قراصنة الحج

إب نيوز ١٨ يوليو

صفاء السلطان

بيت الله الذي جُعل أمناً وملاذاً للقلوب الوالهة الخاشعة والمُحبة لربها ، كان وما يزال ذلك البيت الذي ما إن تنظر إليه إلا ويضطرب القلب شوقا، ويضطرب الفؤاد وأنت متطلعا للطواف حول البيت العتيق، مكان تجتمع فيه أفئدة الناس أجمعين بكل ألوانهم وطوائفهم ومذاهبهم بل وأحزابهم؛ ليتحول إلى أكبر مؤتمر إسلامي يناقش فيه الحجيج همومهم وقضاياهم ويعرف بعضهم بعض، لذلك حرص قراصنة الحج من يسمون أنفسهم خدام الحرمين الشريفين على الإستهداف الممنهج وبكل أساليب الإستهداف وأشكاله ، فبداية تحرك قطاع الطرق من حكام آل سعود من استهداف الحجيج وقتلهم ولعلّ الجريمة اﻷبرز، مجزرة تنومة التي راح ضحيتها ثلاثة آلاف حاجا ملبياً متلهفاً للطواف وزيارة روضة المصطفى ليتم قتلهم بدم بارد ؛ كذلك استهداف الحجيج داخل الحرم ووقوع الرافعة على الحجيج، ليذهب ضحيتها عدد كبير من القتلى والجرحى ، كما استخدم آل سعود الحج كمصيدةٍ لإستهداف العلماء والمفكرين والمبدعين وتسليمهم للموساد اﻹسرائيلي، كعلماء الطاقة النووية الإيرانيين ، كذلك أسر المجاهدين من حركة حماس وعلماء الكيمياء الفيزياء العراقيين ، ومن أساليبهم أيضاً في استهداف الحج منع دول مُعينة من الحج، والتخفيف من عدد الحجيج في دول أخرى، وتحديد عدد معين من كل بلد؛ ليتناقص العدد كل سنة ليصل اليوم أخيرا إلى ألف حاج ، ويأتي أيضا ضمن الإستهداف رفع تكاليف خدمات الحج ، كما كان من ضمن أساليبهم نشر اﻷمراض واﻷوبئة بين الحجيج آخِرها وباء كورونا ، الذي لايعتبر عذراً لمنع الحج عن المسلمين في كل العالم
، كذلك وقد كانت من جرائمهم الكبرى استهداف الروضة الشريفة وكتابة اﻷباطيل واﻷكاذيب عليها ومنع محبي النبي اﻷعظم من الزيارة بعذر أنها بدعة وتوجيه الناس للتبرك بسروال المؤسس .

كل هذه الجرائم تكشف للجميع أن قناع الإهتمام بالحرم، وأن الريادة لهم في خدمة الحجيج قد سقط تماماً فقد أودع الله في بلاد نجد والحجاز من الثروات مايكفي كل المسلمين ، لكن هؤلاء الوهابيين هم من استخدموا كل هذه الثروات؛ لنشر الفساد في البر والبحر.

إن جرائم الوهابية بحق الحجيج لا تنتهي ولن تنتهي إلا بالردع الكامل، والوقفة الجادة أمام خطة التهويد القادمة من القدس إلى مكة ، وأخص بالذكر رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه رجال يحبون أن يتطهروا، فالحج إلى الجبهات أصبح ضرورة حتمية لا مناص منها.

.

You might also like