السيد عبد الملك وتغيير معادلة المواجهة في الشرق الأوسط .

 

إب نيوز 20 يوليو

حميد رزق

لا يمكن ان نقول عن جانب من كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي انه مهم مقابل الجوانب الاخرى فكل ما ورد في كلمة ابو جبريل يعالج في حقيقة الامر قضايا ملحة وهامة أكان على صعيد الداخل اليمني أوعلى المستوى العربي والاسلامي كون الملفات متداخلة ومن المعروف ان واحدا من اسباب العدوان على اليمن هو الموقف الشعبي المؤكد على محورية القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الامريكي الاسرائيلي ..
لكن من حيث المبدأ حرص قائد الثورة على استعراض الظروف السياسية التي كانت تمر بها منطقتنا قبل انطلاق مشروع الشهيد القائد القراني حيث كانت تعيش الشعوب العربية والمسلمة حالة استلاب وضعف وحيرة فيما كانت الانظمة ترتمي اكثر في احضان المشروع الامريكي الاسرائيلي وفي وقت ساد القمع والترهيب بحق كل من يعمل ضدا على مشروع الهيمنية الامريكية انطلق شعار الصرخة في وجه المستكبرين ليعبر عن مشروع نهضوي قراني تحرري يسعى الى ايقاض الشعوب العربية والمسلمة لمواجهة المخاطر الوجودية التي تحدق بها خاصة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر التي اتخذتها امريكا ذريعة لاحتلال البلدان العربية وتدمير الشعوب ونشر الدواعش تمهيدا لمرحلة اخطر من الاستهداف والتصفية الكاملة للأمة في صورتها ووجودها التاريخي لتتحول الى اقطاعيات مذهبية وعنصرية متصارعة ..
وخلص السيد الى ان اطلاق الشعار وصرخة الله اكبر الموت لامريكا الموت لاسرائيل اللعنة على اليهود يعد الاستجابة الحقيقة لمعنى انتمائنا للاسلام وايماننا بالقران ،لأنه اذ لا معنى لأن نكون مسلمين ونرضى بالمذلة والهوان والعيش تحت اقدام الامريكان واليهود من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة ، والقبول او الاستسلام لهذه الحالة حالة الضعف والهزيمة لن يكون سببا لاستمرار الهوان والمذلة في الدنيا بل الخسارة والخزي في الاخرة وذلك لأن تخلف المسلمين وضياعهم هو نتيجة تقصير بدر منهم وليس وليد الصدفة او أنه قدر لا فكاك منه ..
وفي حال ولد المشروع والقيادة الصادقة والربانية التي تؤمن بقدرة الجماهير على النهوض والتحرر فإن حركة التاريخ ستستجيب لإردراة الشعوب وبرغم المؤامرات الكبيرة التي ستنطلق لوأد اي حركة تحرر ثوري الا ان النصر حليف الشعوب وهذا ما تجلي في حركة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي الذي انطلق بصرخته وحيدا الا من ثلة قليلة مؤمنين وبرغم قلة الامكانات بل انعدامها وفي ظل تآمر القريب والبعيد لكن المشروع النهضوي انتصر ومن تامر عليه وشن عليه الحروب سقط سقوطا مدويا امام قبضات المستضعفين والثائرين وصرخاتهم ..
فيما يخص المواقف التي اطلقها السيد عبد الملك كان اللافت هذه المرة انه تقدم خطوة في مضمار المواجهة مع المشروع الامريكي ليتجاوز هذه المرة المعركة على الصعيد المحلي معلنا جاهزية الشعب اليمني وحضوره للمشاركة في اي مواجهة قادمة يشنها العدو الاسرائيلي ضد الشعبين العربيين الفلسطيني واللبناني ، لم يحاول السيد عبد الملك ان يسجل موقف اعلامي او ايصال رسائل سياسية ولكنه كما يعرفه الجميع كان صادقا وجادا حين دعى اسرائيل لأن تأخذ في حساباتها حضور ومشاركة الشعب اليمني في اي مواجهة قادمة وعدوان تشنه على اي من حركات المقاومة في لبنان او فلسطين كما كان واضحا وجادا في حديثه عن الحضور والجاهزية لأرسال مقاتلين يمنيين في اي مواجهة مع العدو الاسرائيلي حتى في طل الحرب والعدوان الحاصل على اليمن مؤكدا ان استمرار العدوان لن يثني الشعب اليمني عن التقدم في خطوط النار وصولا الى التماس المباشر مع الصهاينة والامريكيين.
لا شك ان الموقف المتقدم للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد صدم العدو الذي سيأخذ هذا الموقف على محمل الجد وسيخضع موقف قائد الثورة للكثير من الدراسة والتحليل في مراكز القرار ومعاهد الابحاث والدراسات بعواصم الغرب لاسيما اشنطن وتل ابيب ..
والمتأمل في موقف السيد عبد الملك عبد الملك لم يأت اعتباطا ولكنه التصعيد الموازي في النبرة والحضور لمستوى التحرك الامريكي المتصاعد في المنطقة العربية والاسلامية وبموازاة المخاطر المتزايدة والمحدقة بالقضية الفلسطينة والتهديد الامريكي لحركات المقاومة كانت المواقف العروبية والاسلامية المنطلقة من اليمن تقول للعالم اننا حاضرون وجاهزون لأن نكون عند مستوى المواجهة والتحديات التي يفرضها الامريكي والاسرائيلي في منطقتنا وضدا على شعوبنا وقضايانا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ..
يذكر ان السيد حسن نصر الله كشف في كلمته بمناسبة يوم القدس قبل اسابيع قليلة ان اي حرب قادمة من العدو الاسرائيلي لن تكون محصورة في ساحة واحدة مشيرا الى امكانية وصول عشرات الاف المقاتلين والمجاهدين من مناطق عربية واسلامية عديدة تمتد من باكستان الى ايران والعراق وسوريا واليمن الامر الذي يعني في الاستراتيجيا العسكرية اسقاط اوهام المشروع الامريكي الاسرائيلي الذي يراهن على حسم معركة الهيمنة على الشرق الاوسط من خلال النقاط التي سجلها جراء تدمير سوريا والعراق وشن العدون على اليمن ..
اليوم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ومن ارض الايمان والحكمة ومن اوساط الشعب اليمني العظيم يكمل صورة المشهد ويصدم الاعداء بتأكيد واحدية المعركة فلا الحدود الجغرافية ولا الحسابات السياسية ستقف عائقا دون مواجهة المشروع الامريكي الاسرائيلئ في اشارة ضمنية ان محور المقاومة على تنسيق وتواصل بأعلى المستويات وقد ولى زمن الاستفراد بأحد اعضاء هذا المحور في ظل سلبية وتفرج بقية الاعضاء ..
اننا امام معادلة جديدة وبمقابل التصعيد الامريكي الاسرائيلي كان الرد اليماني فالمعركة لن تظل داخل الحدود اليمنية وكما كان العدوان على اليمن عقابا للشعب اليمني بسبب مواقفه في نصرة قضايا الامة فإن هذه العدوان لن يكون سببا للتراجع او العودة عن هذه الثوابت ولكنه كان سببا في التقدم والانتقال بالمعركة الى حيث يخشى العدو ، معركة الامة كل الامة معركة كل حر وشريف تحرير الاقصى واسقاط وهم اسرائيل ..
————————–
(الشأن المحلي في كلمة السيد عبد الملك في تناولة اخرى .. )

You might also like