أحصنة (طروادة)!

 

إب نيوز ٢٢ ربيع الثاني

بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.

– قال لي مستنكراً : أو مازلت تصر على تسميته عدواناً؟!
– وماذا كنت تريدني أن أسميه يا هذا..؟! (شم النسيم) مثلاً أم مهرجان (الجنادرية) أم ليالي (دبي)؟ أم ماذا؟
ماذا كنت تريدني أن أسميه إذا كان لم يستطع طوال أكثر من سبع سنوات أن يثبت لي ولو للحظةٍ واحدةٍ أنه ليس عدواناً؟
ماذا كنت تريدني أن أسميه إذا كنتم قد عجزتم أن تقنعوني ولو لمرةٍ واحدة أنكم أصحاب قرار مستقل وإرادة وطنيةٍ صلبة لا تلين؟!
المسألة ليست بهذه البساطة التي تتصورها، إن اتفقت مع الحوثي مثلاً أسميه عدواناً، وإن اختلفت معه أعود وأسميه تحالفاً، المسأله يا صديقي أكبر من أن تسجل موقفاً بحسب حالة الطقس أو التغير المناخي والمزاجي لديك خاصةً إذا كان الأمر يتعلق بحاضر ومستقبل وطن.
– ولكنه جاء من أجلنا، من أجل اليمن!
– من أجل من؟! من أجل اليمن؟!
يا حبيبي من استكثروا على اليمن يوماً أن يمنحوه مجرد (عضوية) ظل يستجديها منهم لسنواتٍ في مجلسهم الخليجي لا يمكن أن يأتوا بعدتهم وعتادهم منفقين مئات المليارات من الدولارات من أجل أعادة شرعية إليه أو انهاء انقلابٍ فيه.
أكثر من سبع سنوات، ومع ذلك، هل سأل أحدٌ منكم نفسه لماذا لم يرجعكم حتى للمناطق التي يوهمكم أنها باتت (محررة)، لماذا أسلمها إلى الفوضى ولم يبسط فيها الأمن، لماذا تعمد أن يتركها لقوىً مناوئة لكم أنفسكم وعمد إلى تقويتها ودعمها دونكم؟!
تعرفون لماذا؟
لأنه ببساطةٍ لا يريدكم أن تعودوا أصلاً، هو يريدكم فقط أن تظلوا لديه وتحت ناظريه ليس لأنه متيم بوجودكم أو خائفٌ على حياتكم، ولكن لأنه وجد فيكم أيها الحمقى (حصان طروادة) الذي به ومن خلاله سيحاصر اليمن ويدمر اليمن ويفكك اليمن ويقضى على هاجسٍ كان ومازال وسيظل يخوفه اسمه اليمن.
– ومالذي يجعله يفعل ذلك كله باليمن؟
– هذا السؤال ينبغي أن توجهه إلى أنفسكم والذي لولاكم ولولا حماقاتكم وانتهازيتكم لما فعل ما فعل باليمن، فإذا عجزت عن الإجابة عليه فأسأل أباك أو جدك إن كانا من الأحياء!
يا عزيزي سموه ما شئتم، تحالفاً، حزماً، عزماً، أو حتى (حُممي) إن أردتم، لكنكم يوماً ستعلمون حقيقته، ستعلمونها حتماً عندما يتم إعلانكم غداً أنه قد تم الاستغناء عن خدماتكم وأنه لم يعد مرحبٌ بكم في بلادهم.
عندها فقط ستدركون يقيناً -ولكن بعد فوات الآوان- أنه لم يكن سوى عدوانٍ مبين!

#معركة_القواصم

You might also like