في ظل الفشل والسخط الشعبي .. هل انتهى دور الرئاسي؟!

 

 

إب نيوز ٩ يونيو

لم يحقق المجلس الرئاسي، المعين من قبل التحالف السعودي الإماراتي، أي شيء يذكر على الساحة منذ تأسيسه في العاصمة السعودية الرياض، غير أنه يراكم فشل سلطة ” الشرعية” السابقة، في جميع الميادين السياسية والعسكرية والإقتصادية في آن واحد.

العجز الذي ظهر عليه المجلس الرئاسي الجديد، كان واضحا منذ الوهلة الأولى لإعلانه في العاصمة السعودية الرياض، فلم يكن تغيير سلطة هادي والإصلاح، لصالح إصلاحات داخلية لليمنيين، وإنما نكاية بفشل أدوات التحالف السابقة، وتبديلها بأدوات جديدة.

وكما كان هادي وحاشيته سلطة على ورق طوال السبع السنوات الماضية، فإن الرئاسي يظهر وحيدا بلا قاعدة شعبية ولا وجود حقيقي، في ظل الانقسامات الجلية التي تشهدها أروقته الداخلية، وقراراته التي لم تجد سلطة تنفيذية لتمريرها، خارج أسوار التحالف وقيادته.

هذه الحقائق لا تتجلى من خلال فشل الرئاسي، عقد جلسة واحدة منذ أسابيع في مدينة عدن، لأعضاءه المبعثرين، على مختلف خارطة السيطرة للفصائل التابعة لهم، وحسب؛ وإنما تتجلى بصورة واضحة في كل خطوة يعلن عنها المجلس، ولا ترى لها أثرا على أرض الواقع، وهو ما يضاعف السخط الشعبي ضده، الذي بدأ يتصاعد خلال الأيام الأخيرة.

وتشهد عموم مناطق سيطرة فصائل التحالف، منذ أيام حالة واسعة من العصيان المدني والإضراب الشامل ضد إجراءات حكومة معين، منها إضراب شامل في ميناء عدن ومنفذ شحن، احتجاجا على رفع رسوم التحسين، وكذلك الإضراب الشامل للتجار والمحلات التجارية في مدينة تعز،نتيجة الإرتفاع الجنوبي في أسعار المواد الغذائية والأساسية.

إلى جانب ذلك، جملة الأزمات المركبة التي يعيشها المواطنين في مناطق سيطرة فصائل التحالف ومجلسه الرئاسي، في ظل انعدام المشتقات النفطية حتى عن” مدن النفط” ، وانقطاع المرتبات وغياب الخدمات، وانتشار الفوضى الأمنية، في ظل ما يشاهدونه من استنزاف فاضح للثروات اليمنية من قبل قوى التحالف وفصائلها، ومنها السفن النفطية التي تتوافد تباعا إلى الموانئ اليمنية لنقل النفط والغاز، في وقت لا يجد المواطن قوت يومه.

لا تتوقف هشاشة الرئاسي عند عجزه عن معالجة كل هذه الأزمات فقط، بل في طريقة تعامل دول التحالف مع المجلس، والتي تبدو متذبذبة ومستهتره، لمجلس وضع كمحطة ترانزيت فقط، لتجاوز مرحلة للتحالف، وهو ما يوافق أراء الكثير من المراقبين، والتي أكدت بأن تأسيس هذا المجلس لن يكون أكثر من كونه ستارا لهزيمة التحالف في اليمن.

ولعل هذا ما يعكس تراجع السعودية رسميا عن وديعة الثلاثة مليار دولار، التي سبق وأن أعلنتها بالمشاركة مع الإمارات، دعما للمجلس حين تأسيسه مطلع أبريل الماضي، قبل أن تتراجع وتعلن تحويل مبلغ الوديعة، لصالح سداد خسائر حرب التحالف على اليمن، وتوجه صفعة مباشرة لحكومة معين، التي أرسلت وفودها الأول تلو الآخر، إلى الرياض، لمعاينة الوديعة، وعادت بخفي حنين !.

علاوة على ذلك، ما وجهته دولة الكويت من صفعة كبيرة لرئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، بعد رفضها تقديم أي مساعدات مباشرة للمجلس، قبل أن تُعين مندوبا خاصا للإشراف عليها، وهو ما يعكس عدم ثقة دول الخليج والمنطقة ومن قبلها التحالف، بهذا المجلس، الذي يبدو أنه لن يبقى كثيرا في المشهد، وسط توقعات بانتهاء دوره فعليا، والذي لم يتعدى على كونه ستارا لهزائم التحالف.

YNP _ حلمي الكمالي :

You might also like