الكلاب تعوي مجددا !!

إب نيوز ٢٥ سبتمبر

عبدالملك سام

كتبت عن هذا الموضوع قبل سنة و 7 أشهر و 28 يوما ، وها انا اكتب عنه مجددا ، ومجددا اؤكد ان الموضوع لا يقصد به المرتزقة ؛ فهم أحقر من أن نصفهم بالكلاب حتى . ويومها حذرت في مقالي من كارثة بيئية تتهدد مناطق تجمعاتنا ، خاصة على الأطفال . كما تكلمت في المقال عن القائمين على موضوع التخلص من الكلاب ، وقلت يومها أن ما يفعلونه هو التخلص من بعض الكلاب وترك العدد الأكبر لتتكاثر ؛ وذلك بهدف أن يستمروا في استلام أجور التخلص من الكلاب مجددا كل فترة ، فهل كنت يومها على صواب ؟!

الواقع أنني لم اتخيل – رغم تشاؤمي – ان تنتشر الكلاب وتتكاثر بهذه الدرجة ، فيكفي ان تخرج فجرا للصلاة في المسجد القريب منك حتى تفاجأ بقطيع يطاردك بحثا عن أي جزء رطب ليعض ! ودعني أؤكد لك أنك ستصلي بعدها في البيت ولن تكلم أحد عن الحادثة حتى لا يتهموك بالجبن ! ولكن لتطمئن يا مواطن فخوفك مبرر ؛ فهذه المخلوقات لا تمزح ، وكلنا سمع قصة الطفلة التي مزقتها الكلاب في منطقة (جدر) ، وسمعنا الكثير من القصص المؤسفة الآخرى ، والعديد منا لابد وقد تعرضوا بشكل أو بآخر لموقف ما مع الكلاب التي باتت تتكاثر وتعربد بأريحية في شوارعنا !المسألة ليست نوع من “الفوبيا” اللا منطقية ، بل أن الموضوع خطير بالفعل ، فالكلاب تقتات من اماكن تجميع المخلفات في الحارات ، فتمزق الاكياس البلاستيكية وتنثر المخلفات في كل مكان . كما أنها بعد ذلك تخالط الأطفال الذين يلعبون في الشارع والذين يتنافسون على الأقتراب منها متظاهرين بالشجاعة ، أو يقومون بتنظيم معارك فيما بينها ، هذا كله يحدث دون أن يعوا أن هناك لحظة يتصرف فيها هذا الحيوان بطريقة عدوانية ومفاجئة قد تؤدي لأن يعض الكلب فيها أحد الأطفال ، ولولم يكن هناك أحد الكبار بالقرب منه فلا أحد يعلم ماذا يمكن أن يحدث !

بحثت عن الموضوع ولم أجد معلومات من أي منظمة تحصي حالات الأعتداءات التي قامت بها الحيوانات ضد البشر في بلدنا ، ولكني وجدت بعض المقاطع الصادمة على “يوتيوب” ، ووجدت مقالات – خارجية فقط للأسف – تتحدث عن خطورة هذه المخلوقات وغيرها من الحيوانات المتشردة التي تعيش بالقرب من البشر ، وكان معظمها يؤكد على الخطورة الصحية لتواجد هذه الكائنات بالقرب من التجمعات السكانية للبشر (ووزارة الصحة لدينا لديها ما يكفيها من الهموم كما نعرف) ، والخطورة تتعدى العض إلى إنتشار أوبئة أخرى كالسارس والكورونا وحتى الطاعون ! والعديد من الدول شرعت قوانين خاصة باقتناء وتربية الحيوانات ، بما فيها الكلاب .

اليوم نضع الموضوع بيد الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الصحة وأمانة العاصمة والبلديات ، وأرجو ألا يتم تهميش الموضوع حتى تحدث كارثة لأحد ما (مهم) ونتحرك متأخرين ! أولادنا يذهبون للمدارس في وقت مبكر ، وهذه الأيام بدأ موسم تكاثر هذه المخلوقات والذكور تكون عصبية المزاج ، والليل أصبح غير مأمون أيضا ، والتخلص منها ليس صعبا ولا يحتاج جهدا كبيرا ؛ فيكفي ان تنزل حملة يتمتع القائمين عليها بالأمانة والوعي . أما اولئك الذين نصبوا أنفسهم أعضاء في جمعية الرفق بالحيوان عندنا فنرجوهم أن يقوموا مشكورين بربط هذه الحيوانات في أحواش بيوتهم ، وان يهتموا بتغذيتها وتنظيفها وضمان عدم إعتداءها على جيرانهم ، أو ليسعدونا بسكوتهم .. ودمتم بود .

 

You might also like