الانسجام الروحي بين القراءة والكتابة

إب نيوز ١٦ يوليو

زينب الحسن

تزينت الساحة الثقافية بالعديد من المقاطع الأدبية، الشعرية والنثرية، وبرزت حروفها البراقة الذي نسج شُعاعها أصحاب الأقلام الحرة لكل محبي القراءة، فأخذتهم إلى سطورها الجذابة، روعة التركيب، وجمال البناء، وسلامة الأفكار، حتى تمازج الأدب بمشاعر القـُراء فأصبح كل قارئٍ مجيد، كاتبٌ لامع.

غَدت القراءة : عبارة عن روح تنهل مما يغذي العقل ويسقي الفكر من خلال الحروف التي تُسطِر كل ما يدور بين تلافيف دماغ الكاتب، ويستقيه القارئ من خلال قراءته الصحيحة والنافعة التي تتشرب الأفكار التي تناولها من خلال رحلتهِ القرائية ومطالعتِه في ميدان الكتابة.

وأضحت الكتابة : عبارة عن ذلك الشعور المتدفق الذي يرسم جزالة المعاني والألفاظ، ومتانة التركيب والبناء، ويبين جمال الروح الذي يحمله الكاتب بين سطوره التي تبرُز كتحفة تجذب كل محبي الجمال في اللغة العربية إليها.

تُمثل الكتابة المفيدة والمتقنة، الدار الذي عمل صاحبه على بنائه بكل مهارة وإتقان، وبذل كل مايستطيع من أجل أن يكون داره ذا قيمة في نظر الأخرين؛ لتكبر قيمته ويكون محل إعجاب لكل من يمر به من القراء، فتتوقف عنده الأنظار، وتتزود منه الأفكار، وتُسحر به الألباب.

صارت الكتابة مرتبطة بالقراءة ارتباط القلب بالشرايين، حيث تعمل الكتابة على ضخ كل ما يجود به فكر الكاتب ليصبها في صحراء العقول المتعطشة لكل ما من شأنه أن يروي الحقول التي تحتاج إلى العناصر التي ترتقي بها إلى صرح الثقافة الواعية.

انسجمت القراءة مع الكتابة الانسجام الروحي الذي لا يمكن للكاتب أن يكون كاتباً إلا بالقراءة، ولا يكون للقارئ أن يكون قارئاً إلا بين سطور الكتابة ؛ لهذا أصبحت القراءة والكتابة قامة ورأس، روحاً وجسد، لا يمكن لأحدهما التخلي عن الأخر.

 

You might also like