رمضان بمفهومه الصحيح والسليم .

إب نيوز 26 مايو

بقلم / الشيخ عبدالمنان السنبلي

مازال كثيرٌ من الناس ينظر إلى رمضان بمفهومه المناسباتي الخالص والذي لا يعدو أن يكون في نظرهم مجرد عملية تغيّرٍ في النمط الغذائي والمزاجي الخاص ليس إلا، وهذا في حقيقته ليس فهماً صحيحاً لمفهوم هذا الشهر الكريم بل انه الخطأ بعينه ، فرمضان لم يكن كذلك ولا ينبغي له أن يكون كذلك !
الصوم في حقيقته لم يُفرض بغرض الامتناع عن الأكل والشرب وغيره، فالله سبحانه وتعالى ليس له حاجةٌ في أن يمتنع الإنسان عن الأكل أو الشرب .
رمضان في الحقيقة هو شهر مراجعةٍ لحسابات النفس وتقويمها وتهذيبها والانتقال بها إلى منزلةٍ إنسانيةٍ أرقى وأعلى من خلال الإكثار من العبادات والطاعات والحد من المعاصي والأوزار .
هو شهرٌ لإعادة تقييم علاقات الإنسان مع نفسه ومن حوله وتصويبها بما يعود بالنفع والخير الكثير على المجتمع المسلم عن طريق مد عُرى التواصل المثمر وقطع دابر القطيعة ونبذ الفرقة والخلافات .
هو شهر التراحم والتكافل الإجتماعي بما يجسد الغاية المُثلى التي يريدنا الله سبحانه وتعالى أن نصل إليها في شكل ومضمون المجتمع المسلم الذي مهما اتسع وكبر لا يجب أن يخرج عن نطاق الأسرة الواحدة المتآلفة والمتراحمة .
هو ليس شهر فوازيرٍ ومسابقاتٍ ومسلسلاتٍ وتسمرٍ أمام شاشات التلفاز أو تسكعٍ في الأسواق والطرقات أو أسمارٍ في الليل ونومٍ في النهار .
هو شهر عملٍ وجهادٍ حقيقيٍ لا شهر تكاسلٍ وتخاذلٍ، ففيه وقعت أشهر معارك وانتصارات المسلمين بدءاً بمعركة بدر في السنة الثانية للهجرة ومروراً بفتح مكة والقادسية وفتح الأندلس وعين جالوت وحطين ووصولاً إلى حرب العاشر من رمضان 1973 .
هذا هو رمضان بمفهومة الإسلامي الخالص الذي أراده الله سبحانه وتعالى أن يكون لنا، ومن يرى في رمضان أنه غير هذا، فعليه أن يعمل مراجعة شاملةً لنفسه وحياته وطريقة تفكيره قبل أن لا تعود عليه هذه الفرصة والمنحة الإلهية ولم يستفد منها حق استفادتها فيكون من الخاسرين .

#معركة_القواصم

You might also like