وقع سيوف القصيد ونيران الزامل !

 

 

إب نيوز ١٦ اغسطس

كتبت /عفاف محمد

في وقت اكتوت به اليمن بلظى الحروب وعاشت فترة عصيبة تجلت عدة مفاهيم وسقطت عدت أقنعة انقشعت غيوم أرهقت السماء الصافية بتلبدها ..*

*بعد عدوان غشوم انتعش الفكر والأدب وانتعشت الثقافة بتشعباتها الأصيلة والمعاصرة وترجمها المواطن اليمني برقي وتحضر وإحساس عالٍ عبر به عن وعيه الرشيد ورأيه السديد.
وكان لصوت البنادق وصوت الشعر دوي يطرب به كل شريف حر يعي معنى الحرية ويتوجل منه كل باغٍ ومنافق وعميل ومرتزق وخائب.*

انعكاس الثقافة اليمنية وفنونها الأصيلة على حركة الفرد اليمني وانبجست كالماء يحركها الحس الثوري والإحساس بالعظمة فرسم لوحة بلغت أبعد الغايات في ساحات النزال
أثبت المواطن اليمني مهارته القتالية التي انبثقت من نفس جسورة لا ترتضي الخسران او حتى مجرد الانحناء قليلاً امام تيار جارف يقتلع الصخر .*
وكان هذا المقاتل الفذ الذي يتحرك بدافع الإيمان والغيرة ؛ كثير الشبه بطبيعة اليمن الوعرة والجبال الصلدة ..كثيراً ما تجد بين هؤلاء المقاتلين الأفذاذ من يجيدون فنون الكلم فيصيغون ملاحمهم البطولية ومواقفهم الرجولية ودفاعهم المستميت في قصائد جزلة تسحر الألباب لقوة المعنى ودقة الوصف وعذوبة الموسيقى الشعرية التي تتقادح عنفوانا يمانيا فتأسر المتلقي بمحتواها.*
*فتراه ينساب مع تلك الأقوال التي تسبقها الأفعال في فن قولي ذي اجنحة خفية، يتميز هذا الصلد المقاتل الشاعر الصلد برهافة الذكاء ونفوذ الحس وسعة الحافظة

وما الأدب وما الشعر ان لم يكن كلام يمس شغاف القلوب ينسكب كأنه خيوط صبح ذهبية تنير لنا الدرب وتحفزنا على اجتياز طريق الصواب وتجعل صلتنا بالله قوية.
قصيدة نارية يطلق الشاعر المقاتل اليمني لها العنان فتسبح في فضاء رحب فتزمجر وتغزو القلوب وتثير كوامن الوجد، فيتلقاها العدو كنيران ثاقبة .كيف لا وهي تحكي أمجاد شعب عريق وتتغنى بسجاياهم الحميدة والفضائل والشيم التي لصقت بهم دهورا، فيري العدو نفسه أمامها لاشيء .بل انها تذكره بضعفه وبخسائره فيكره أن تنتشر أصداؤها ..

