الشرق الأوسط والهزائم المتتالية للسياسة الأمريكية.

 

إب نيوز ١٩ يناير

إن منطقة الشرق الأوسط تحظى بأهمية كبيرة استراتيجيا وسياسيا واقتصاديا، فمن حيث الديانة، فهي مركز الديانات السماوية الثلاث، ومن حيث الحضارات والثقافات، فقد ترعرعت في أحضانها أقدم الحضارات وأكثرها عراقة.
ومن هنا نلاحظ أنها لا تغيب عن عيون الدول الغربية ذات الخطط الاستكبارية والتوسعية، فتسعى دائما إلى الهيمنة والسيطرة على هذه المنطقة المهمة.
لكن المتتابع لمستجدات المنطقة يدرك بسهولة أن تلك الدول – وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية – منيت بهزائم متتالية منذ العقود الأربعة الأخيرة، فالخطط التي كان من شأنها استنزاف دول المقاومة ومنظنماتها المتعددة، ومن ثم القضاء عليها، فكل تلك الخطط تلقت ضربة موجعة بفضل وعي محور المقاومة وحكمته وشجاعته، والذي نجح بدوره في إدارة كل أنواع الحروب النفسية والإعلامية والعسكرية وإلى ما هنالك، إليك بعض الأمثلة:

أولا: خرج الكيان الصهيونى الغاصب من لبنان ذليلا مستصغرا وبدون شروط في ٢٠٠٠م.

ثانيا: تلقى الكيان الغاصب نفسه هزيمة ساحقة في حرب تموز ٢٠٠٦م، ولم يتمكن من كسر إرادة المقاومة.

ثالثا: ألبست المقاومة الفلسطينية ما يسمى بإسرائيل لباس الذلة والمهانة في عدوان ٢٠٠٨م، وكذلك فيما حصل العدوان المتكرر على غزة.

رابعا: بعد ما تلقت السياسة الأمريكية الاستكبارية هزائم موجعة على أيدي المقاومين اللبنانيين والفلسطينيين، حاولت النيل من قلعة المقاومة وحصنها الحصين سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد؛ لأن سورية قدمت – وما زالت تقدم – يد العون والمساعدة لكل من يحارب الهيمنة والاحتلال.
فمنذ السنوات الثمانية المنصرمة، أقدمت الدول الغربية – برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وبمساهمة بعض الدول الخليجية والعربية والإقليمية – على كل ما من شأنها إسقاط أقوى دولة في العالم، لكنهم فشلوا في إبعاد سورية عن موقعها الاستراتيجي، وهذا بفضل حكمة الدولة السورية، وصبر الشعب السوري ووعيه واستقامته.

خامسا: أنشأت تلك الدول أخطر منظمة إرهابية تحت عنوان الدولة الإسلامية في العراق والشام؛ لتضرب الاستقرار وتنشر الفوضى؛ ليفرضوا على الشعب العراقي ما يريدون، لكن الشعب العراقي وبفضل الفتوى المرجعية، ومقاومة الجيش والتلاؤم والانسجام في الصفوف تمكن من القضاء على أحلام أمريكية متمثلة في تنظيم داعش الإرهابي.

سادسا: لم يتعلم أمراء الحرب مما أصابهم من هزيمة في لبنان وفلسطين وسورية والعراق، وإذا بهم سلطوا حربا وحشية ومدمرة على الشعب اليمني العربي المسلم، ومع الأسف الشديد كانت الحرب بقيادة من يسمي نفسه بخادم الحرمين الشريفين وبحارس بيت الله تعالى، والمستهدف أبناء بيت الله الحرام۔
ورغم أن الحرب غير متكافئة بين الطرفين، غير أن أبناء اليمن حاربوا بكل بسالة، وسطروا أروع ملاحم البطولة والصمود والوفاء، وهذا ما سود وجوههم، وخيبت آمالهم، وغرقت أحلامهم في شواطئ الحديدة.

سابعا: حاربت الولايات المتحدة الأمريكية إيران الثورة منذ العقود الأربعة على مختلف المستويات، وفرضت عليها حصارا اقتصاديا ظالما، لكنها لم تتمكن من خرق بسيط في هذا البنيان المرصوص؛ ورغم كل محاولتها البائسة نرى أن إيران الثورة تتطور يوما بعد يوم، على كافة الصعد والمستويات.

هذه بعض الأمثلة والشواهد على هزائم الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

فإذا كانت هذه الأحداث والوقائع تؤكد على الفشل الذريع للأنظمة الاستكبارية من جهة،
فمن جهة أخرى تثبت وتوضح على أن الاعتماد بالنفس والتمسك بالثوابت والتصدي ببسالة ووعي وحنكة لمؤامرات الاستكبار يضمن انتصارا حاسما.

ومما ينبغي الالتفات إليه أن العدو يتقن فن تقديم الهزيمة في صورة الانتصار، وعلى سبيل المثال لا الحصر تسميتهم فرارا أمريكيا من سورية بالانسحاب، فهو ليس بانسحاب، بل إنما هو فرار مهين، وكذلك ما حدث في سويد، فهو ليس مفاوضات، بل إنما هو اعتراف بانتصار الشعب اليمني العربي المسلم.
فعلينا أن نركز على هزائم دول الاستكبار ولا ندعها تقدمها في لباس الانتصار.

(محمد إشفاق)

You might also like