كاتبة لبنانية :خيار المقاومة اليمنية تحدي الشجعان .

 

إب نيوز ٢٥ اغسطس

كلُ عبارات الإستنكار والاستنجاد بالغرب المستعمر والعرب الجاحدين لن تجدِ، فقرار الحرب العشواء على اليمن وأطفاله ونسائه حربٌ ممنهجةٌ مدروسة، حربٌ لن ينفع معها الا لغة الجهاد والمقاومة. بناءً على المعطى والتجربة اللبنانية، فقد حصد العدوان الصهيوني عشرات الألاف من أرواح الأبرياء ولم يحرك العالم ساكنًا ليوقف مذابح الدم. مجزرةُ سوق الصيادين، ومجزرة باص ضحيان ومجزرة الأمس، وللأسف، حلقةٌ من مسلسل الإرهاب الوهابي المدعوم امريكيًا وصهيونيًا.

ببالغ الأسف، أعداءُ الأمة حمقى، كما يقول الحديث، فهم لا يقرأون التاريخ جيدًا ولا يعتبرون. يغيب عن بالهم أن منهج المقاومة، حين تكون القضية حقّة، سيكون النتاج نصرًا مبينًا وجليلًا وعظيمًا. أبناء اليمن هزموا الاستعمار العثماني والبريطاني ولم يستسلموا يومًا، وخيار الفتنة الذي يسوّق له النظام السعودي الرجعي سيسقط ﻷن سنة اليمن كما شيعته ذاقوا ويل الإجرام الوهابي الذي لا دين له ولا عقيدة ولا قواعد أخلاقية. سيتوحد أبناء اليمن وسيسقطُ الحلمُ الصهيوني بالإستيلاء على خيرات اليمن وموقعها الاستراتيجي. وما على مصاص الدم الوهابي الصهيوني الا التراجع ليحفظ ما تبقى له من ماء وجهه الذي تلطخ بدماء أطفال اليمن الابرياء.

ما يغيب عن بال البعض دائمًا بأنه بالقدر الذي يسقط به ضحايا بسبب القصف الممنهج، يموتُ العشرات يوميًا في اليمن بسبب الحصار. حصار مطار صنعاء ومرفأ الحديدة جريمةٌ تغيب عن بال منظماتٍ لا تنشط الا حين تحل الكارثة لتصدر بياناتٍ وتقاريرٍ لن تعالج طفلًا يمنيًا في مستشفىً دُمّر كليًا، ولن تفتح له مدرسةً أو حديقةً او منتزهًا. فأطفال اليمن، وبنظر الأمم المتحضرة بين قوسين، مقاتلون يخططون ويرصدون ويحاربون. أطفالُ اليمن نهبوا حق الحياة، أدنى مثومات الحياة.

نرجسية ترامب ومعها مشايخ العار ستقتلُ الآلاف من أطفالنا، ولكن دعوني أخبركم شيئًا. هل تذكرون جريمتي المنصوري وقانا في تموز 1996؟ حسنًا، هل لاحظتم أن معظم شهداء معركة الدفاع المقدس، بوجه الحرب الكونية المفروضة على سوريا، بأغلبهم مواليد التسعينيات؟ أظنَّ بأن رسالتي قد وصلت، وبأن سيد شهداء المقاومة الإسلامية، الأمين العام الأسبق لحزب الله، قد قالها يومًا، “اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر وأكثر.” كما وقالتها قبله عمته زينب (ع) في مجلس الطاغية يزيد:

“…حَسْبُك بالله حاكمًا، وبمحمّدٍ خَصيمًا، وبجبرئيل ظَهيرًا، وسيعلم مَن سوّى لك ومكّنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلًا، وأيُّكم شرٌّ مكانًا وأضعَفُ جُنْدًا. ولئن جَرَّت علَيّ الدواهي مُخاطبتَك، إنّي لأستصغرُ قَدْرَك، وأستَعظمُ تَقريعك، واستكبر توبيخك!! لكنّ العيون عَبْرى، والصدور حَرّى. ألا فالعَجَب كلّ العجب.. لقتلِ حزبِ الله النجباء، بحزب الشيطان الطلقاء […] فإلى الله المشتكى وعليه المعوَّل. فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَاللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها، وهل رأيُك إلاّ فَنَد، وأيّامك إلاّ عَدَد، وجمعك إلاّ بَدَد!! يوم ينادي المنادي: ألاَ لَعنةُ اللهِ علَى الظالمين ! فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة ولآخرنا بالشهادة والرحمة …”
كاتبة لبنانية : بتول عرندس

You might also like