فصل الخطاب) الكاتب المصري :أحمد العربي

 

إب نيوز 3 اكتوبر

كنت دائماً اتحاشى الكلام عن السيد عبد الملك الحوثي من قريب او بعيد وكنت اركز كلامي على القضية اليمنية صرفة

أولاً لعدم وضعي في خانة انا لست فيها من الاساس.

ثانياً لكي اظل على حياديتي في طرحي للقضية اليمنية التي تشغل كل تفكيري، ولكن بعد خطاب اليوم انا مضطر للخروج عن القواعد التي وضعتها لنفسي.

خطاب اليوم حمل كثير من الامور والعلامات التي لا استطيع الا الوقوف عندها والكلام عنها والاشادة بها.. فكانت النقطة الكبرى والاهم في خطاب اليوم هو الثروات النفطية والممرات البحرية التي تعتبر الاثرى والاهم في العالم.

لقد وجدت في خطابه دعوى للحياة والعزة والكرامة لمن يريد الموت ذليلاً او الحياة عميلا فشعرت بأني امام قائد عظيم محب لوطنه وشعبه وارضه بصدق وامانه..

قضية الجنوب وحضرموت.

خطاب السيد عبد الملك الحوثي صب في معظم خطاب اليوم على هذه المناطق نظراً لان (وهذا تحليلي الشخصي) هذه المناطق هي التي تدار رحى الحرب من اجلها فالمناطق الشرقية تحتوي على كميات هائلة من الوقود والنفط وبالنسبة للجنوب ففيه اهم ممرات بحرية في العالم بل الاهم فباب المندب يعتبر اهم حتى من مضيق جبل طارق.

فرغم اهمية هذه الثروات وهذه المناطق نجد بعض شعب هذه المناطق لا يدركون مدى اهمية ما تحت اقدامهم فيبيعوه بثمنِ بخس ظناً منهم انهم بذلك يحسنون صنعا فجاء سيد اليمن ليخبرهم بأنهم الاخسرون اعمالا خسروا الدنيا والاخرة فلا هم عاشوا بكرامة ولا نالوا متاع الدنيا وليس لهم في الاخرة من سبيل ولن يخلد ذكرهم الا بالعمالة والخساسة وبيع الارض والعرض.

بالفعل لم يأتي الامريكاني والاماراتي والسعودي حباً وعشقاً في اهل اليمن او في اهل الجنوب نعم هم اتوا لاجل مصالحهم التي تتعارض كلياً مع مصلحة اليمن لقد اتوا ليلقوا الفتات الى اهل الجنوب ويمتصوا هم بعد ذلك دمائهم وثرواتهم ويتركوهم يجروا ذيول الخيبة والعار..

لقد اتوا ليأخذوا كل شيء الارض والبحر والهواء وحتى الشرف والنخوة.. فكان خطاب اليوم بمثابة المنذر والمبين لهذه الامور ليضع النقاط على الحروف…

ومما لا شك فيه إن خطاب اليوم جاء من الرجل الذي يشعر بهموم وطنه ويعيشها بكل صدق.. ليثبت للمعتدي وللامريكي اولاً وللداخل اليمني ثانياً وللعالم سواء المؤيد او المعارض للعدوان ثالثاً اننا امام قيادة على دراية كاملة بما يحاك ويخطط لليمن وبما يمرر من تحت الطاولات وخلف الاظهر.

قيادة يفعل لها الف حساب فالمعادلة اليمنية تتغير كلياً الان فبعد ان ظن السعودي والامريكي انهم ملكوا اليمن جائت هذه الحرب رغم آلامها وخسائرها التي تدمي القلوب لتثبت ان المعادلة لا في اليمن وحده ولا حتى الخليج بل في المنطقة كلها تغيرت تماماً وانهم امام يمن مختلف عن الذي عهدوه.

يمن حر يأخذ قرارته بنفسه ويحمي ارضه ويحمي ثرواته والاهم من ذلك لديه قيادات لديها من الفطنة والحنكة السياسية التي تسمح لها بفهم ما يدور في عقولهم وهذا هو الاهم، لقد كان هذا الخطاب خطاباً سياسياً على اعلى المستويات.
خطاب يعجز عنه معظم قادة الدول فَهُم لم يصلوا لهذه الفطنة السياسية بعد.. فهنيئاً لك يا يمن العز والشرف هذا القائد.

You might also like