كاتب سوري : “الحمار السعودي عالق على الحائط اليمني “

إب نيوز ٢٧ مارس

أكثر الصور تعبيرا عن ورطة السعودية في اليمن ،هي صورة ذالك الحمارالذي اجتاز الحائط ،بقدميه الأماميتين وعلق عليه ،فلايستطيع رفع قدميه الأخيرتين لينطلق إلى الأمام ولا سحب قدميه الأوليين ليعود أدراجه ،
ونحن نعيش الآن الذكرى الثالثة للحملة البربرية السعودية وتحالفها على اليمن ،
لكن يبدو أن عاصفة الحزم فقدت حزمها مقابل الحزم اليماني المتصاعد بعكس ماكانوا يخططون ،
فدخول الحرب عامها الرابع على وقع الصواريخ البالستية في الرياض وعسير ونجران وجازان يؤرخ لمرحلة جديدة من مراحل الصراع لطالما عملت المملكة على أن لاتصل إليها .

وهذا ماأثار حفيظة بوريس جونسون (وزير الخارجية البريطاني )ليقول: ” أن بلاده ستدعوا الأمم المتحدة للتحقيق في مصدر الصواريخ اليمنية” ،متناسيا- على هول خطورة الموقف وتعاظم القوة الصاروخية للجيش اليمني وأنصار الله- كم الصواريخ والغارات السعودية التي انهالت على رؤوس اليمنيين طوال ثلاث سنوات ،بالترافق مع الحصار والجوع والأمراض،حيث وصل العدد إلى مايقارب 296834 من حالات الوفاة غير المباشرة بسبب العدوان ،و247000طفل توفوا بسبب سوء التغذية ،و17608 بسبب عدم القدرة على السفرللعلاج ،هذا في ماعدا القتل المباشروالجروح والإعاقات بالقصف والذي وصلت ضحاياه إلى 38500 قتيل و جريح ومعاق فيهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء بحسب وزارة حقوق الإنسان اليمنية.
لكن يبدو أن المملكة والإمارات ومن معهما لايريدون الاعتراف بالحتمية التاريخية التي وصفها الله بقوله :((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ))(الأعراف، 34)
إنها حتمية النكوص التاريخي للأمم بعد أن يستشري فيها مرض الفساد والظلم من القمة إلى القاعدة .

((وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا))(الكهف ،59)

وأما محاولات إطالة العمر بالمزيد من رفع الأرجل للغاوي الأمريكي فلا تجدي نفعا ،
فهي لا تزيده إلا شراهة ونشوة ولن يكف عن إشباع رغباته قبل أن تنهار الضحية منهكة بين يديه .

ففي خطوة لإعادة بث الحياة في جسد المملكة المتهالك يقدم بن سلمان المزيد من المليارات والإذعانات للسيد الأمريكي، أملا أن يستمر في الصمت عن أوراق المملكة السوداءفي ملف أحداث 11 سبتمبرو دعم الإرهاب وانعدام الديمقراطية وغيرها، التي يحتفظ بها ترامب كأداة للضغط السياسي والاقتصادي على المملكة.

وآخرها زيارته المهينة لترامب الذي قال :إن السعودية تملك الكثير من الأموال ونريد أن تعطينا جزئا من ثروتها .
وقيامه بتغييرات في النمط الثقافي والاجتماعي للمجتمع السعودي بناءا على طلبات أمريكية صريحة لاعلى رغبة حقيقية في التغيير والٱصلاح .

كالسماح بالسينما وقيادة المرأة وتقليص نشاط هيئة الأمر بالمعروف وغيرذلك .

لكن كل هذه التغييرات السطحية غير مرضية للشعب السعودي الذي يريد أن يعيش كما يعيش الناس في دول أخرى فيمارس حق الانتخاب والتصويت ،ويمارس حريته الاعتقادية والفكرية ،
وهي -أي الرشاوي والإذعانات-قد تشتري الرضا الأمريكي مؤقتا لأنها تخفف من الحرج الذي تشعر به الولايات المتحدة في مقابل العالم ،بتحالفها المخجل مع كيان متخلف كما في السعودية في حين تدعي الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان .

إن التغيير الذي يمكن أن يطيل من عمر الكيان السعودي يتلخص في عدة خطوات :
-توقف بشكل مباشر حربها الظالمة على اليمن ،وتفكك التحالف ،وتوقف دعمها للارهابيين في سوريا وغيرها ،وتعتذر من الشعب والحكومة في كل من اليمن وسوريا والعراق ولبنان وليبيا وكل من تضرر بالارهاب الوهابي .
-تقدم الديات لأهالي الشهداء وتقوم بإعادة إعمار كل البلدان المذكورة بدل دفع المليارت لكسب رضا ترامب .
-تغير نظام الحكم إلى ملكية دستورية والسماح للشعب السعودي باختيار ممثليه في البرلمان والحكومة .

-تغيير السياسة العامة من العداء للدول المجاورة إلى التعاون والتنسيق أو النأي بالنفس وكف الشر على أقل تقدير.

هذه التغييرات وحدها كفيلة ببقاء الأسرة السعودية على سدة الحكم وإلا فسقوطها محتوم وفق السنن التاريخية التي تحكم مسيرة الأمم .

كاتب و ناشط سياسي سوري

حسام خلف

You might also like