حرب البذور مازالت مستمرة أين وزارة الزراعة منها؟

إب نيوز ٢٤ مايو

ـــ

وفاء الكبسي :

كتبتُ في مقال سابق عن قضية أمن غذائي كبيرة وفساد فاضح واضح للعيان كاد يؤدي إلى تدمير شامل للأرض والأنسان ، وهي قضية بذور الذرة الرفيعة المصابة بالآفات ومنها فطر (Curviaria) والتي كانت في مخازن الوزارة بذمار ، واليوم ها أنا أكتب بحرقة قلب وألم كبير تجاه ما تقوم به وزارة الزراعة من تجاوزات بحق الإنسان اليمني وتواطؤ مع الحرب الأمريكية الغير معلنة على أراضينا الزراعية وبذورنا والتي تهدف لفرض هيمنتها علينا وإخضاعنا ، لست متحاملة على وزارة الزراعة ففي عدة مقالات تم مناشدتها لتحمل مسؤلياتها وتحسين إدارتها لمافيه مصلحة العباد والبلاد و لاحياة لمن ننادي!

فالحرب البيولوجية المستهدفة لغذائنا وأراضينا الزراعية أشد وأخطر من الحرب العسكرية والحصار علينا، لأنها تؤدي إلى هلاك الأراضي الزراعية والهلاك المحتم لنا وللأجيال القادمة.
فما يحدث اليوم من تدمير للأراضي الزراعية تعتبر جريمة تدمير شامل بكل المقاييس لايمكن السكوت عليها، ففي العام الماضي حدث تدمير لمساحات واسعة من الأراضي الزراعية بمديرية بني مطر بسبب الحشائش الخبيثة المصاحبة لبذور الجزر المستوردة من شركةجبرودر بيكر الهولندية بواسطة وكلائها المحليين من مؤسسة الحظا واجروجروبل وشركة المجد.
وما يحدث اليوم في مديرية همدان إنذار كبير لكارثة أكبر، حيث قَدم كثير من المزارعين ممن اشتروا بذور الموت “الجزر” بمديرية همدان شكوى تظلم لوزارة الزراعة بإصابة مزارعهم بحشائش ضارة لايمكن إزالتها أبدًا ، فهذه الحشائش الخبيثة إذا نبتت في أرض زراعية تقضي عليه وتصبح تربته غير قابلة للزراعة ولايمكن التخلص منها لا بميدات حشائش ولا معاول ولاشيول .
فأين وزارة الزراعة مما يحدث اليوم من استهداف علني للأراضي الزراعية ولماذا مازالت تغض الطرف عن كل هذه التجاوزات الخطيرة؟
وأين هي من توجيهات سماحة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- بخصوص الاهتمام بالزراعة والإكتفاء الذاتي؟
وأين هي لجنة الوقاية والرقابة من منع هذه الكارثة المدمرة ؟
مع أن نتائج الوقاية أثبتت إحتواء بذور الجزر على أمراض فطرية وحشائش غريبة وبأن الشحنات الثلاث مخالفة للشروط والمواصفات.
السؤال هنا من المتسبب والمتواطئ بوصول الدفعة الثانية من بذور الجزر الهولندية لوكيلها أجرو جروبل وبعدها الدفعة الثالثة والتي حاول وكيلها إدخالها عن طريق التهريب ؟
أليس إصرار شركة جبرودر بيكر الهولندية لإدخال الشحنة الثالثة عن طريق التهريب إلا دليل على نشاط خفي وحرب إجرامية قاتلة للحياة الإنسانية والحيوانية في إطار مخططات دول العدوان وعلى رأسها أمريكا لإبادتنا وفرض هيمنتها علينا!!
نحن اليوم أمام قضية أمن قومي يهدد مستقبل أولادنا وأحفادنا، فمن المعروف عن أمريكا باستخدامها لهذه الحروب الصامتة ضد الإنسانية جمعاء..
هذه الشحنات الثلاث وغيرها هي إنذار على أنه مازال هناك فساد يسري في البلاد وجريمة بحق الشعب اليمني تحت مسمع وبصر الحكومة ولايمكن السكوت عليها.
هل أصبح الإنسان اليمني رخيص لهذه الدرجة ؟
لم نعد ندرِ ماذا نصارع ونواجه؟
لقد أصبحنا بين سندان عدوان وحصار خانق ومطرقة دمار شامل للقطاع الزراعي ورقابة منزوعة!!
في الختام: هذا بلاغ لكل الجهات المعنية وللسيد القائد-حفظه الله- والمجلس السياسي الأعلى وكل حر في بلادي بالتحرك الجاد المسؤول للنهوض والقيام بمسؤولياتهم ومنع حدوث هذه الكارثة المحتمة علينا جميعا.

 

You might also like