كاتب سوري : ضحيان وماأدراك ماضحيان !

 

إب نيوز ١٦ اغسطس

لازالت أخلاقية التاريخ موضع بحث الفلاسفة التاريخيين .
فالفيلسوف ينظر للتاريخ ككلّ واحد، وحركة ممتدة من أول الزمن إلى آخره .
وبهذه النظرة يصبح التساؤل مشروعا عن أخلاقية التاريخ .
فهل أن حكم التاريخ أخلاقي وعادل ؟أم هو ظالم وجائر؟
والفلاسفة على طرفي نقيض من ذلك .
فالبعض -من منطلق أن التاريخ يرى الجرائم وتوحش الإنسان بأم عينه ويصمت-فيراه غير أخلاقي .
وغيره يرى أن التاريخ يعاقب المجرمين ولو بعد حين فهو إذا أخلاقي وعادل .
وماقد نصل إليه بالتفكر والتحليل أن التاريخ جبان وساذج لكنه حقود وانتقامي.

التاريخ جبان وساذج

لقد رأى بأم عينيه أنبياء الله وأتباعهم يقتلون ،رأى زكريا( ع) ينشر بالمنشار ،ويحى مذبوحا محزوز الوتين ،وشاهد رأس الحسين مرفوعا على الرمح ،و نساء آل محمد يُسبين من بلد إلى بلد ،
وشاهد حادثتا نكزاكي وهيروشيما ،وصبرا وشاتيلا ،وجرائم داعش وأخواتها .

لقد شهد التاريخ كل جرائم الإنسان المتوحش، لكنه ظل صامتا مذهولا لم يحرك ساكن ،فهو جبان وغبي أيضا ؛فلطالما تم خداعه بشعارات زائفة ،وظن دائما أن الإنسان هو ذالك الكائن الوادع المسالم، كان دائما يصدم بحقيقة الإنسان وتوحشه وظلمه لكنه لايتعلم !

التاريخ حقود وانتقامي

نعم صحيح أن التاريخ جبان وغبي ،لكنه لاينسى ذبح أبنائه ،وهودائما يفكر بالانتقام لكنه ينتظر الظرف المناسب ،ولأنه أكبر من الزمن (أي الحدث)فهو لايستعجل في الانتقام،
ولايشعر بطول المدة كما نشعر نحن ،لكنه ينتقم ،
فلم يترك فرعون إلا أغرقه وأذله وأبقى جثته عبرة للمعتبر ،
وماترك يزيد حتى مزقه-بالتآمرمع حصانه – على صخور درعا اربا .
وكذلك صدام والقذافي والزرقاوي وغيرهم،
وجعل سيرة كل طغاة الأرض شاهدا على انتقامه وغضبه ،ولم يبقي من ذكرهم إلا السوء والإهانة.

التاريخ وآل سعود

لقد خدع آل سعود التاريخ ، حيث ادعوا الاسلام ،وأنهم ممثلوا العودة بالاسلام الى صفائه وتوحيده الخالص ،وهو على عادته كان ساذجا مخدوعا بالشعارات البراقة،
لكنه انصدم بحقيقتهم حين تخلوا عن فلسطين، وتآمروا على جميع الدول المجاورة،وتحالفوا مع الشيطان .

لايزال التاريخ مصدوما بعاصفة الحزم وكيف أنهم ادعوا تحرير الشعب اليمني مما أسموه عصابات وهم يقتلون الشعب اليمني ويجوعوه .

إن التاريخ الآن مذهول لمجزرة ضحيان وذبح أطفالها ،وكأني بعيني التاريخ تنضحان دما بدل الدمع ،وكأني به قد عض أصابعه ندما لسماحه لآل سعود بالوجود،
لكنه لاينسى دماء أبنائه وخصوصا الأطفال ،فلازال عبد الله الرضيع -المقتول مع الحسين في كربلاء -معتليا ناصية التاريخ شاهرا سيف الانتقام من كل ظالم ..
وكأني بالتاريخ يقول :
صبرا آل سعود سأجعل من ضحيان كربلاء أخرى ،ومن أطفالها عبدالله وعون وقاسم الكربلائيون ،
وسأفعل بكم مافعلته بيزيد وقتلة الحسين ،وسألعنكم ماحييت…

الكاتب السوري / حسام خلف

You might also like