عبدالباري عطوان : مستشار الامن القومي الأمريكي يتعهد بالدفاع عن الأراضي السعودية ضد التهديدات “كافة” والدفع نحو حل سياسي في اليمن.. لماذا لا نصدقه في الحالين؟

إب نيوز ٣٠ سبتمبر

عبدالباري عطوان :

التصريحات التي ادلى بها جيك سوليفان مستشار الامن القومي الأمريكي بعد لقائه بالأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة في نيوم يوم امس تبدو غريبة ومتناقضة وغير مقنعة، خاصة تلك التي تحدث فيها عن استعداد بلاده للدفاع عن الأراضي السعودية ضد التهديدات “كافة”، والدفع نحو حل سياسي لإنهاء النزاع في اليمن.

نقول تصريحات متناقضة لان بلاده أي أمريكا، سحبت جميع بطاريات صواريخ “باتريوت” و”ثاد” من المملكة، فكيف ستدافع عنها في مواجهة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الحوثية الملغمة التي باتت تغير على المملكة بشكل شبه يومي؟

السلطات السعودية ردت على هذه الخطوة الامريكية بسحب الصواريخ برفض استقبال لويد اوستن، وزير الدفاع الأمريكي، الذي كان يقوم بجولة خليجية احتجاجا، وزيارة سوليفان هذه جاءت بديلة، ولمحاولة امتصاص الغضب السعودي بإطلاق تصريحات عامة ليس لها أي قيمة عملية على الأرض.

النقطة الأخرى التي تستحق التوقف عندها حديث سوليفان ووعوده بالدفع نحو حل سياسي لإنهاء “النزاع” في اليمن حسب وصفه، وهو وعد لم يتحقق على مدى سبع سنوات من عمر هذا “النزاع”، وفشلت خلالها كل الحلول الامريكية العسكرية او السياسية، وباتت كل أوراق الحل في ايدي تحالف حركة انصار الله الحوثية بعد انسحاب الامارات، واتساع دائرة سيطرتها على الاراضي اليمنية، وتفاقم خسائر التحالف السعودي.

السلطات السعودية تريد انهاء الحرب في اليمن التي كلفتها مئات المليارات من الدولارات، ولكن دون وجود أي استعداد بالاعتراف بالهزيمة في ميادين المواجهات، وحدوث تغيير في موازين القوى لمصلحة الحوثيين وتحالفهم.

التقدم الكبير الذي حققته قوات انصار الله في ميادين القتال باستعادتها محافظة البيضاء كاملة، وثلاث مديريات في شبوة دون قتال، بحيث باتت تسيطر على 80 بالمئة من مأرب، باستثناء مديرية وسط المدينة وجبل مراد والجوبة مفتاح الطريق الى قلبها، وتدور معارك طاحنة حاليا لاستعادة هذه المديرية (الجوية) الاستراتيجية.

السيطرة على مأرب يعتبر هدفا استراتيجيا أساسيا لحركة انصار الله، بسبب رمزيتها التاريخية، ومكانتها كعاصمة للتحالف السعودي والحكومة “الشرعية” في اليمن، والاهم من ذلك وجود احتياطات النفط والغاز فيها، حيث تعاني 12 محافظة يمنية حاليا من انقطاع الكهرباء لعدم وجود المازوت اللازم لتشغيل محطات الكهرباء فيها.

سوليفان مستشار الامن القومي الأمريكي يبيع وعودا وهمية لحلفائه في الدول التي زارها وهي مصر (سد النهضة)، والامارات (التصدي لإيران)، والسعودية (مواجهة التهديدات الحوثية الصاروخية)، فالأولويات الامريكية تغيرت، والانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط برمته بات حقيقة، ولكن من المؤسف ان هناك من العرب ما زال يشتري هذه الوعود الامريكية الوهمية الكاذبة ويدفع ثمنها عشرات المليارات من الدولارات.

“راي اليوم”

You might also like