعراق (في حرب 2003)، وسورية (عام 2011).
ما نريد قوله انه جرى تقسيم مهام القواعد الامريكية وتوزيعها على دولتين في الشرق الأوسط بحيث يكون اختصاص القاعدة الامريكية في الأردن القيام بدور رئيسي في أي حرب إقليمية برية قادمة ضد ايران في حال انهيار مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا، اما قاعدة العيديد في قطر فستواصل دورها كقاعدة جوية أمريكية تشرف على المعارك، وتنطلق منها الطائرات في جميع حروب المنطقة المستقبلية مع إضافة قيادة أمريكية بمهمة جديدة وهي مواصلة الحرب ضد طالبان وتمويل وتجنيد المعارضين لها وتسليحهم في مرحلة ما بعد انسحاب القوات الامريكية كليا في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل.
اللافت انه جرى تجاهل ذكر المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان في جميع هذه الخطط والمتغيرات، مما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول طبيعة النوايا السرية الامريكية المستقبلية في منطقة الخليج في عهد إدارة الرئيس بايدن.
يبدو ان الخريف المقبل سيكون ساخنا إقليميا بسبب خطط توزيع الأدوار الامريكية الجديدة، وما يمكن ان يترتب عليه من تطورات عسكرية على وجه الخصوص، فايران وحلفاؤها في سورية واليمن والعراق ولبنان هم الهدف الأكبر في جميع سيناريوهات هذه الاستراتيجية الامريكية العسكرية الجديدة، الامر الذي قد ينعكس اضطرابات داخلية في الدول التي ستشكل رأس الحربة فيها في ظل تنبؤات عديدة بإحتمالية عودة ثورات الربيع العربي المحسنة والأكثر تركيزا على القضايا الداخلية والقومية معا.
الحليف الرئيسي غير المعلن الذي سيكون له الدور الأكبر في هذه المخططات هي إسرائيل، ولا نستبعد انضمامها قريبا الى محور التنسيق العسكري الأمريكي الأكبر في المنطقة.. والله اعلم.
“راي اليوم”

You might also like