عطوان : إتهام إيران بقصف ناقلة إسرائيلية في بحر عُمان.. هل نحن أمام تصعيد جديد لحرب الناقلات؟ ولماذا يُعتبر الهجوم الأخير اخطر من كل الهجمات السابقة؟ ومن أين جاءت الطائرة المسيّرة.. من اليمن أم إيران مباشرة؟

إب نيوز ٣٠ يوليو
عبد الباري عطوان
اتهم مسؤول إسرائيلي كبير اليوم الجمة ايران بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف ناقلة نفط إسرائيلية تملكها شركة الملياردير ايال عوفر في بحر العرب قبالة سواحل سلطنة عُمان  في حديث للقناة 13 العبرية، وهذا ثاني هجوم من نوعه منذ بداية شهر تموز (يوليو) الحالي، وهناك هجوم ثالث جاري التحقيق حوله وسط تكتم شديد حسب تقرير لوكالة بلومبيرغ الامريكية.
الأول: ان طائرة مسيرة (بدون طيار) هي التي نفذته، وهذا تطور جديد وغير مسبوق حتى الآن.
الثاني: ان هذا الهجوم، وعلى عكس جميع الهجمات المماثلة السابقة اسفر عن سقوط قتيلين من طاقم السفينة، احدهما بريطاني والثاني روماني.
الثالث: تزامنه، أي الهجوم، مع توقف المفاوضات الإيرانية مع أمريكا والدول الخمس العظمى الأخرى حول احياء الاتفاق النووي الإيراني، وقرب تنصيب الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي الفائز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية (التنصيب في 5 آب (أغسطس) المقبل)، ويعتبر من جناح الصقور.
السؤال الذي يطرح نفسه هو حول هوية الاراض التي انطلقت منها هذه المسيرة، فهل جاءت من احد القواعد العسكرية الإيرانية على الساحل الشرقي للخليج، ام انها انطلقت من الأراضي اليمنية القريبة.
من الصعب الإجابة عن هذا السؤال في الوقت الراهن لعدم وجود معلومات مؤكدة، او اعتراف إيراني رسمي بالمسؤولية.
لكن اللافت ان منسوب الردين الايراني والسوري على الغارات العدوانية الإسرائيلية الأخيرة سواء في البحار المفتوحة، او داخل الأراضي السورية بات اكثر دقة وفاعلية، ويمكن الإشارة الى نجاح الدفاعات الجوية السورية بإسقاط اربعة صواريخ اطلقتها طائرات إسرائيلية من الأجواء اللبنانية على اهداف سورية وأخرى يقال انها تابعة لحزب الله اللبناني في منطقة القصير في ريف حمص.
مجلة “ميليتري ووتش” البريطانية المتخصصة في الشؤون العسكرية قالت قبل بضعة أيام، في تحليل لها للهجوم المذكور آنفا، ان القيادة الروسية زودت الجيش العربي السوري بثمانية بطاريات صواريخ من طراز “بوك ام 2” المتطورة لتعزيز دفاعاته الجوية، بعد ان طفح كيل هذه القيادة من الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.
خطورة هذا الهجوم على السفن والناقلات الإسرائيلية في بحر العرب والمحيط الهندي تكمن في كونها تؤكد حقيقة باتت راسخة وهي ان الخطوط الملاحية الإسرائيلية والسفن التي تستخدمها، سواء قرب السواحل العربية قبالة السواحل العمانية او في مضيق باب المندب والبحر الأحمر والمناطق المجاورة لم تعد آمنة على الاطلاق، وباتت السفن والناقلات الإسرائيلية في مرمى اهداف الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية واليمنية التابعة لحركة انصار الله وحلفائها.
ايران طورت سلاحين متطورين جدا استطاعا ان يلغيا التفوق الجوي الإسرائيلي، الأول سلاح الصواريخ الدقيقة من مختلف الاحجام والابعاد، والثاني الطائرات المسيرة، التي توصف في المحافل العسكرية بأنها واحدة من الأكثر تطورا في العالم.
***
حرب الناقلات تتصاعد مجددا وتزداد سخونة، وصحيفة “وول ستريت جورنال” الامريكية زعمت ان طائرات وصواريخ إسرائيلية هاجمت 12 سفينة إيرانية شرق البحر المتوسط والمحيط الهندي، ردت ايران بالمثل على عدد مماثل من السفن الإسرائيلية تقريبا، وهذا ما يفسر عدم تنفيذ القيادة الإسرائيلية لتهديداتها بقصف ناقلات النفط الإيرانية التي افرغت حمولاتها في ميناء طرطوس في الأسابيع الماضية.
نحن الآن في انتظار الرد الإيراني القادم على الرد الإسرائيلي المتوقع على الناقلة المستهدفة ليلة امس الخميس، واللافت ان قيادة الحرس الثوري المكلفة بهذا الملف تلتزم بفضيلة الصمت، وتترك الأفعال هي التي تتكلم، مثلما قال لنا احد اللبنانيين المقربين من دوائر صنع القرار في ايران.. والله اعلم

You might also like