الإنتخابات اللبنانية تتَرَنَّح مع رياض سلامة والقضاء اللبناني محشور في الزاوية،

كَتَبَ إسماعيل النجار

 

إب نيوز ٣١ مارس

 

دخَلَ لبنان مرحلة الجَدّْ الحقيقي في جميع الملفات والإستحقاقات، حيث لَم يَعُد هناك من وقتٍ كافٍ للمناورة والمراوغة والإلتفاف حول الملفات الكبيرة التي يجب إقرارها في مجلس النواب،

فالإستحقاق النيابي المقبل بعد شهر ونصف إن (حَصَل)؟ سيكون الفصل في إنكشاف ما سيتم ترحيله للمجلس القادم وما تم إنجازه بالحاضر،

ولكن الأمر مرهون بواقع الإستحقاق الإنتخابي هل سيتم؟ أم أنَّ أمراً طارئاً سيستجِد على الساحة تطير بأسبابهِ الإنتخابات وتدخل البلاد في فراغ ليسَت لصالح الآخرين، لأن كافة الصلاحيات ستنتقل حُكماً إلى رئيس الجمهورية الذي يحاول البعض كسرَهُ ومنعه من تحقيق أي إنجاز، لذلك نؤكد أنه لَن يُعطَىَ له في آخر عام من عهده ما حُرِمَ منه طيلة خمس سنوات

إذاً هناك تناقض كبير بين ما يريدون ونتائجه العكسية السلبيه عليهم،

بعض التكهنات تحدثت عن جائزة ترضية أميركية عربية لإسرائيل بإعطائها ضوءً أخضراً بمهاجمة لبنان عِوَضَاً عن مهاجمة إيران بناءََ على القمة التي حصلت في شرم الشيخ ولقاء وزراء الخارجية في النَقَب!

الأمر في غاية الغرابة والإستهجان،ولا ندري على أي مُرتَكَز يرتَكِز أولَئِكَ المُحَلِّلون الذين أشاعوا هكذا نوع من الأخبار التي توحي بأن زيارة منتظرة لهوكشتاين إلى لبنان ستبوء بالفشل تدفع بإسرائيل لبدء العمل في الحقول المتنازع عليها وتكون هيَ بذاتها فتيل التفجير مع المقاومة!

بكل الأحوال لا يوجد أي مصلحة أميركية إسرائيلية بإشعال فتيل الحرب بين الكيان الصهيوني ولبنان، ولا مصلحة بزيادة أعداد بؤَر التوتر في المنطقة، في ظل رغبة أميركية جامحة بتوقيع إتفاق نووي مع طهران ومحاولة رسم خط ولَو رفيع جداً بينها وبين موسكو يفصلهما ولو مؤقتاً، في خِضَم معركة كسر هيبة الناتو ومنع تمددهِ التي تخوضها الأخيرة والتي تحتاج إلى التفاف إيراني صيني حولها تحاول واشنطن إفشاله لتركها وحيدة في معركة إستنزاف طويلة،

واشنطن تدرك أن أي مبادرة عسكرية صهيونية ضد لبنان ليست لمصلحتها ولن تكون في صالح تل أبيب، حيث ينتظر حزب الله وحلفائه هذه اللحظة بفارغ الصبر والتي ستكون فرصة ذهبيه للإنقضاض على الجليل وتغيير شكل الخريطة الجغرافية للكيان داخل فلسطين المحتلة،

أما في الشأن المالي اللبناني، لَم يَعُد رياض سلامة ضمانة الليرة ولا ضمانة المودعين، ولا ضمانة اللصوص المهربين للأموال، والقضاء اللبناني المنقسِم على نفسه والذي يحارب قرارات بعضه البعض، حشره قرار القضاء الأوروبي الحاسم بوجوب التعاون معه وتوقيف رياض سلامة، بعدما تم الحجز على كافة أمواله وأصوله في أوروبا، والأمر أصبحَ ملزماً للقضاء اللبناني حسب تقارير حقوقية أوروبية، من هنا نقول أنه قد أصبحَ لزاماً على لبنان أن يُبدي تجاوباً مع القضاء الأوروبي والهيئات الحقوقية التي بدأت إجراءآت فعلية ضد سلامة بينما لا زالت المراوغة والمماطلة والحماية أسياد الموقف لبنانياً خلاف ما ينتظره اللبنانيون الذين يعتبرونه اللص الأكبر والصندوق الأسود الذي يحوي معلومات ذهبيه عن شبكة المسؤولين اللبنانيين اللصوص الذين نهبوا المال العام وتم تهريب هذه الأموال إلى الخارج،

فإلى مَتَى سيبقى اللبنانيون صامتون، وخصوصاً أن أمامهم تتشكل فرصة ذهبية لتصفية الحسابات مع كل مَن حمَىَ رياض سلامة وجمعية المصارف والمسؤولين المرتكبين.

أيها اللبناني إتقي الله في نفسك وعيالك، ولا تكُن مع الظالمين.

 

بيروت في…

             31/3/2022

You might also like