بين الماضي والحاضر يد تبني ويد تحمي

إب نيوز ١٤ إبريل

أم كيان الوشلي

كم أُطربت مسامعنا عن بطولات الأجداد ومواقفهِم الرائعة حينما كانت تأتي بالغُزاة آجالهُم إلى مقبرة الغُزاة فنندّهش لحجم التضحية ونتعجب لكمية الإيثار.

كانت من أهم تلك المراحل مرحلة غزو الأتراك لليمن، حين نادى المُنادي بحي على الجهاد فكان هذا النداء مُستجاباً من واقع المسؤولية من أبناء المجتمع وأبناء الريف أيضاً كانوا منأول من نفروا فهناك من تركوا كل مايملكون في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض،ليسطروا أعظم ملاحم الصمود تحت راية الإمام يحيى بن حميد الدين، فكان للتكافُل الإجتماعي الدور الكبير في أوساط المجتمع وكما كان هناك يد تحمي كان هُناك أيضاً يدٌ تبني حيث أن الأراضي الزراعية للمجاهدين في ذلك الوقت كانت تُزرع من قِبل الذين لم يتقدموا للجهاد بإهتمام كبير لصالح أُسرة المجاهد مع تفقُد لأسرته وأبناءه وتكافل كبيَر، لم يكُن ينقُص من المحصول الزراعي شيء فكان كل من يرى الأراضي الزراعية في ذلك الوقت لا يتوقع أن أهل هذه القرية يُجاهدون أو أن منهُم مُجاهداً واحداً، وكان هذا التكافُل منتشر في الأرياف بشكل كبير، أي أنه كان هناك جبهة زراعيه قويّة تواجه كل التحديات وهذا يدل على وعي كبير ،كانت تتوفر كل أنواع المحاصيل الزراعية من هذه الأرض فكنا (نأكُل مما نزرع ) فقد كانت الزراعة مصدر مهم لقوة البلد.

حتى تربّع فرعون على عرش السلطة في اليمن عفّاش وما أدراك ما عفّاش سلاح أمريكي مُدمّر ومطيّة لقوى الإستكبار ضرب كُل قوة في اليمن وكان من أهمها الجانب الزراعي، وحصلت في عصر هذا النظام الجائر إتفاقية أُكتشفت بعد زوال عفاش بين البنك الدولي والنظام بعدم دعم الجانب الزراعي نهائياً.

إذاً فهي حرب قديمة على الجانب الزراعي وليست وليدة يومها ،فلم يُهمل الجانب الزراعيمن قِبل الدولة فقط بل استولت واردات المحاصيل الزراعية فضربت الزراعة المحلية اليمنية فكانت ولا زالت الحرب على الزراعة حربَ شرسة من قِبل أعداء الله.

{ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِى مَسْكَنِهِمْ ءَايَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُۥ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ }، لا تعجب ان علمت أن هذه الأرض كُتب عليها الصمود حتى على مستوى ثمارها، وكان للمحاصيل الزراعية اليمنية مميزات رائعة حيث أنها تتحمل الظمأ بعكس البذور الخارجية، وكان المُزارع يستطيع يبذر من المحصول فيكون المحصول طبيعي بعكس البذور الخارجية التي لا تاتي بالمحصول إلا مرة واحدة فقط مع احتياجها الكبير للماء،وكانت أرضنا بأكملها قابلة للزراعة مع وجود أنواع كثيرة من الحبوب التي لا توجد في العالم، فهل من مانع للإكتفاء؟

من المُحزن أن يضل الجانب الزراعي مُهملاً رغم وجود الجهود المبذولة من الجهات المختصة لذلك يجب على أبناء الشعب من مزارعين وممن يستطيع الدعم السعي لإصلاح الأراضي الزراعية ودعم هذه الجبهة بكل ما أوتينا من إمكانيات فأراضينا شاسعة وصالحة للزراعة، ومن المحزن أيضاً أن نرى أراضٍ مُهملة لسنوات عديدة أو أسرة قدمت الشهداء والمجاهدين ،ولم يبقَ من يزارع فتُركت أراضيهم بدون زراعة.

يجب الإقتباس من الوعي الزراعي الذي كان يملكه الأجداد، كم هو جميل التكامُل بالتكافُل.

#كاتبات_وإعلاميات_المسيره

You might also like