الهجرة النبوية.. روحانية عطرة .

.

إب نيوز ٥ محرم

إكرام المحاقري ـ

كما هو كل عام، يستذكر اليمنيون ذكرى الهجرة النبوية مستلهمين إثر ذلك موروثهم التأريخي في البذل والتضحية في سبيل الله، حيث كان لاجدادهم -الأوس والخزرج- بطولات ومواقف تاريخية نصروا بها الرسول الأعظم -صلوات الله عليه واله، وخُلد ذكرهم في القرآن الكريم ليكون درسا للعالمين.

الأنصار، هم شعب اليمن الذين لم يتوانوا في نصرة الحق وبذل النفس ورفع رآية الإسلام، وهاهم اليوم أشد بأسا وأحدّ سيفا يقفون صفا صفا بوجه الباطل.

فحين نصروا رسول الله واستقبلوه وايدوه وأمنوا برسالته وحملوا رآية لواء جيشه، كانت تلك نقطة الفصل ما بين الضياع وبين الصادقين من ابناء الشعب اليمني، فتلك أمة قد خلت، لكنها قد تركت أثرا لا يندثر مع تقادم العصور والأزمنة.

فـالهجرة النبوية نتعلم منها الكثير من الدروس والعبر، ونجد فيها كل ما نحن متعطشون إليه من علم وبينات ودليل إلى الله ورسوله، وقاموس في ترجمة مواقف ذلك الشخص العظيم الذي نام في فراش رسول الله ذائدا عنه بنفسه، الإمام علي -عليه السلام- اشجع طاعن وضارب، من غيبت المناهج الغربية الدخيلة على المجتمعات المسلمة ذكره وأثره، حتى تسقط الأمة في حضيض ما حيك ضدها من مؤامرات صهيونية، ولو كانت الأمة اليوم تتثقف بثقافة الهجرة النبوية لما وصلت إلى محطة التطبيع مع اليهود وارتداء لباس النفاق.

كما أن الهجرة النبوية تحتم على المسلمين إلا يخنعوا للطواغيت المجرمة، والعجول البشرية، وألا يتخلوا عن مبادئ وقيم دينهم مقابل البحث عن الأمان المزيف، فالأمان هو مع الله تعالى، حيث ما كانت معيته، فيهاجروا في الأرض هو خير لهم، هجرة إلى الله والجهاد في سبيلة، هجرة من عمل الشيطان وخطواته التي أوصلت بعض الأنظمة العربية إلى التطبيع مع العدو، واوصلت الشعوب إلى السقوط في هاوية المجون والإنحلال، فـ الهجرة بمجالآتها الواسعة لا بد منها حتى تسلم الدنيا والأخرة.

ختاما:
ما ردده اليمنيون في الأمس من أهازيج روحانية استقبلوا بها الرسول الأعظم، وعظموه ووقروه وآمنوا به وشكروا الله على نعمته من منطلق الواجب الديني قائلين(وجب الشكر علينا ما دعا لله داع)، هم اليوم يرددوه لحنا بفوهات بنادقهم وبعظيم مواقفهم وبصلاح قلوبهم وبدماؤهم التي سالت انهارا طاهرة عطرة في سبيل الله.

{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ}، من سورة الأعراف- آية (157).

You might also like