أمة الرحمن.. مسيرة جهاد وشهادة.

إب نيوز 8 فبراير
بقلم / وفاء الكبسي

أمة الرحمن امرأة ليست ككل النساء، فهي نموذج يُحتذى به للمرأة المؤمنة المجاهدة الصابرة، خَلد ذكرها التاريخ كنموذج فريد من نماذج لا حصر لها من أولياء الله الذين جاهدوا وضحوا بأرواحهم في سبيل الله، فلو كل النساء مثلها لفُضلتِ النساء على الرجال..
بدأت قصة جهاد أمة الرحمن في الحرب الأولى على صعدة، انطلقت أمة الرحمن في مسيرة جهادها وعطائها في وقت لم تكن ثقافة الجهاد معروفة ؛ لأنها فُقدت وضاعت آنذاك
انطلقت أمة الرحمن بثبات وقوة إيمان عظيم، فكانت أشجع من أغلب الرجال الذين خافوا آنذاك..
كانت أمة الرحمن تنقل المونة فوق ظهرها إما كيس القمح أو الحطب، أو مونة الأسلحه التي كانت تخفيها في كيس القمح وتحملها لمسافات طويلة وتمشي بها في جبال وعرة غير آبهة بشجاعة لانظير لها رُغم دقت التفتيش وكثرة جنود أعداء الله، كانت تصنع الطعام للشهيد القائد والمجاهدين هي ومن معها من المجاهدات حوالي أربع فقط..
إلى أن مرت الأيام وعدم القمح ولم يبقَ ما يصنع حتى رغيف الخبز، كانت تجاهد وتذهب لجلب الماء ولاتتوقف وليس في بطنها حتى كسرة الخبز لمدة ثلاثة أيام، فلم يكن قوتهم إلاّ أوراق الأشجار ورشفة ماء ؛ لأن الماء كان جلبه صعب وبتخفي
مجرد دبة ماء لهم كلهم للشهيد القائد والمجاهدين -عليهم السلام..
ومع هذا فهي الصابرة الثابتة الوفية، بل كانت أحيانا ًتحمل السلاح وتنكل بأعداء الله عندما كان يستدعي الأمر..
نِعم المجاهدة كانت -سلام الله عليها..
أستشهدت أمة الرحمن وهي واقفة ثابتة تحمل أوراق الشهيد القائد لتأخذها لمحسن غابش ليعطيها للشهيد القائد، حينها لمحها بعض من جنود النظام السابق آنذاك، فرموها برصاصاتهم الغادرة، وإنهالت تلك الرصاصات الآثمة على جسدها الطاهر الصابر الثابت أكثر من عشر رصاصات، إرتمت أمة الرحمن وكانت آخر كلماتها قبل أن تستشهد هي: “هذه أوراق سيدي حسين !”
فاضت روحها إلى بارئها شهيدة عظيمة، وأرتمى جسدها الطاهر وهو ينزف بجراح الظلم والقسوة والإستبداد والطغيان..
أمة الرحمن نِعم الشهيدة التي بذلت روحها في سبيل الله، لم ولن تغب أمة الرحمن عنا فهي الباقية بيننا نتعلم منها الدروس في الجهاد والثبات والتضحية والعطاء..
هي كزينب -عليها السلام- سارت على نهجها في جهادها وموقفها الثابت وصمودها وصبرها العظيم..
لقد فعلت مالم يستطع معظم الرجال آنذاك أن يفعلوه..
فكل مافيها يحكي عن أسطورة جهاد وتضحية.

#وفاء_الكبسي

You might also like