كاتب و محلل إيراني : مأزق السياسة الروسية في شبه الجزيرة العربية.. عليكم باليمن الواعد بقيادة أنصارالله..!

 

إب نيوز ١٦ اغسطس

بدل أن يقوم موقع روسيا اليوم بنشر إدانات الجهات الرسمية وغير الرسمية الروسيه ، للمجزرة المروعه التي ارتكبها الطيران السعودي ، وبأمر مباشر من مجرم الحرب محمد بن سلمان في ضحيان / صعده / ، والتي ادانتها الكثير من الدول والهيئات الدوليه وتحركت من اجل ادانتها في مجلس الامن الدولي ودون مشاركة روسيا في تلك التحركات ، نقول انه وبدلا من ذلك فان الموقع المشار اليه اعلاه قام يوم ١٤/٨/٢٠١٨ وعند الساعه ١٦٠٣ بتوقيت غرينتش بنشر خبر ، مرفق بصوره ، حول مدرعة برمائية روسيه حديثه من طراز بي ام بي ٣ ( BMP 3 ) ، والتي يمتلك منها ما يسمى بجيش الإمارات العربيه ستمائة وخمسين مدرعة (٦٥٠ ) وتشارك في العدوان على الشعب اليمني في الساحل الغربي لليمن .
وحسب صحيفة روسيسكايا غازيتا الروسيه ، التي نقل عنها موقع روسيا اليوم خبر ظهور هذه المدرعه الروسيه الحديثه في مسرح العمليات القتاليه على سواحل اليمن الغربيه ، فان هذه المدرعه تتمتع بميزات تقنيه وقتالية عالية جدا .
وهذا يعني ان السلاح الروسي يشارك ، جنبا الى جنب ، مع السلاح الامريكي والبريطاني والفرنسي والطيارين الاسرائيليين والاف مرتزقة بلاك ووتر ، في حرب الاباده التي يشنها العدوان الاميركي السعودي على الشعب اليمني منذ ما يقارب الأربع سنوات …!
قد نعض على جرحنا ولا نطالب روسيا بإدانة المجزرة المروعه في ضحيان / صعده / لكننا قد نعتبرها مشاركة في هذه الجريمه من خلال استعراضها لسلاحها الموجود في الميدان ومن خلال صمتها المريب على ما يرتكب في اليمن من مجازر ، ولذلك نطالبها على الاقل بوقف بيع السلاح والذخيرة لمشيخات النفط الخليجيه وعلى رأسها السعوديه .
ولعل من المفيد ، والشيء بالشيء يذكر ، ان روسيا التي تحارب الاٍرهاب في سورية ، وتسانده في حضر موت وعدن وغيرها من محافظات جنوب اليمن ، قد باعت الاسلحه التاليه لمشيخات النفط الخليجيه ، وهي كما يلي :

١)لامارات العربيه المتحده ستمائة وخمسين مدرعة من الطراز المشار اليه اعلاه .
٢)السعوديه دبابات ثقيله من طراز ت ٩٠ / عدد مائه وثمانين دبابه .

مدرعات بي ام بي ٣ ( BMP 3 )

البرمائيه / عدد تسعمائة وخمسين مدرعة (٩٥٠ ) يجري التفاوض على الصفقه حاليا .

٣)الكويت مدرعات بي ام بي ٣ /عدد مائتي مدرعة ( ٢٠٠ ) .

