عام ونصف العام على حرب اليمن..ماذا في التفاصيل؟

إب نيوز 22سبتمبر

 

يُلوّح زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي بنقل المعركة الى الداخل السعودي عبر دعم من أسماهم بـ”مواطني الدرجة الثانية” ودعوتهم إلى الانتفاض على الحكومة السعودية. إمكانية حصول هذا السيناريو يعني نقل المواجهة من شكلها الحالي بالاستهداف الصاروخي اليومي للأهداف العسكرية داخل الأراضي السعودية إلى مستوى غير مألوف في الرياض، خاصة وأن كمائن أنصار الله عند الحدود السعودية في أواخر صيف العام 2015 سرعان ما تحولت إلى عمليات توغل واسعة تطرح تحديا تكتيكيا هاما بالنسبة للتحالف.

تفيد التقارير العسكرية الأميركية بأن أنصار الله أبقوا أفضل قواتهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم
قبل أيام قليلة، نشرت صحيفة “الغارديان البريطانية تقريرًا إحصائياً كشف فيه أن ثلث الغارات الجوية للتحالف الخليجي في اليمن، استهدفت مدنيين ومنشآت ومراكز إغاثة. ضغط هذا التقرير، وتقارير أخرى مرفوعة إلى الكونغرس الأميركي، باتجاه نشوء رأي عام تشريعي في أوساط الحزب الجمهوري تحديدًا يناقش في ضرورة منع بيع السلاح الأميركي إلى السعودية.
وبالرغم من تصويت الكونغرس أخيراً على الموافقة على صفقة جديدة، إلا أن حجم الاعتراضات يعكس بوضوح المأزق الذي يعاني منه التحالف في تحقيق أهداف الحرب عسكريا.فماذا في التفاصيل؟

أولا: اصطدمت “عاصفة الحزم”، حملة التحالف الخليجي التي انطلقت في أذار من العام الماضي بإشكالية عدم قدرة سلاح الجو على حسم الحرب، ما استدرج التحالف بحلول تموز 2015 إلى تكثيف العمليات البحرية بالتوازي مع عملياتٍ موضعية برية لم تستطع تغيير المشهد الاستراتيجي؛ فنشأت جبهات قتال على امتداد الأراضي اليمنية، في مقابل تدرج أنصار الله والجيش في استخدام أوراق القوة، وتحديدًا على صعيد استهداف الداخل السعودي الذي لم يشهد حتى الساعة استهدافا للمدنيين، على الرغم من ارتفاع عدد المجازر التي تستهدف اليمنيين.

ثانيا: لا يزال استخدام القوة البرية من قبل قوات التحالف دون المستوى اللازم لحسم الحرب نتيجة اعتبارات سياسية واقتصادية مكلفة، ما أفضى إلى حالة من المراوحة يحاول اللاعبون الدوليون كسرها عبر جولات سياسية تقف كل مرة عند ثابتة الحجم التمثيلي لأنصار الله وحلفائهم على الأرض، مع الإشارة الى أن استمرار أنصار الله بقصف الداخل السعودي يثبت عدم نجاح الحملة الجوية للتحالف في تحييد قوتهم الصاروخية.

ثالثا: يتهم التحالف إيران بأنها المسؤولة عن الحرب في اليمن. بغض النظر عن الجدل السياسي في هذه المسألة، فإن عدم قدرة دول الخليج على حسم الحرب مع من تعتبرهم حلفاء إيران في اليمن يطرح أسئلة كبرى حول القدرات العسكرية لهذه الدول في مواجهة إيران نفسها، وبالتالي يؤدي إلى تشكل موازين قوى مغايرة في المنطقة على المدى المتوسط.- رابعا: تفيد التقارير العسكرية الأميركية بأن أنصار الله أبقوا أفضل قواتهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وبالتالي فإن المواجهات التي يخوضونها تندرج حتى الآن تحت إطار الدفاع وليس الهجوم.

خامسا: يُلوّح زعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي بنقل المعركة الى الداخل السعودي عبر دعم من أسماهم بـ”مواطني الدرجة الثانية” ودعوتهم إلى الانتفاض على الحكومة السعودية. إمكانية حصول هذا السيناريو يعني نقل المواجهة من شكلها الحالي بالاستهداف الصاروخي اليومي للأهداف العسكرية داخل الأراضي السعودية إلى مستوى غير مألوف في الرياض، خاصة وأن كمائن أنصار الله عند الحدود السعودية في أواخر صيف العام 2015 سرعان ما تحولت إلى عمليات توغل واسعة تطرح تحديا تكتيكيا هاما بالنسبة للتحالف.
سادسا: أدت اطالة زمن الحرب إلى مردودٍ عكسي على التحالف الذي استنفذ بنك الاهداف وغرق في دوامة استهداف المدنيين؛ الأمر الذي وضعه في مواجهة الرأي العام الدولي وأدى إلى استنزاف قدراته العسكرية والاقتصادية، فضلا عن دخول القاعدة إلى المشهد اليمني بقوة؛ ما يطرح أسئلة حول الأهداف التي حققتها الحرب حتى الساعة.

المصدر: الميادين نت

You might also like