تساؤلات طفل !!

إب نيوز 1 يناير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم / وفاء الكبسي

إنّ العين لتدمع وإنّ القلب ليحزن على كل مايحدث في بلادي اليمن التي خلقت للسلام والسعادة ومارأت يوما ًسعيدا ً، فليس لها من السعادة إلا الاسم فقط “اليمن السعيد”، لقد تكالب عليها العالم المنافق في عدوان سافر جائر فقتلوا ودمروا وأبادوا كل شيء، عدوان لم يبق ِولم يذر، فلم يسلم من هذا العدوان لا الإنسان ، ولا الحيوان، ولاالطير، ولا الشجر، ولا الحجر حتى الموتى طالتهم صواريخ هذا العدوان السعيو أمريكي الصهيوني، حتى حديثي الولادة الصغار الرضع قتلوهم بجانب أمهاتهم فأصغر شهيدة في بلادي طفلة لم يتجاوز عمرها الخمسة عشر يوما ًبأي ذنب قتلت؟ !

هناك صور في بلادي تقشعر منها الأبدان وتتفطر لها القلوب، ولكنها للأسف لم تحرك ساكنا ًفي هذا العالم ولم تهز رجولتهم إّن كانوا رجال!!
نحن نعيش أياما ًصعبة أليمة دامية، وكارثة إنسانية بكل ماتعنيه الكلمة جراء هذا العدوان الغاشم والحصار المطبق، فكل يوم يرتكب هذا العدوان عدة مجازر تنتهك حرماتنا وأعراضنا في خضم تواطؤ عالمي مخز وفاضح !!
سألني صغيري وأنا أكتب هذا المقال : “ماذا تكتبين ياماما ولمن تكتبين”؟!
أجبته: أكتب عن اليمن وعن العدوان وأكتب عن الآلام والأحزان والدماء التي تسيل والأشلاء الممزقة المبعثرة ، وأحاول يابني أن أخاطب ولو ظميرا ًواحدا ًحي باقي على وجه هذه الأرض ..
صمت ابني برهة ثم قال:” لماذا ياماما تخاطبي العالم وجيراننا جالسين لم يتحركوا ليدافعوا ويقاتلوا أمريكا والسعودية هل ليس معهم تلفزيون ليروا مايحدث؟!
حيرتني الأجابة، فقد خبأت بعض الإجابات ثم حدثته: يكفي يابني أن المخلصين الأحرار المجاهدين هبوا للدفاع عن الأرض والعرض والذي لايريد أن يذهب فهو حر، الله هو من سيحاسبهم أما عن لماذا أخاطب هذا العالم اسمع يابني أنا أخاطبهم ليس لاستجدائهم للدفاع عنا أو لاستعطافهم فنحن معنا الله ثم المجاهدين -سلام الله عليهم- فبأسهم أقوى من بأس الحديد والفولاذ ، فقد أذهلوا العالم ببطولاتهم، ولكن لاقامة الحجة على هذا العالم المنافق الجبان أمام الله، غدا ًًياصغيري ستكبر وستفهم أكثر وستقوم بالواجب وأنا على ثقة من ذلك”
طفل السبعة أعوام تحركت مشاعره وأخذ كراسته ورسم نفسه وهو يدافع مع المجاهدين عن اليمن ويقتل وينكل بالأعداء ، ورسم قرود مربوطة يأكلون الموز!!
سألته من أولئك القرود؟!
أجابني : هؤلاء جيراننا المتخاذلين المتنصلين عن مسؤليتهم الجالسين في البيوت ولاهمهم!!
حقا ًلاتعليق فقد صمّوا آذانهم، واغمضوا عيونهم واطبقوا أفواههم عن صرخات والآلام أهلهم وعما يحدث في بلادهم ، فاستهتارهم كاف ليفجر فينا براكين من الثورة والغضب؛ لذلك فنحن نعاهد كل قطرة دم طاهرة سالت على أرض اليمن بأنّا على عهدهم باقون ، وعلى خطاهم ماضون، وأن دمائهم هي براكين من الغضب واللهب الذي سيجرف عروش كل الطغاة المتكبرين المعتدين وهي التي تحركنا وتدفعنا لنكون كما كانوا أوفياء، وسيأتي اليوم الذي نبصق فيه على المتخاذلين المتأمرين .. سنبقى دائما ًوأبدا ًفي خط الدفاع الأول عن قضيتنا العادلة عن إنتمائنا وحريتنا وكرامتنا وعزتنا بعقولنا وقلوبنا ، و أقلامنا وحتى بأجسادنا فنحن بالله أقوياء وواثقون بالنصر القريب ..
نحن جند الله وسيوفه، ونحن عذابه على كل المعتدين المتأمرين -بإذن الله..
قال تعالى:
{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}.

#وفاء_الكبسي

You might also like