جنوب بين نيران الاحتلال وصناعة الأزمات !

 

إب نيوز 30 يناير

كتبت| وفاء الكبسي

الصراع في الجنوب وتحديداً في عدن كبير جداً، والجُرح عميق، والاعبون فيها منقسمون مابين السعودية والإمارات..
فالسعودية تُريد كُل شيء في اليمن، ولكن مصالحها تتقاطع مع الإمارات التي أرادت الجنوب وحتى تعز !!
ما يحدث في عدن من اشتباكات بين قوات العيدروس وقوات الحَراك الجنوبي لأمر مُفتعل من أجل صرف النظر عن أمور أُخرى، منها الخلاف الواضح بين السعودية والإمارات حول السيطرة على بعض المناطق، فمن المعروف بأن المشهد في عدن كان إمارتياً لبعض الوقت، فقد انشأت الإمارات المجلس الإنتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي وتم بالفعل الانقلاب على شرعية الفار هادي المزعومة، فما الجديد اليوم؟!
الجديد هو أن صراع الأجندات مابين السعودية والإمارات عاد من جديد، وذلك بعد أن هزمت السعودية في الشمال ولم تستطع دخول صنعاء بعد أكثر من ألف يوم، ولم تجد ماء الوجه لكي تعترف بهزيمتها مما جعل بن سلمان يريد أن يصنع ولو مجداً وانتصاراً واحداً له وذلك بالسيطرة على عدن هذا الشيء أثار حفيضة الإماراتيين وهُنا بدأ الصراع بينهما، فالمشكلة ليست كما يُصدرها شلة الفاسدين الهاربين لفنادق الرياض بأنهُ صراع محلي، وانقلاب على الشرعية المزعومة!!
ألم يكن المجلس الإنتقالي بقيادة العيدروس انقلاباً واضحاً على شرعية منتهية متهالكة ؟!
لماذا لم نسمع في وقتها هذه الإتهامات الموجهة للمجلس الإنتقالي، بل على العكس كان أمراً مُسّلماً له؟!
إن حقيقة الصراع في عدن كبير جداً فهو ليس خليجي فقط، بل وإقليمي واسع من أجل بسط النفوذ بالكامل ؛ فما هذ الإشتباكات والإنتهاكات إلاّ مسرحية دموية رخيصة ساعدتهم فيها حكومة الفنادق في صناعة الأزمات في الجنوب من جوعٍ ومرضٍ ونهب، وتدهور كبير في تقديم أبسط الخدمات، وانفلات أمني وذلك حتى لايكون هُناك خيار أمام العالم والمواطن الجنوبي المغبون بالتحديد إلاّ الترحيب بالمحتلين كواقع لابد منه من أجل الأمن والاستقرار الكاذب..
قال تعالى : { إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ }
للأسف لم يفهم أهلنا في الجنوب بأنهم تحت وطأة كوكتيل من الاحتلال بقيادة أمريكا، وأن حُلم الاستقرار والأمن قد أَفل وغاب مُنذ أن هَبت عاصفة الحزم على اليمن..
إنّ العين لتدمع، والقلب ليحزن لما يجري في عدن، ولكن ما باليد حيلة غير أن نَرقُب متى يفيق أهلنا في عدن من تبلدهم ورضوخهم بالإذلال والمهانة والاحتلال، ونقول لهم نحنُ دائماً حاضرون متى ما أردتم أن نساعدكم ؛ لأن الجرحُ فيكم ولكن نزفهُ فينا.

#وفاء_الكبسي

You might also like