إمتاز شعراؤنا الى جانب مصداقيتهم بالردود العنيفة على قصائد الشعراء المتحذلقين من يقولون ما لا يفعلون ،وان كان شعراؤنا قد اتجهوا بشعرهم الى الحماسة والمفاخرة بأقوامهم ونزالهم في ساحات الوغى فذلك ناتج من الواقع وانعكاس لبيئتهم الصلبة التي يعبرون بأنفسهم عنها بأعتزاز وإباء، فمنذ نشبت حرب التحالف أشرع فيها الشعراء ألسنتهم بروح قبلية شامخة وأفاضت أشعارهم بمعاني الإسلام ومثاليته الروحية الإيمانية مفاخرين فخر عنيف بثباتهم وفتوتهم وبلائهم في الحروب ولم يتوقف جمال القصائد وقوتها ومنطقية طرحها وتأثيرها عند هذا الحد بل الى جانب صفاء موسيقى أشعارهم وحلاوة ألفاظهم وعذوبة انغامهم وتمكن قوافيهم . فامتزج ذلك بصوت جهير النبرات يحسن حوك اللفظ إحساناً رائعا وخرج الفن القولي او الكتابي الى عمل آخر فابرز من جمال القصيد وجاء على صوت منشد كأنه الرعد الزهيم الذي تنشق له السماء.*
وجاء في عمل زوملي أصيل اشتق من التراث اليمني الاصيل و بنى له صروح مشيدة في قلب كل من يتلقاه يعبر عن مشاعر كل يمني اصيل يرفض الأنقياد ويقدر هذا الفن الراقي والفلكلور الشعبي المتجدد والمعاصر..
ولكم أجاد المنشدون هذا الفن و الذين يعدون بأصابع اليد خلال سنوات العدوان فكأنهم التهموا تلك الكلمات وأخرجوها كحمم بركانية متقدة تشعل العزم وتثير الحماسة فتنمو تلك الكلمات نموا كيانيا بدواخلنا وتتصاعد تصاعدا حسيا فتصل ذروتها بالتأثير فترى المقاتل يتحرك على أثرها لانها تمده بالشموخ والكبرياء فيبادر بتضحية وبذل واستماتة ليس لها سابقة او عهدا ،وتراها كذاك على العدو كشواظ نار تحرقهم وتصغر من شأنهم ،فأصالة ذلك الصوت وطبقاته المتميزة لم تاتِ من فراغ بل انها من فتية اغرار كمصابيح الدجى هذبوا انفسهم على النزاهة والزهد والشجاعة والاستبسال والولاء لأصحاب الأمر والحكماء منهم ،فذاك صوت الشهيد لطف يطوف بالفلوات ويحدث اهتزازت عنيفا وذاك صوت الليث يكسح ساح الوغى مزمجراً في البيد الشواسع. وذاك الصوت الشجي للنبهان يجتاح كالعاصفه فيتلف ما يتلف وذا هو صوت الذيفاني يهدينا زوامله كالبرد يغسل نفوسنا ويصيب العدو في مقتل ومثلهم أيمن قاطه يزومل بحس متشبع إيمانا ويعكس صورة متكاملة الأبعاد وغيرهم من المنشدين الذين عانقت زواملهم عنان السماء وهزت عروش الطغاة امثال المنشد محمد القحوم ذو الصوت المؤثر والشبل الحضرمي والكثير . لعل آخرهم الأصوات التهامية البديعة التي رسمت ملامح تهامية في قمة التفاعل وحجم وعي اتسموا به اهل تهامة في الدفاع عن مقدساتهم من دين وأرض وعرض ..
وكل هؤلاء المنشيدين ترجموا تلك القصائد المغلغة للشعراء المتمكنين. ومن منا لا يجعل لتلك الزوامل في نفسه مكانا مقربا فنحن نرحل مع شديت انا للجبهة لحالي ونرتقي مع مراتب هذا الزامل ، ويطوف بأسماعنا زامل رجالي يا رجالي فيغمرنا شعورا بالعظمة ، بل ننتقل عبر زامل الإقتحامات لنعيش تفاصيل الجبهة ونعظم من شأن سياسية المجاهدين وحنكتهم ، وكذلك ندرك حجم بسالتهم وعمق همتهم مع زامل يامسرج الصهباء ومغازي الليل ونشعر، بالفخر مع صنعاء بعيدة ، ونرخي اسماعنا بقدر ما تنقاد النفس بخفتها مع يا قوة الله، وتزداد ثقتنا بالله مع ثقه بالله ، ونشحذ هممنا مع وطيس الحرب ،ويشتد بأسنا مع عصا موسى، ونتوهج حماس مع فزعة النشامى ، وتنتشي ارواحنا مع واساري سرى امزيدية،وتشرئب اعناقنا مع اطياف زامل بلغوا سلمان وقل الملك وابنه المهفوف ، وكم تحركت النوازع الجهادية وارتفع تذمرنا واجبرتنا القيم الروحية على التفاعل مع زامل الى الجبهات ربي يناديني،ولكم علمتنا قصائد الشهيد النمري وزوامل الشهيد القحوم من تكون كربلاء الأخرى. وكيف نهذب انفسنا على الإيمان، وكل زامل له صدى في انفسنا سواء قديم او حديث سواء أشعر به هادي الرزامي او محمد مفلح او ضيف الله سلمان او بن صبر اوالسقاف او الجوفي اوشانع او الهلالي او المتميز او غيرهم.*

*ومهما وصفت يا سادة فلن أصل للغاية المنشودة والتي تعبر عن المكانة الفاضلة التي احتلت ملكات النفوس . إنها قصائد ممزوجة بالعاطفة والنار لها اتجاه ديني بالدور الأول ليستثير غيرة المجاهدين على دينهم، سالت على ألسن وأقلام الشعراء مستسقين ذلك من اصول عريقة ؛ من ثقافة قرآنية هي ناتج مشروع قرآني وضح عدة مفاهيم كانت مطموسة فبات شعراً موصولا بالفكر الإسلامي ومنهجه الصحيح .وتلاه أتجاها وطنيا بحتا مستشعرين قيمة الولاء والاخلاص والدفاع عن الوطن .*

*وبهذا يكون الفرد اليمني قد ثار اديباً الى جانب الثورة الوطنية و القومية وأعطى من ذوب عصارته فكراً وسعياً بكل الطرق الممكنة، لكن بصمة الشعر والزامل كانت قوية لحد إصابتها الهدف بدقة أثارت وجدان المجاهدين، وجعلت العدو يكثر الحديث عن الزامل اليمني ويدل هذا على ان له وقعا في نفسه، وكذلك سمعنا أشقاء عرب يعبرون عن انبهارهم بالزوامل اليمنية ويرونها ترجمة صريحة وصادقة وقوية لمظلوميتنا يرون فيها انعكاسا لعروبتنا ولأمجادنا من تليد وطارف*
*فمن منكم لم يبهره ويؤثر به القصيد والزامل ولا تعلو نفسه انتشاء وفخرا وتتغلغل تلك الكلمات وتترك اثراً في الصميم اوليس وقعها أشد من السيوف ومن نيران السلاح ؟!*
*وهكذا ياسادة طفنا معكم بخطفة سريعة في باحة الشعر والزامل اليمني حيث لغة الأنفاس ولغة الشعب.*

You might also like