التعبئة العامة

 بسم الله الرحمن الرحيم

التعبئة العامة مواجهة الشائعات تعتبر الحرب النفسية والتي منها الحرب الإعلامية وحرب الشائعات على وجه الخصوص من تكتيكات العدو التي تهدف إلى ضرب الروح المعنوية للشعب وبث الشك والارتياب في أوساط المجتمع وزرع اليأس والإحباط وبث الرعب والخوف وترهيب الناس وتهيئتهم للهزيمة والاستسلام وتشكيكهم في قيادتهم وإثارة البلبلة والقيل والقال وخلخلة الصفوف وتفتيت الجبهة الداخلية وتضليل الناس وقلب الحقائق وتشجيع الخلايا النائمة للتحرك لمساندة العدوان وخلق الانتصارات الوهمية ولا يتأثر بحرب الشائعات إلا ضعفاء الإيمان وعديمي الوعي أما المؤمن الواعي فلا تؤثر عليه لأنها تعتمد على الكذب والدجل والتهويل والتخويف يقول الله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أمثلة للشائعات والحرب النفسية إشاعة المشركين في غزوة أحد بأن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم قُتل وقد عاتب الله سبحانه وتعالى الذين تأثروا بهذه الشائعة بقوله: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ). إشاعة بأن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الذي لا يقهر وهو الجيش الأسطورة وثبت في الواقع أنه أوهن من بيت العنكبوت. إشاعة بأن صنعاء سقطت وبأن القيادي الميداني المجاهد فلان قد قُتل ولا صنعاء سقطت ولا ذاك القيادي استشهد. إشاعة بأن الدواعش مقاتلون شرسون لا يبالون بالموت ولا يمكن مواجهتهم وينشرون لذلك فيديوهات القتل والذبح والسحل والحرق وثبت في الواقع أنهم ضعفاء يفرون في ساحات المعارك وإلا لما ساندهم العدوان بالقصف الجوي والدعم الإعلامي والسياسي والتسليح وغيره من كافة أشكال الدعم المباشر واللوجستي. إشاعة أن هناك أزمة اقتصادية خانقة وسيموت الناس جوعاً بسبب الحصار ونجد أن الناس يعيشون حياتهم وبعد أكثر من خمسة أشهر من الحصار والعدوان *أساليب انتشار الشائعات

1- مشاهدة القنوات المعادية كالجزيرة والعربية والحدث والقنوات المتفرعة والقنوات المؤيدة للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن وكذلك الإذاعات المعادية.

2- المواقع الإخبارية الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والواتس آب وتويتر .

3- الصحف والمجلات والمنشورات.

4- المرجفون والمنافقون والذين في قلوبهم مرض في التجمعات والأسواق وفي وسائل المواصلات وفي أماكن تناول القات.

5- خطباء السوء في مساجد الضرار والفتنة .

6- قد يساهم في انتشار الشائعة أناس طيبون بحسن نية ولكن حب الفضول والاستطلاع والتسرع في نقل الأخبار قبل التحقق والتأكد وهؤلاء للأسف يساندون العدوان ويروجون لأكاذيبه بالمجان . *كيف نتعامل مع الشائعات – مقاطعة وسائل نقل الشائعات يقول الله تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) فلا يقول سبحانه: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) فلا يجوز استماع ونقل الشائعات في الواتس والفيس بوك أو بأي طريقة أو مشاهدة القنوات المعادية لأن إشاعاته العدو لا تقل عن خطر صواريخهم.. – التحري والتثبت عند سماع الأخبار لأنها قد تكون مجرد شائعات يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) – عدم تناقل الشائعات والترويج لها يقول الله تعالى: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) – مواجهة المرجفين وفضحهم لأنه جهاد لا يقل عن الجهاد في الميدان يقول الله تعالى: ( لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا) – رد الأخبار المغرضة وإرجاعها إلى القيادة والمختصين يقول الله تعالى: ( وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) – كثرة ذكر الله وتسبيحه وتنزيهه عن أن يخلف وعده بالنصر يقول الله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) – الاكتفاء بالمصادر الموثوقة في الأخبار كقناة المسيرة وإلغاء وإغلاق القنوات المعادية من بيوتنا كما أغلقوا قنواتنا من الأقمار الاصطناعية. من مبادئنا التي لا تتغير

1- أننا على حق ونحن مُعتدى علينا ونحن مظلومون ندافع عن أنفسنا ونحن في طريق هي لله رضا

2- الجهاد مبدأ قراني وفريضة إسلامية وأمر إلهي وواجب وضرورة مهما كانت الظروف

3- الله معنا ونحن واثقون به ثقة مطلقة ومصدقون لوعوده ومتيقنون من نصره وتأييده وأملنا فيه كبير وليس له حدود قال تعالى: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ)

4- الشهادة نعمة وفضل من الله وحياة كريمة وخلود أبدي وعز سرمدي وليست الشهادة خسارة بل اختيار واصطفاء للشهداء بغض النظر عن ما يحصل بعدهم كما حصل لشهداء غزوة أحد

5- أن رهاننا على الله وأن ركوننا عليه وتوكلنا عليه واستنصارنا وثقتنا به وإيماننا به ولذا تتبخر كل الشائعات لأن المؤمن الواعي الواثق بالله يكون بشكل يعين الآخرين لا تؤثر فيه شائعة ولا إرجاف ولا إمكانيات العدو ولاعدده كما قال سبحانه: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) … 6- عندما تكون ثقتنا بالله وتوكلنا عليه ورهاننا عليه ونتحرك في المواجهة على هذا الأساس فإن الله عند وعده لم ولن يتغير موقفه ولم يتراجع سبحانه عن وعده وضمانته بالنصر ولم يستثن حالة من الحالات ولا يعجزه عدو ولا جبار عنيد، وهو القائل (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) (إن ينصركم الله فلا غالب لكم) وهو القائل (ولله جنود السموات والأرض) (وما يعلم جنود ربك إلا هو).

7- – من مبادئنا في مواجهة العدو أن النصر بيد الله لا تحققه القوة العسكرية ولا يتحقق بالطائرات ولا بنوعية السلاح المتطورة ، ولا بالعدد ولا بالعدة وإنما بالمعايير الإلهية وهو الإيمان ، وبالإرادة الإلهية والتأييد الإلهي فلا يمكن أن يعيق هذا النصر وهذه الإرادة الإلهية لا الطائرات الحديثة ولا القنابل المحرمة ولا الأسلحة الفتاكة لأن الأمر كله لله ولأن الأمر لله من قبل ومن بعد فنحن نخوض المعارك في سبيل الله على أساس هذه العقيدة والوعي والمبدأ آخذين في الاعتبار أوامر الله في الإعداد لما نستطيع وتهيئة النفسيات نحو الأحسن والخير وتهيئة الأرضية المناسبة للنصر وهي أرضية الإيمان فعندما نكون مؤمنين تائبين مستغفرين ، نستحق نصر الله بفضله وكرمه وقدرته على كل شيء وهو القائل (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين).

8- إن عدم التأثر بالشائعات لا يعني الاطمئنان الزائد حتى يحصل استرخاء وتثاقل ولكن يعني أنها لا تؤثر في نفسياتنا مع اليقظة والحذر لأن معظم جرائم المرتزقة تحتاج إلى حس أمني وعمل أمني ويقظة أمنية فمشاريع العدو ومرتزقته وأعمالهم جبانة كالعبوة الناسفة والسيارة المفخخة أما في الميدان فهم أجبن من يكون.

 

 

556035_234614066675994_2098581561_n

You might also like