لماذا الإمام علي عليه السلام؟!

إب نيوز ٣٠ يوليو

البتول جبران

لماذا الإمام علي عليه السلام؟!
ولِمَا كُلّ هْذا التعظيم له؟! هذا ماكنت أفكر بِه مرارًا وتكرارًا، ومِمّا كان يزيد في تعجبي! وتسأُلي؟ هم من يعشقونه ويتولونه قولًا وعملًا، كنت أقول: كما يقول مريضي النفوس (مابال هؤلاء القوم أتو لنا بدين جديد؟! لماذا يتحدثون عن الإمام علي ويعظمونه هكذا) ، ولكن حينما راجعت نفسي وتأملت للواقع وجدت أنّني فِي غفلة وتيه، ومن يعشقونه ويعظمونه هم مِن مَنَ أنعم الله عليهم، غير المغضوب عليهم، وليسوا من الضّالّيِن .

علمت أن بِحُبّ الإمام علي، وتوليه يكتمل الدين وهذا ما أمر الله به رسوله قائلًا:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين )َ [المائدة] ..
واتباعًا لأومر الله قال الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) يقصد بإكمال الدين هو قوله :(يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللَّهُمَّ وَالِ من وَالاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخْذُل من خذله).

تأملت في قول الله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة] ..أن ولاية الإمام علي مرتبطة بتولي الله سبحانه وتعالى ورسوله هذا ماتحدثت به الآية، و استجابة لله سبحانه وتعالى واتباعًا لنبيه في ما أمر، فلن تكون العزة والغلبة إلَّا لمن يتولى من أمر الله بتوليهم قال تعالى :{وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.

وجدت بأن الإمام علي هو الأجدر بالولاية لأني لم أجد في سيرته شيءٌ يبعث بالخجل في حبهُ، وتوليه، لا قصور، ولا مخالفة، ..إلخ، فقد قال عنه الرسول: ( أنت مني بمنزلةِ هارون من موسى إلَّا أنّه لا نبي بعدي) (أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتيها من بابها) (لا فتى إلّا عليّ ولا سيفَ إلّا ذو الفقار) (لا يُحبك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا مُنافق) (علي مع الحق والحق مع علي) والكثير الكثير من أقوال الرسول عن فضله ومكانته عليه السلام.

تيقنت وزاد يقيني بإن هذا هو الحق وسواه هو الباطل، فلا كلام يُعلا على كلام الله، ولا أقوال أعظم من أقوال رسول الله، تولي الإمام علي ليس بالدين الجديد، ولا بالشيء الغريب، هو حق من الله اُنزل، وأمر به رسول الله بلغ، وهو موروث ايماني ورثناه من أجدادنا وأباءنا هذا ماتذكرته حينما استوقفني تفكيري لقولي سابقًا :(مابال هؤلاء يأتون بدين جديد) تذكرت أنني مِنذُ الصِّغر وأنا أسمع جدي وجدتي يعظمون ويحبون الإمام علي كما أمر الله، فأيّ دين جديد هل هو ما اتبعناه من ربنا ونبينا؟ وورثناه أيمانًا من أجدادنا وأبائنا؟ أم ماتلقيناه من ثقافات مغلوطة اتبعتها أهوائنا، كم يتمنى ويسعى أعدائنا؟فاللَّهُمَّ أننا نتولاك، ونتولى رسولك، ونتولى أمام المتقين، وسيد الوصيين، ومن أمرتنا بتوليهم، ونبرأ إليك من أعدائك، وأعداء رسولك، وأعداء الإمام علي .

#اتحاد_كاتبات_اليمن

You might also like