من سَيُسقِطُ الآخر : السعودية أم الحوثي؟!

 

إب نيوز ٢٢ ربيع الثاني

بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.

أرأيتم لو أخبرتكم أن دولة بني سعود ستسقط على أيدي هؤلاء الحوثيين؟ هل كنتم مصدقيّ؟!
اطمئنوا لست متنبئاً ولا عرافاً ولا كاهنا ولا أيَّاً من هولاء كلهم، ولكني أقرأ التاريخ جيدا!
تأملوا في التاريخ وانظروا كيف سقطت كثيرٌ من الممالك والدول والإمبراطوريات، وعلى أيدي من؟!
ألم تسقط على أيدي مستضعفيها بشكلٍ أو بآخر؟!
ألم يسقط فرعون وملكه على أيدي (موسى) والمستضعفين من بني إسرائيل؟
ألم تسقط قريش وعتاولة نظامها المستبد على أيدي المستضعفين من المسلمين من المهاجرين والأنصار؟!
ألم تسقط دولة بني أمية على أيدي المستضعفين والمطاردين من بني العباس؟!
حتى دولة بني العباس لم يسقطها (هولاكو) كما هو شائعٌ في أوساط الناس!
نعم (هولاكو) هو من أجهز عليها لكنها كانت قد سقطت قبله بقرون حين تفككت وتفرخت إلى دويلاتٍ وممالك عدة مع بداية العصر العباسي الثاني وعلى أيدي مستضعفيها أيضاً!
وكم من الأمثلة الكثير والكثير شاهدة على صدق ما أقول يجمعها كلها عاملٌ مشتركٌ واحدٌ ومتشابهٌ هو الرغبة الملحة لدى هذه الأنظمة المستبدة في اجتثاث واستئصال فئةٍ أو جماعةٍ أو أقليةٍ مستضعفة بعينها وإبادتها من الوجود فيشآء الله أن ينصر هؤلاء المستضعفين ويجعلهم هم الوارثين.
ألم يستضعف فرعون بني إسرائيل ويسعى إلى اجتثاثهم واستئصالهم من الوجود؟!
ألم تستضعف قريش المسلمين وتسعى جاهدةً إلى اجتثاثهم واستئصالهم من الوجود؟
ألم يستضعف بنو أمية بني العباس ويسعون إلى اجتثاثهم واستئصالهم من الوجود؟!
حتى ذو نواس الحميري حينما استضعف نصارى نجران وسعى إلى اجتثاثهم واستئصالهم من الوجود في حادثة الإخدود الشهيرة كان ذلك سبباً في سقوطه وسقوط مملكته وانتهى الأمر به إلى الانتحار في البحر!
كذلك في العصر الحديث، ألم يخرج (نيلسون مانديلا) من السجن حاكماً على جنوب إفريقيا بعد عقودٍ من استضعاف جبهة (البوليتيريا) العنصرية له وللسود وسعيها الحثيث لاجتثاثهم واستئصالهم وتصفيتهم عرقياً؟!
فما الذي حدث؟!
تعالوا الآن ومن خلال ما سبق نتأمل في الصراع الدائر بين النظام السعودي وحلفاءه وبين الحوثيين (أنصارالله).
ألم يستضعف السعوديون (الحوثيين) ويعلنون عليهم حرباً شعواء غير متكافئة؟!
ألم يبدي السعوديون وحلفاءهم مراراً وتكرارا ومن خلال تصريحاتهم الموثقة والمسجلة رغبتهم الكامنة في القضاء على الحوثيين واجتثاث شأفاتهم واستئصالهم من الوجود؟!
ألم وألم…؟!
وبالتالي فلن يكون حال السعودية بطبيعة الحال في آخر المطاف مختلفاً تماماً عن حال من قبلهم من الإمبراطوريات والممالك والدول والتي كانت أشد منهم بأسا وأكثر نفيرا!
يؤكد هذه النهاية (الحتمية) طبعاً استمرارها واصرارها على المضي قدماً في غيها وحصارها وعدوانها الظالم والغاشم على اليمن وكذلك انحسار فرصها وتضآئل آمالها يوماً بعد يوم في كبح جماح (الحوثيين) وكسر شوكتهم خاصة بعد أن باتوا اليوم أكثر قوةً وأوسع انتشاراً من ذي قبل، والذي بدوره سينقلب، وبلا شك، في يومٍ ما وبالاً وخزياً على الطغاة والمستكبرين من (بني سعود) وأحلافهم،
(فحوثيو) اليوم ليسوا (كحوثيي) الأمس كما تشير وتؤكد على ذلك كل المؤشرات والدلائل!
والأيام بيننا.

#معركة_القواصم

You might also like