عبدالباري عطوان : ثلاث مفاجآت “عسكرية” يكشف عنها الرئيس بوتين في خطابه الأخير ما هي؟

 إب نيوز ٢١ يونيو

عبدالباري عطوان :

ثلاث مفاجآت “عسكرية” يكشف عنها الرئيس بوتين في خطابه الأخير ما هي؟ ولماذا حرص على التعبير عن افتخاره بإنجازات قوات جيشه الميدانية؟ وعلى من كان يرد؟ ولماذا لا أحد يعرف متى وكيف ستنتهي الحرب الأوكرانية رغم التنبؤات المتزاحمة؟

اثناء لقائه مع خريجي اكاديميات الجيش الروسي اليوم الثلاثاء، حرص الرئيس فلاديمير بوتين على ان يكون خطابه مختلفا، وحافلا بالرسائل الموجهة الى خصومه في الولايات المتحدة وأوروبا، وأبرز عناوينها الكشف عن أسلحة حديثة “مجربة” دخلت الخدمة، وأخرى أكثر تطورا وقدرات تدميرية في الطريق، وخاصة صاروخ “سارمات” العملاق العابر للقارات.

كان لافتا ان الرئيس بوتين بدأ خطابه بالتعبير عن فخره بأداء القوات الروسية في أوكرانيا، ووعد بزيادة التعزيزات العسكرية في الأسابيع والأيام المقبلة، ولعله يشير هنا الى سيطرة هذه القوات على خمس الأراضي في جنوب شرق أوكرانيا، واسر جنود أمريكيين مرتزقة يقاتلون في صفوف القوات الأوكرانية وربط شبه جزيرة القرم بريا باليابسة الروسية.

الرئيس بوتين كشف عن “انجازين” عسكريين في هذا الخطاب، ولعله تعمد ذلك في إطار الحرب النفسية التي يشنها ضد خصومه، وفي واشنطن على وجه التحديد:

  • الأول: الإعلان، وللمرة الأولى، عن نشر أنظمة دفاع جوي عمادها الأساسي صاروخ “اس 500” الذي لا يوجد له مثيل في العالم على حد قوله ويصل مداه الى 600 كم، ويمكن إسقاط أقمار إصطناعية، وأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت.

  • الثاني: الكشف، وللمرة الأولى أيضا، ان الجيش الروسي قام بإختبار لصاروخ “سارمات” العابر للقارات تكلل بالنجاح، وأكد انه سيدخل الخدمة العسكرية مع نهاية العام الحالي، وهذا الصاروخ يمكن إصابة هدفة على بعد 6000 كم، أي الساحل الشرقي للولايات المتحدة، واي بقعة في العالم، وحمل رأس نووي قابل للانقسام ويصل وزنه الى 10 أطنان.

ولعل الرئيس بوتين أراد من خلال هذا الكشف المدروس بعناية، الرد على بعض التقارير الغربية التي تشكك بالقدرات العسكرية الروسية وادائها في الأيام الأخيرة للحرب الأوكرانية، مثل القول بأن صواريخ “جوفلين” المضادة للدروع، وشقيقتها صواريخ “ستينغر” المضادة للطائرات التي يملكها الجيش الاوكراني علاوة على طائرات “بيرقدار” التركية المسيرّة كلها نجحت في تقليص تقدم القوات الروسية خاصة نحو العاصمة كييف.

لا أحد يعرف، وعلى وجه الدقة، متى وكيف ستكون نهاية الحرب الأوكرانية، فرغم الروح القتالية العالية للقوات الأوكرانية حسب التقارير الغربية فإن المئة يوم الأولى كشفت ميدانيا عن استمرار تقدم القوات الروسية وتصاعد الشكاوى المريرة من قِبل الرئيس زيلينسكي حول نكوص أمريكا والدول الاوروبية في الإيفاء بوعودها في تقديم أسلحة ثقيلة لقواته، وتسريع إجراءات انضمام بلاده الى عضوية حلف الناتو.

الصورة تبدو قاتمة بالنسبة الى الرئيس زيلينسكي حتى الآن على الأقل، قالتوغل العسكري الروسي يقضم الأرض والمدن والموانئ في الجنوب الشرقي لبلاده، بينما يحج قادة من أوروبا الى عاصمته كييف، من أمثال ماكررون (فرنسا) وشولتز (المانيا) وجونسون (بريطانيا) لاقناعه بالاستسلام غير المباشر، بتقديم تنازلات الى الرئيس بوتين، والتجاوب مع بعض مطالبه في تحول بلاده الى دولة محايدة على غرار فنلندا والسويد “سابقا”، ونسيان مسألة الانضمام الى حلف الناتو لعقدين قادمين على الأقل.

العقوبات فشلت، واعطت نتائج عكسية بتعزيز الاقتصاد الروسي، واضعاف نظيره الغربي، والأنباء القادمة من ميادين القتال توحي بأن عملية ضم إقليم دوناسك الى الاتحاد الروسي تسير على قدم وساق، على غرار نظيره في شمال جورجيا (اوستيا وابخازيا)، بينما تخسر إدارة بايدن هيبتها داخليا وخارجيا، وتواجه تحديات قد تؤدي الى أزمات اقتصادية وسياسية تكون مقدمة للانهيار وربما الحروب الاهلية أيضا.. والله اعلم.

“راي اليوم”

You might also like