أنا و الهاتف وحقوق الإنسان .

إب نيوز ١٢ ديسمبر

أتصفّح صور الهاتف عندي فأجد صورا مثقلة بالآلام مذبوحة كما مذبوحة أرضي يمن الإيمان ،،،
– فهنا :
صورة طفل يحتار في من قد قصف البيت و أمه و أباه …أخته و أخاه و أزهق كلّ الأرواح فصرخت تبكيهم ذرّات تراب الجدران .
– وهنا :
طفلة تتحسّس في ماقد أكرمها اللّه بقدم بُترت جرّاء القصف الأرعن لبني صهيوزايد و سعودالبيت الأبيض قرن الشّيطان ،
طفلة كانت تتسابق و صديقتها ، تلعب لكن بعد اليوم سترى الطّير يطير يرفرف بجناحيه فتبكي عمرا أقعدها عن مرح الأطيار و بعض الأطفال، أمّا كلّ طفولات بلادي وجع ، ذبح ، طعن برماح و سنان.
– وهنا :
طفلة أخرى تفتح عينيها وعبثا كان محاولة الفتح لعينيها
الدّاميتين المغمضتين بفعل القصف ، ومع ذلك لم يهجع عنها المحتلّ بل اختطف براءتها و هي الآن في وهم خيال أو في خبر قد كان .
– وهنا :
أخرى ارتاح جسدها المنهك من أكْل الجوع له فما بقي سوى عظم الصّدر و قد أغمضَت العينين و أُزهقت الرّوح من الجلد الوهنان.
– وهنا :
دمعة بالدّم لأمّ من صرواح العزّة ، دمعت عيناها و بصمت … قد راح لديها الخمسة من قصف العربيد المسخ السعصهيوأمريكي أرذل عدوان .
– وهنا :
رجل محتضن أمّه مَن باتت جسدا قد عفّره القصف ، و اختلط رماد الأرض المحترقة بدمها الأحمر و تلطّخ وجه الكرة الأرضيّة بلون المهج ، فحكى غدْر الوحش و نهْش الخنزير على أرض الإيمان بمساعدة المرتزقة مخموري الأفئدة ، الغائب عنهم كلّ جَنَان .
وهنا :
طفل كان يلاحق رزقه في حلبة يتصارع فيها شبح الجوع ولذا سابقه هذا الطّفل بذاك الميزان .
ذاك الطفل المقصوف قد اهترأ فؤاد الميزان لفرقته و بكاه الوجدان.
وهنا أشبال صغار حفظوا القرآن فكانت تهمتهم أن حفظوا هذا القرآن ، تهمتهم كانت حين تخرّجهم من مركز صيفي ذهبوا في حفل ختامه لرحلة ، زاروا فيها شهداء العزّة أو حجزوا لهم في وطن العزّة أمكنة و سَمَوا أثناء الرّحلة ، و غدوا أصغر قادة يرتعب منهم ذاك العدوان ، كان أولئك من صعدة كانوا مشروع ليوث من ضحيان ،،

– و هنا ، و هنا وهنا وَهَن فؤادي و سال الدّمع من العينين هتان ،

فيا هاتف : كم تؤلمني حين تصفّحك ،كم تقهر قلبي المكتوب عليه : هنا إنسان . .
كم ترهقني الأفكار كم تأخذني الأشواق لكلّ الشّهداء فأرى في وجههم النّور فآسى فرقتهم فهم رجال اللّه الأنقى من كلّ بيان .
و هُمُو من وهبوا الأرواح رخيصة فذابت عشقا للّه فانضمّت أرواحهم لفضا الرحمن .
تركونا ننهل من كلّ جراحات العهد المفتون ، ننهل من كأس الألم الظالم و تجثم فوق الأرواح الأحزان .
يا هاتف : فلتصمت ، لا تهتف بعد اليوم ، أو فلتمحُ عنك قوافل صور تقتلني ، تهلكني و إن لم أقتل جسدا فقد ذهبت روحي أشلاء كبوح الرّملة للشّطآن .
يا هاتف : لتكن منك سطور تتكاتف في لوحتك حروفي و لتمضِ معي- يا هاتف – و لنكتب قصص اليمن المحزون و قد امتزجت بحكايا الأبطال رجال اللّه فهم بعد اللّه بقائدهم ذاك الرجل العملاق ابن البدر ، وحدهم بعد اللّه ثباتي ، و بهم كلّ رهان ،
فلتكتب عنهم يا قلمي و لتصدح فيهم يا طير العشق بروحي ، و لتنهض بي تطهّرني من درن الأحزان ؛
فرجال اللّه و قائدهم هم سرٌّ ، هم رمزٌ ، هم أيقوناتُ النّصر الأكبر ، و بهم لن تتملّكني الأحزان ،
فيا أحزان : و منّا قائدنا القرآني، هذا ابن رسول اللّه / عبدالملك الحوثي و رجاله فلتزهق روحكِ- يا أحزان – بلا عودة ، و أنا أرجمكِ، أرميكِ بغيابت جبّ و أردم منك صخورك ، أتركك لعبث النّسيان ،،

أشواق مهدي دومان

You might also like