فراق الأحبة ورحيلهم بعيداً نحو السماء !

إب نيوز ١٠ ابريل

بــقــلــم / إقــبال جـمــال صــوفــان…

وجد ابنته فوقع جــــاثياً عــــلى رُكــــبتيهِ يبكي !خَارت قواهُ بهت لونهُ وأنطفأ بريقهُ!! كيف سيعود إلى منزلهِ دون ابنته؟! وماذا ستقول لهُ زوجته؟؟!!
فأيُّ دمعةٍ سَتصفُ حُرقة ذلك الأبّ المكلوم على بنته؟؟!!
وأيُّ آهةٍ سَتُعبّر عن وجعِ تلك الأم المُتألمة على بنتها؟؟!!
فاجعة حطّمت كل جميل في هذهِ الحياة مافائدة العيش دون الأبناء ؟! ماقيمة الوجود دون ضحكات الأبرياء؟! لا سامح الله بني سعود ومن والاهم ومن حالفهم ومن أيّدهم ومن ناصرهم ومن صفّق لهم لعنة الله على الظالمين في كل زمان ومكان جُبناء يتفننون بالطيران يستمتعون بالدماء يتفاخرون بالقتل يحترفون الذبح يُجيدون الدمار يَصنعون الإرهاب يتجاوزون القوانين يتغنون بالحقوق يتكئون على الأشلاء يقهرون ذا البراءة ويرمون حقدهم الدفين على من؟! على إناثٍ في مُقتبلِ العمر على طالبات مدرسة !! مجزرة ضحيان لازالت مشاهدها تُدمي القلوب لم نستوعبها بعد!! إلا وقد زوّدنا العُدوان بجريمة جديدة يندى لها جبين الإنسانية جريمة موجعة لنا جميعاً السماء وهي سماء بصفائها ونقائها تكدّرت!! فكيف بحُال قلب الأب وهو يُقلّب الجثث ليتعرف على ابنته؟؟!! لقد جالت يداه بين الضحايا مُقطعة أوصال نبضهِ !! كيف هو لهيب روح الأم وهي تستقبل ابنتها جثة هامدة؟! لقد هُدمت قوتها وغابت بهجتها!! إنه الوجع إنه الحزن إنه الفراق وشَّحَ فرحة الأيامِ!! إنه القلب مفطورٌ من فتكةِ الخُسرانِ !! ذاك الجد يقول ماالذي جرى؟! ماذا حدث؟! فيجيب أحدهم قصفهم الطيران ياأبتاه!! وتلك الأم تقول ابنتي ماتت وهي جائعة!! وتلك الفتاة الموجوعة تبكي بكاء شديداً من هول المشهد فاحتمت بجدارٍ من حديد كطفلة في أحشاء والدتها خائفة جداً يدها تغطي فمها ودموعها تُبلل ملابسُها!!

ولكن ياترى ماذا بعد هذا كله ؟! أليس هُناك شيءٌ ؟! بلا هُناك عقاب إلٰهي لن يسلم منهُ بني سعودٍ فقد قال الله في مُحكمِِ كتابهِ الكريم:
( إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
[سورة إبراهيم 22]
(وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا)
[سورة الجن 15]
فهنيئاً لكم يابني سلول سوء الخاتمة هنئياً لجهنم بكم وهنيياً لكم بها أيها الأوغاد لستم إلا حُثالة ومرتزقة لأربابكم من اليهود والنصارى لستم إلا ضعفاءٌ غُُفلاءٌ حُقراء سُكراءٌ بُلداءٌ غُرباء عُملاء لا تفقهون شيئاً مما هو مكتوب على علمكم الوطني مكتوب “لا إلٰه إلا الله محمد رسول الله” ولكنكم قتلتم ناطقيه!! أهذا دينكم ؟! أهذهِ عقيدتكم؟! لا بأس بكم وبالعالم الذي طغى عليه صمت الموتى سنُعرّفكم من نحن إن لم تكونوا تعرفونا سنعرّفكم بخير أهل الأرض سنعرّفكم بالركن اليماني سنعرّفكم بالحكمة اليمانية سنعرّفكم بمقبرة الغزاة والمنافقين وسترون منّا الويلات ولن ننسى ولن نسكت أبداً بل سنفضحكم في كل ثانية وكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم وكل شهر وكل سنة مادامت أرواحنا تتنفس ومادامت دماؤنا تسري في عروقنا ومادامت قلوبنا تنبض فالويل لكم ياأذناب الأمريكان..

نحن اليوم وبتاريخ (10/4/2019) نُشيّع شهيدات مجزرة سعوان زهرات تم قطفهُن بكل برودٍ من قبلِ عُدوان أرعن لايفقهُ إلا في الإستقواء على العجائز والأطفال الصغار نعم خيّم الحزن والألم علينا وبسطا نفوذهُما على ملامحنا ولكن هيهات هيهات أن نستسلم أبداً هيهات أن نركع لخبثاء النفوس الذين لم يرقبوا في مؤمن إلاً ولا ذمة ! شيّعنا وداخلنا يفور ويتوعد بالرد المُزلزل لقوى العدوان الغاشم اليأس البأس الذي لم يبقَ شياً إلا وقصفهُ ودمرّه لم تسلم منه لا المساجد ولا المدارس ولا الجامعات ولا الصالات وووو.. الخ سيكون الرد من قِبل رجال الله في جبهات العزة والكرامة والحرية سيأخذون بثأرنا وكما قال الله تعالى :
( أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ َۚ)
[سورة المائدة 45]…

خلال التشييع نظرت إلى عُيون الآباء فوجدت كل أب كأنهُ يقول :
وداعاً صغيرتي المحبوبة..
وداعاً إبنتي البهيّة..
وداعاً ريحانتي اللطيفة ..
وداعاً نجمتي المُشعّة..
وداعاً عيني المُضيئة..
وداعاً روحي الراحلة..
وداعاً مرآتي الصدوقة..
وداعاً مُدللتي الشقيّة..
وداعاً حبيبتي القريبة..
وداعاً زهرتي الفوّاحة..
وداعاً ونيستي الوحيدة..
وداعاً عروس داري..
وداعاً ملاكي في الحياة وحارسي..
بُنيتي وداعا..ً وداعاً.. وداعاً ..فلتهنئ روحك التي فازت بالشهادةِ في سبيل خالقها ولتعلمي أني راضٍ عنكِِ بُنيتي وحبيبتي والقلب النقي بالدموع يُعاني فسلامٌ عليكِ لقد افتقدتكِ جدا ً وعليَّ السلام فيما افتقد…

#العدوان_يقصف_مدرسة_بسعوان

You might also like