عاشوراء وما بعدها: شخصية السيدة زينب (ع) وحفظها للإسلام.

إب نيوز ١٢ اكتوبر

بتول عرندس
الجزء الثاني

*بحث متواضع أضعها بين يديّ القراء في سلسلة حلقات متتالية، تبيانًا لعظمة الدور الرسالي الذي لعبته السيدة زينب (ع) والذي حفظت وصانت من خلاله الإسلام بعد أن عِيث بهِ فسادًا وطغيانًا وبدعًا وجورًا*

للسيدة زينب (ع) مواقف تستحق التأمل والتحليل وبذلك يصح القول ان شأنها شأن أهل البيت الأطهار العِظام (ع) وهي التي حفظت الإسلام وفضحت جلاوزة الحكم الأموي الفاسد. ومن أكبر المحن التي تعيشها أمتنا اليوم هو البعد عن الثقافة الزينبية التي تطرح للنساء الخطوط العريضة التي تجعلن منهن رساليات وعاملات مجدات في سبيل مجتمعهن وأمتهن. حين نقول بأنها القدوة فذلك ﻷنها رفيقة الجهاد الحسيني وبطلة كربلاء، حضرت بكامل وعيها العلمي والإسلامي والروحي لتشد أزر أخيها وتواكبه في ثورته المباركة. زينب (ع)، رغم رحلة الشهادة، وغربة الأهل والوطن، وقسوة العطش، ومصائب الفقد، ومحنة السبي، ظلت صامدةً ولم تخشَ ولم تتراجع.

في كربلاء حضرت الأسرة بكاملها، حضر الاب والأم والأخ والعم والاطفال، خضرت المرأة، المرأة الرسالية المحمدية الشامخة الصلبة والمتمثلة بالسيدة زينب (ع). حضرت لتؤكد ان الإسلام يشدد على حضور المرأة الفاعل والقوي في كل الساحات والميادين. واليوم، حين تواجه نساؤنا موجات الحرب الناعمة، المتخفية بما يسمى التحرر والفقه النسوي وحقوق المرأة، علينا العودة لزينب (ع) لنتصف في دربها السماوي الذي يعظم شأن المرأة في مقابل أوهام الغرب واجندته الملغومة التي لا تقدس في المرأة الا جسدها لتجعل منه سلعةً لِسَدِ الشهوات. الإنموذج الزينبي يخاطب النساء بأنكن ذواتُ شأنٍ عظيم وعليكن تقع مسؤوليات عظام، لتكن كزينب (ع)، لتحملن رسالتها ولتكملن مسيرتها.

نشاطتكن التثقيفية والعلمية المقرونة بعفتكن وأخلاقكن، بهن تنهض الامة، اضافة الى وجوب أن تخضن في البحث الزينبي لتعرفن عظيم شأن هذه الشخصية. إن معرفة السيدة زينب (ع) معرفةً حقة يعني بداية زوال الطغاة، فزينب بصبرها وثباتها وعلمها أسقطت يزيد. رغم كل المآسي وقفت بجانب أخيها، كما وقفت امها الزهراء بجانب ابيها علي (عليهما السلام)، وكما وقفت جدتها خديجة بجانب ابيها رسول الله محمد (سلام الله تعالى عليهما)، لنقول ونؤكد وجوب تربية بناتنا تربيةً زينبية ووجوب تعليمهن نصرة دينهن وقضيتهن.

الجزء الثاني

#يتبع

You might also like