ومن نافل القول طبعا ان روسيا ، هنا تظهر مثلها مثل بقية الدول ، لا تبحث الا عن مصالحها ولا علاقة لها بالمبادىء والثوابت …!ولكن ما يثير التساؤل عن حقيقة فهم المسؤولين الروس الحاليين لمصالح الدوله الروسيه والشعب الروسي ، الذي ضحى بعشرات ملايين البشر إبان الحرب العالمية الثانيه للحفاظ على روسيا ومصالحها الاستراتيجيه في العالم ، نقول ان مايثير التساؤل هو هذه السياسه التي تعتمدها الدوله الروسيه في بيع السلاح الروسي في العالم ….
اذ انها تبيع السلاح دون اَي التفات لتحالف استراتيجي او غير استراتيجي مع اَي دولة في العالم .فهي تبيع السلاح والتكنولوجيا العسكريه للصين ولخصمها الهند وكذلك الامر تبيعه لباكستان ولخصمها الهندي وتبيع نفس السلاح لحليفها في ايران ولمن يريد نقل الحرب الى داخل ايران ، اَي المجرم محمد بن سلمان …!
وهنا يجب ان يطرح السؤال عن اخلاقية من يقرر هذه السياسه الخطره في روسيا . هل هي القياده السياسية الروسيه ، برئيسها ووزرائها ، ام هي عصابة تجمع الصناعات العسكريه الروسيه والذي نعرف تمام المعرفه طبيعة ارتباطاته وتوجهاته …!؟
هل تكمن مصالح روسيا في تسليح عملاء الولايات المتحده، من ال سعود ضد حليف روسيا الحقيقي والفاعل والثابت على مواقفه ، ونعني بذلك ايران ، ام ان مصالح طبقة الأوليغارشية الروسيه تعلو على مصالح الوطن الروسي !؟
وهل يعتقد المسؤولون الروس بانهم قادرون على استمالة السعوديه الى تأييد الحل السياسي في سورية مثلا ، كما عبر عن ذلك اكثر من مسؤول روسي وعلى رأسهم لافروف ، من خلال إغرائهم بصفقات السلاح الروسيه !؟
واهم انت يا سيد لافروف لان ال سعود لا يملكون قرارهم ولا هم يتخذون قرارات ، بل هم عبيد عند سيد البيت الأبيض ، ينفذون ما يصدر لهم من أوامر من الباب العالي في واشنطن . فكلام سلمان بن عبد العزيز ، خلال زيارته الى موسكو ، حول ضرورة الحفاظ على وحدة الاراضي السوريه ، لم يكن نتيجة لمغريات السياسه والسلاح الروسيين وانما انعكاسا لموازين القوى في الميدان السوري مع الإقرار بالدور العسكري الروسي في تغيير تلك الموازين .
ولا اظنك تحلم ، يا سيد لافروف ، بان تنجح في ثني السعوديه عن نقل الاف المسلحين الأجانب ، من مكب نفايات الاٍرهاب في إدلب ، الى جوار الحدود الروسيه الجنوبيه والجنوبية الشرقيه ؟ لم ولن تنجح في ذلك ، اذ ان مملكة ال سعود قد مولت نقل الاف من هؤلاء الى افغانستان ، على حدود جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة وكذلك الامر الى شمال شرق بنغلادش وإندونيسيا ، تمهيدا لبدء جولة جديده من التدمير في الفضاء السوفييتي السابق وصولا الى الداخل الروسي .
وما الاشتباكات اليوميه التي تخوضها قوى الامن الروسيه ضد المجموعات الارهابيه في جمهورية داغستان الروسيه وغيرها الا دليل على ان هذه المملكه كاذبة وعاجزة عن تنفيذ اَي التزام كلامي .
وختاما فاننا نقول لأمراء السلاح الروسي بان مشيخات الجزيره والرجعية العربيه ، وعلى رأسها السعوديه ، لا تملك حرية التصرف بمصادر الاسلحه ، فمصادر سلاحها هي امريكية بريطانية حصرا ، مع بعض الفتات للصناعات العسكريه الفرنسيه وبعض الدول الاوروبيه الاخرى . لذا فان من الممنوع عليهم التحول الى سوق السلاح الروسي وهذا ما يؤكد ان كل ما تم توقيعه من مذكرات نوايا وتفاهمات …الخ حول صفقات سلاح وتصنيع عسكري بين روسيا وال سعود ليس الا سراب ومناورات منسقة ومقرره من سيد البيت الأبيض في محاولة للتأثير في الموقف الروسي من حلف المقاومه وعلاقات روسيا مع هذا الحلف.
لن ينفذوا اَي شيء من كل ما يجري التفاوض حوله من صفقات ما يجعل من الضروري ان تعيد الدولة الروسيه حساباتها وعمل المزيد من اجل تكريس تحالفها مع مكونات حلف المقاومه الصادقة في أقوالها والثابتة على مواقفها والمستقلة في قراراتها .
وهذا ما يفرض على صانع القرار الروسي ضرورة الابتعاد عن النهج السياسي لقوى الاشتراكيه الديموقراطيه التي كانت متبعة في روسيا قبل ثورة أكتوبر ١٩١٧ التي أطاحت بذلك النهج الانتهازي المدمر .
والاهم من كل هذا وذاك التشاور مع القوى الحية في الشعب اليمني الابي وعلى رأسها قوة انصار الله للانتقال من دور المتفرج واحيانا المشارك في جريمة العصر الجارية ضد اليمن والعروبة والاسلام ، الى دور المساند والداعم لقوى الحق والعدالة والكفاح ضد الحرب الكونية الظالمة المفتوحة ضد اليمن الجريح والمظلوم لكن المنصور باذن الله على قوى الشر والدمار
انها السنن الكونية التي تبشر بنصر اليمن وتحوله قريبا الى سيد البر والبحر في الخليج و الجزيرة العربية
وننصح اصدقائنا الروس ان يخرجوا من هذا المنزلق الذي تقوده مجموعة قوى استعمارية بقيادة امريكا وهي حرب اشبه بحرب الخندق، حرب الاحزاب. حيث ستبلغ فيها القلوب الحناجر ، ولكن سيخرج منها اليمنيون منتصرون انتصارا مدوياً حتماً، بل أكثر من ذلك، عندما تنتهي هذه الحرب سيصبحون قوة لا تقف في وجهها قوة.
وما ذلك على الله بعزيز
بعدنا طيبين قولوا الله

*كاتب و محلل سياسي إيراني
محمد صادق الحسيني

You might also like