ما هي قيمتُنا في الوجود؟

إب نيوز ١٦ ربيع الثاني

أم كيان الوشلي

سؤالٌ طالما طرأ على بالي ليُذهِب نوم عيني ويُقلِقُ أيامي التي صِرتُ أراها بِلا قيمةٍ تُذكر.

آهٍ ما أجمل ذاك النهار الذي أجلِسُ فيهِ مُرتاحة البال مع أهلي ومن أُحِب فيقطعهُ الزوال ومرور الوقت لِأعود إلى الأحوال المُتقلبة من حُزنٍ،وتعبٍ،ومرضٍ،وغيرها مِن حالاتِ المشاعر.

إنها لحقيرةً تغُرُني كثيراً بأوقاتِ السعادة الزائلة،دون أن أتحرك لِتلافي ما يمُر من سنين عُمري لِأُخلد قيمتي في الوجود،لأنصُر مُستضعف،أو أُغيث ملهوف.

إنني لأهوى ذلِك الشعور الذي يُدمي قلبي أتمنى أن يستمر وإن لم أرى مشاهد الظُلم التي تتعرض لها الشعوب المُستضعفة والقلوب المُنتهك حقُها في الحياةِ،أتمنى أن لايزول شعور الألم الذي أُحِسُ بِه لكي أصنع شيءً يُنقذ هؤلاء المستضعفين.

حقاً إني الآن أكتُبُ هذهِ الأسطُر وعيناي تدمعان وفيهِما أنين المسجونين في كُل بقاعِ الأرض من قبل الطُغيان والإستكبار.

وأُحِسُ بلهيباً يخنِقُني في داري الكاملة الأركان بينما هُناك المُشردين الضائعين الباردين في عصرٍ يملؤهُ موتُ الضمائر وانعِدام المشاعِر.

كم قطرة دمٍ تُسفك وأنا اعيشُ بين أهلي وأحبتي،كم عرضٍ يُستباح يُنادي مُنقذاً وانا لا اسمعُه.

كم جريحٍ يتأوه وأنا أنامُ قريرة العين،كم جائعٍ في هذهِ الدُنيا يأكُل المُتجبِرون حقوقه،كم مديونٍ رُمي خلف قُضبان السجن على مالٍ كسى بهِ أولادهُ أو أطعمهُم ودرسهُم بِه.

كم يتيمٍ يبكي الآن مرارة العيش وظُلم البشر وأنا سعيده بين أحبتي،كم مريضٍ حاصرهُ جور المفسدين في الأرض عن العِلاج وأنا لا استطيع أن أُحرِك ساكِن.

ما هي قيمتنا في الوجود؟

أدركتُ من هذهِ الأفكار التي أصبحت مُتجذرةً في عقلي،أن لها علاقةً بِالعطاء الخالد والثمن الباهض الذي يدفعهُ الأحياء إلى الأبد.

نحنُ لا نعتبر من زوال السعاده ولا نسعى لإعطاء التُعساء شيءً مِن لذيذِ طعمِها لكنهُم سعوا إلى إسعاد عالمٍ بإسره يملؤهُ الأنين والأوجاع.

نظُنُنا أحراراً ونحنُ عبيداً لإهوائنا،وأنانيتنا التي باتت تُوحي لنا أننا يجب أن نعيش وغيرُنا يُقتلُ ظُلماً وعدواناً.

بينما هُم أدركوا معنى الحُرية التي تنُصُ على أن تكون عبداً لِمن خلقك فقط،
آثروا بإرواحهِم ودمائهِم لكي تعيش تِلك القُلوب المُعذبة مُدرِكةً مدى قيمة المؤثِرين بإرواحهِم.

إن القيمة التي أتحدثُ عنها لا تُقاس بأيِ ميزانٍ خلقهُ العبيد،بل إنها مقياسٌ خلقهُ المعبود توضعُ فيهِ النفس البشرية بكامِل إرادتها في كفةٍ تُقابِلُها كفةً تحمِلُ جِهاداً مُتنوِعُ المجالات تقاسُ بِه.

وإن أنفس قيمةً وجُوديةً هي التي إختارها الشُهداء أولئك الذين تأججت في قُلوبهُم نار الغيرة على عرضٍ أُستبيح فضّل لهيبّ تلك النار مُتقداً لا تُطفأهُ الأحداث والمُتغيرات.

وعهداً ضل يُذكِرهُم بمفادِهِ كصوتٍ لا يصمُت يترددُ صداهُ في قُلوبهِم،وقنديلٍ يحمِلهُ يتيماً دخلَ إلى زوايا إنسانيتهِم ليجِد نوراً يُغنيهِ عن قنديلِهِ.

ودون تِلك القيمة أصفاراً مُرتصه نراها قُبيل انقِطاع النفس الأخير.

إن العيش دون الإكتراث لِما يحدُث في العالم إبتداءً من أوطاننا عزيزي القارئ لهو عارٌ يُلطِخُ جبين كرامتِنا، وضميرنا وإنسانيتنا،وقيمتنا.

حقاً إني لم أستطيع أن أُوفق لما أُريد أن أُعبر عنهُ مما يُخالجُ صدري فلعل الأحرُف لا تكفي لأن أشرح مدى شوقي لأن أتناثر أشلاءً تجعلُني ذا قيمةٍ في الوجود،
قيمةً تقتُلُ جباراً، وترفعُ حق، وتُنقِذُ موجوعاً ،تحمي عِرضاً،تُحرِرُ أسيراً وتفُكُ حصار مطار صنعاء.

#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء_الدولي

You might also like