انتهازيون في مطابخ العدوان !!

إب نيوز 17 مايو

بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي
لو كان يعلم الذاهبون إلى الرياض أن العدوان سيطول أمده، لما قرروا الذهاب إلى هناك، بل أن البعض منهم اليوم قد بدأ يعض أصابع الندم حسرةً وندماً على موقفه ذلك !
ربما قليلٌ منهم من وجد في الذهاب إلى هناك موقفاً إضطرارياً لا مفر منه إلا أن معظمهم بدون أدنى شك قد رأى في ذلك فرصةً انتهازيةً لتحقيق مكاسبٍ مستقبليةٍ شخصية، خاصةً و أنهم كانوا على ما يبدو قد بنوا حساباتهم وفقاً لمعطياتٍ غير دقيقةٍ ترجح وهماً حسم العدوان للأمر في غضون أيامٍ قليلة الامر الذي سيؤهلهم للعودة المظفرة السريعة والغانمة وقد إستقر لهم الامر وآلت إليهم مقاليد السلطة !
لقد حاول الكثير منهم في بادئ الأمر أن يتظاهر بمظهر الوطني المحب لوطنه والغيور على دولته ومستقبلها مبرراً تاييده للعدوان على أنه مصلحة وطنية عليا !
إلا أنني وبصراحة شديدة لا أعتقد أن دوافعاً وطنيةً هي من تقف وراء تقاطرهم إلى الرياض وإلا لكانوا أول الصارخين المطالبين بوقف العدوان حناناً بأرضهم وشعبهم وقد رأوا ماذا إقترفه العدوان وأحدث بحقهما لانه لا يوجد هنالك إنسانٌ وطنيٌ محبٌ لوطنه وشعبه يرضى أن يُفعل بهما ما يُفعَل من قبل آلة العدوان العسكرية المجرمة أو يتغاضى عن ذلك فمابالك بمن يتباكى مطالباً بضرورة استمرار قصف وتدمير أرضه وشعبه !
الأغبياء لم يقرأوا التاريخ ويتعلموا منه ولكنهم قرأوا الواقع في حينه بعيونهم أنفسهم، وكثيراً ما يخطئ المرء في قراءته الشخصية للواقع، ولو قرأوا التاريخ لعرفوا أن النصر في الأخير للشعوب وأن الخزي والعار لا يلحق إلا بالغزاة المعتدين ومن دار في رحاهم أو أحتمى بحماهم !
بالله عليكم ماذا يمكن أن نسمي الحالة التي نرى فيها من يتباكى على (تعز) مثلاً وهو في نفس الوقت نراه يحرض ويشجع على اقتحام صنعاء أو الحديدة بالقوة كما لو أنه لا يدري ماذا سيترتب على عملية إقتحامها من إبادةٍ و قتلٍ وتدمير ؟! أليست هذه هي الانتهازية بعينها ؟! أم ماذا يمكن أن نسمي هذا الانفصام العجيب في الطموحات والأماني الحمقاء ؟!
أين من كانوا يذرفون الدمع بكاءً على وطنٍ لم يزل يومها معافىً لولا انتهازيتهم وأنانيتهم وحماقاتهم ؟! أين اختفوا ؟! مابالها دموعهم اليوم تبدو كما لو أنها قد تحجرت بمحاجرهم فلم نعد نرى لهم بكاءً ولا نسمع لهم صراخا ؟!
أم لأنهم قد باعوا وانتهوا، فلم يعد يهمهم من أمر هذا الوطن شيئا إلا المتاجرة ببقاياه إن استطاعوا بأثرٍ رجعي ؟!

#معركة_القواصم

You might also like