حين قررنا المؤامرة.

 

إب نيوز ٦ ربيع الثاني

 

بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.

 

كنا أربعة..

وخامسنا (كلبنا) الذي مازال يوسوس لنا حتى استطاع أخيراً إقناعنا ودفعنا إلى القبول بالمشاركة معه في تلكم المؤامرة وتلكم الخيانة.

يومها لم يكن لدينا بصراحة تصورٌ معينٌ عن مدى وإمكانية نجاح هذه العملية أو كنا نمتلك حتى خطة جاهزة لذلك.

لكننا، وفي ظروفٍ وأجواء استثنائية خاصة ومحاطة بالسرية التامة، عملنا وعلى مدى أكثر من شهر على إعداد وترتيب خطة مناسبة للقيام بذلك.

فاقتحام ودخول مثل هذه الدور والأماكن لم يكن يومها بالأمر الهين أو السهل في أوساط مجتمعنا!

وفي اليوم الموعود..

انطلقنا نحن الخمسة، وبعد أن تأكد لنا أن لا أحد قد شعر بنا أو كان يراقبنا، نقصد تلكم الدار.

لكنني وقبل الوصول إلى دار (سينما بلقيس) الكائنة في ميدان التحرير بدقائق قليلة، عدت وتراجعت..

لم أجبن ولكن،

عزَّ عليَّ أن أخون (أبي) الذي وثق بي وقد أمرني من قبل أن لا أدخل أو أقترب من مثل هذه الأماكن.

كبر عليَّ أن أخون (المجتمع) الذي كان يجرم كل من يدخل إلى مثل هذه الأماكن أو الدور.

التفت إلى أصدقائي وقلت ما معناه :

ما هكذا تورد الإبل يا رفاق.

لنعد أدراجنا.

لم يعاند ويأبى الرجوع سوى (كلبنا) بالطبع،

أما نحن فقد عدنا إلى مواقعنا وأدراجنا سالمين.

وفشلت المؤامرة وسقطت الخيانة،

أو هكذا ظننت وقتها..

لأعود اليوم واكتشف أنها لم تسقط في الحقيقة، وأنها قد أصبحت اليوم في كل منزل، بل وفي كل جهاز هاتفٍ خلوي للأسف الشديد،

وأنها كذلك لم تعد مجرَّمةً كما كانت!

وأن (كلبنا) ذاك قد أصبح من الصاغرين!

 

#معركة_القواصم

You might also like