حلمي و أنا !

 

 

إب نيوز ١١ سبتمبر

أشواق مهدي دومان

و أعشق السّماء بنجومها و شمسها و قمرها و شهبها فكأنّها صفحة معلّم مكتوب في دفتره الأزرق باللون الفضّي و الذّهبي معنى الحرّيّة ، حريّة لا أجمل منها ، فمنذ طفولتي زاورني حلم كنتُ به أتمنّى أن أسكن فوق سحاب أبيض ، أو في موجات الضّوء المنسوجة في قوس قزح ، و أكتب بشهادة ميلادي عن بيتي و قد بتُ أسكنه بعيدا عن رائحة السّجّان .
كم كنتُ لأتمنّى أنّ الشّمس ترافقني أمّا ألتف بأهداب أشعتها ، ألتحف بشعاعات الدفء بها في سكرة أمواجك (يا فصل البرد )، كما أعشقه القمر يهمس في أذني : ستعيشين بوجداني في قصري برداء لجينيٍ أزمان .
و ستمرّ عليكِ اللحظات بحبّ و كأنّ الفردوس لكِ وهبّات نسيم ربيعي الأبديّ لكِ وحنان .
يا ذات مساء ، أتمنّى أو أحلم فيه بأن أحيا بجوار الأقمار ،
وفي كلّ مكان يرفعنا أو تتسامى فيه الرّوح المثقلة بجراح الأرض الثّكلى بالأوجاع فمن عهدك – قابيل- إلى اليوم لم نجد سوى الأحمر لون المأزومين المهزومين و رموزهم النّحر و الذّبح عقيدتهم ، مع قطع وتائن لمشاعرنا المنهوبة تارة والمسفوكة تارات بطريق العدوان .
منذ الأيام الأولى للتّاريخ و في حبواته لم نجد بني صهيون سوى جندا للشّيطان يوسوس للعالم أن لا نجمة إلّا نجمة يعقوب ففيها الخلد و هي المخبر عنها من ربّ الأكوان المنبوذة ومن يقرب منها فقد عقد مع الشّر عهودا وثّقها الإنسان بصوت الشّيطان المبحوح فلا خير بها ، ولا خير يُنال برفقة شيطان .

منذ اللحظات الأولى لسطوع الشّمس و لمعان نجوم الكون و تلألؤ ذاك البدر و قابيل يستعذب يتفنّن في قتلك – يا إنسان -،
و بداعي الغيرة ، و بالحسد يُذبح شعبي شعب الإيمان .
و بالأحقاد يقتّل أطفال الإيمان ، و قد كانوا أحفاد الأنصار ، من انتصروا لرسول اللّه في ساعات الشّدة و الكربة و الخذلان.

أطفال اليمن – رسول اللّه – غدا ذبحهم عُرفا لبني زايد و بني سلمان .
أطفال اليمن – رسول اللّه – من عشقوا الشّمس كقلبي حين مضى طفلا بين حناياهم ، عشقوا قمرا و منازل أنجم لامعة ، و كما روحي ظنّوا أنّ القمر يسير برفقتنا و بأنّ الشّمس تلاحقنا بالدفء ،
لكن أُخرجنا من جنّات اللّه ذاك العدوان .
توعّدنا الشيطان بأنّ جهنم سيسكنها معه كلّ مسوخ الكون ، و ما أقذر من عربيد يحتسي دماء الأطفال في صعدة أو غزّة أو سوريّا الشّام !
و ما أحقر سكيرا أعرابيّا يشرب نخب بعيره ، تنصهر بروحه روح الإسرائيلي فيلمز بغداد ، يتوعدها بالنّحر بخنجر داعش و في يوم العيد ينحر لا يأبه وكأنّ العالم من خِرفان .

– فيا زمن – لتقف فقد شتّتنا من رسموا خارطة الوطن العربيّ و هم جلّ شياطين الإنس من أحفاد القردة ، فقد كتبونا جسدا عربيّا موسوما باللون الأحمر ، وهو لون دماء بني آدم يتساكبه تحالف أقذر مستقوً، مستكبر ، و هو الأنذل و قد داس أحفاد الأنصار تحالفه ، و رموه كجيف الغاب جثثا و بلا حصرٍ أو عددٍ أو ميزان .

يا زمن : لتشهد أنّ بلون الدم سمّونا يمنا و نطق مسوخهم بالدّم لكلّ الأحرار ، فهنا اسمك يا لبنان كتبوه كذلك بالدّم و جرت في ساحات الشّرف دماء الأبطال من حزب اللّه الشّجعان .
فيا لهفة روحي و يا عشقي لسماوات اللّه، و يا قمري و ياشمسي وشهابي أو نجمي ما عدتُ و لا عاد بي القدرة أن أنهض بجناحي المكسور إليكم ، قد كسر جناحي من خان و من باع و من ارتزق و تاجر بأرواح البشر و بنى دور دعارة في عدن قد هدم بيوت اللّه و أحرق أقصاه و زخرف نجمة يعقوب ليطبعها صكّا يشتري به رضا الشّيطان .
باعوا الأقصى ، و أرض المسرى و الحرمين ، وباعوا وطن الإيمان ، و كلّ مقدّس عند اللّه قد ابتيع و أُرخِص فمتى تستيقظ في روح الإنسان النّخوة و كم شهم في الكون ، ومن هم في الأرض الشّجعان؟

يا طيرا في الحلم : لتغفُ في عُشّك فوق غصين الزّيتون ، و لتعزف غربتنا في يمن الإيمان ، فلا صوتا يسمعنا و لا صوتا نسمعه سوى ذاك الهادر من لبنان ،
صوت النّصر وحيدا ينصرنا نصر اللّه القائد و الإنسان .
، و صوت مسالم من أرض عُمان فتحيّة لعُمان الشّعب و طيب تحايا للسّلطان.
و بقية حكّام العرب علوجِ، أفراخ دجاج مابين عميل و جبان .
يا نصر اللّه لعلّك قلب النّصر و أمّا أحد جناح النّصر فهم الحشد الشعبي و جيش الأسد جناح آخر للنّصر و أمّا روح النّصر فيحيا في روح الأحرار في قائدنا من يمن الإيمان،

يا روح النّصر أيا سيّد عبدالملك الحوثي و يا أصل النّصر للعالم، ستظلّ الرّوح مع الجسد يماني مصطفّا وحدك كالبنيان .
فرجالك – يا قائدنا – منتصرون ، و هم الموثوق بهم بعد اللّه ، هم العنوان .
فيا طير سمائي : لن أعشق بعد اليوم شموس الكون و لا الأقمار فرجال الله شموسي ، أقماري ، و نجومي و حلمي الأكبر ، و ما داموا في وطني فسأحيا حرّة أبد الدّهر إلى أن ألقى الرّحمن.

أشواق مهدي دومان

You might also like