ذكرى ثورة 26 سبتمبر

 

إب نيوز ٢٦ سبتمبر

عبدالملك سام

[ إلى أولئك الذين انجرفوا بحماس للحديث عن ثورة 26 سبتمبر ، أهدي هذا المقال ]

أولا .. دعونا نتفق أن ثورة 26 من سبتمبر هي ثورة ، ولكنها ثورة ناقصة ! وسواء كنت مؤيدا أم معارضا للتسمية ، فهناك شبه إجماع على نقصانها ؛ وإلا فعليك أن تثبت بأن أهدافها تحققت كاملة دون نقصان ، وبالتأكيد هذا سيدفع الكثيرين للسؤال عن الإستقلال في ظل الوصاية المصرية في أولها ، والوصاية السعودية فيما بعد !! ثم هناك مسألة العدالة الإجتماعية التي لم تتحقق أيضا ، بل تم إستبدال الملكية الصريحة بملكية مبطنة تحت مسمى جمهوري ، والجيش متعدد الولاءات ، والوحدة المغدور بها ، والتعايش اللا سلمي الذي عايشناه ردحا من الزمن !!

مما يؤخذ أيضا على تسميتها “بالثورة” هو أن الذين قاموا بها كانوا من ضمن نظام الحكم (وزير الدفاع وتنظيم الضباط الأحرار) ، وهذا ما يدفع البعض للتأكيد على أنها أقرب للانقلاب . فيما يرى آخرون بأنها ثورة لأن هناك العديد من أبناء الشعب قاموا بالمشاركة في الدفاع عنها فيما بعد . وبعيدا عن الأخذ والرد في موضوع بات أمرا واقعا ، دعونا نترك موضوع التسمية كما هو ، ولنلتفت إلى الأهداف التي لا يختلف الكثيرون منا عليها .

العملاء اليمنيون – ولا فخر – هم من ابتكر (الطابور السادس) ، وهو طابور أكثر دناءة ولؤما من الطابور الخامس ؛ فهم يقبلون أن يعملوا لدى المحتل دون ثمن ، ودون كرامة ! وهم غالبا ليسو ممن يملك الجراءة لكي يقوموا بثورة ، ولكن طبيعتهم الوصولية تجعلهم يركبون موجة الثورة ليقطفوا ثمار جهود الثوار الحقيقيون ، وقد تكرر الأمر في ثورتي 26 سبتمبر ، و 11 فبراير ، وهم أيضا من يحاولون الانقضاض على ثورة 21 من سبتمبر ! وهم غالبا قوم لا يهمهم الأهداف ولا نظام حكم ولا عدالة ، وكل ما يهمهم هو ما سيحصلون عليه من غنائم !!

جميع الثورات كانت تحمل أهدافا سامية ، فهي تولد من رحم المعاناة والفقر ، ووقودها غالبا هم الناس البسطاء . والعبرة ببقاء الثورة خالدة في ضمير شعب هو ما تحققه من الأهداف التي قامت الثورة من أجل تحقيقها ، لذا فمن غير المنطقي أن يفكر البعض بالتنكر للقيم العليا التي دعت لها الثورة مهما كان القائمين على السلطة سيئين واستغلاليين ومتلونين . بل أن العدالة تحتم علينا أن نقف مع المبادئ الجيدة التي دعت لها الثورة ، وبهذا نعري الصادق من الكاذب ، والأصيل من الدعي .

نحن اليوم لسنا بصدد الحكم على الثورة ، بل يجب علينا أن نفكر بأن أهداف ثورة 26 من سبتمبر لم تكتمل بعد مرور أكثر من 59 عاما على قيامها ، ومن الخطأ أن يفكر البعض في أن يقف ضد هذه الثورة لمجرد أنه عانى من التطبيق السيء والظالم لمن أمسك بزمام الحكم بعد قيامها ! بل يجب علينا أن نرى مدى تطابق أهدافها مع أهداف ثورة 21 من سبتمبر ، وأن ندعوا لتحقيق أهدافها النزيهة كاملة دون نقصان ، فهذه الأهداف هي ذاتها ما ندعوا اليوم إليه ؛ أي أن نأخذ ما ينفع شعبنا ، ونترك كل ما يمكن ان يكون سببا في تفرقنا ، وهذا الأمر بحد ذاته ثورة فكرية تحفظ لشعبنا منجزاته في أنتظار تحقيق باقي أهداف ثورتيه السبتمبريتين الخالدتين .

ـ أهداف ثورة 26 سبتمبر :

(1) التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما ، وإقامة حكم جمهوري عادل ، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات .

(2) بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها .

(3) رفع مستوى الشعب إقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا .

(4) إنشاء مجتمع ديموقراطي تعاوني عادل ، مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف .

(5) العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة .

(6) إحترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ، والتمسك بمبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز ، والعمل على إقرار السلام العالمي ، وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم .

You might also like