محطاتٌ مشرقةٌ من حياة الرئيس صالح الصمّاد .

 

إب نيوز ١٣ إبريل
أم مصطفى محمد

لو حاولنا تعدادَ المحطات المضيئة في حياة الشهيد الرئيس صالح علي الصمّاد -رِضْـوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ- لبدَتْ لنا كسماءٍ رصّعتها الأنجمُ الزُّهْــرُ ووشّحتها ألوانُ العطاء، ‌‏فقد كانت أولى تلك المحطات البارزة والمضيئة في حياة هذا الشهيد المجاهد هي محطة انطلاقته رحمه الله مع المسيرة القُــرْآنية من بداياتها الأولى، حَيْــثُ شد الرحالَ إلى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ- ذلك المؤمن الذي وجّهنا إلى العودة إلى القُــرْآن الكريم وربطه بكل تفاصيل حياتنا فكان مخلصاً في دعوته إيّانا إلى نور الحَـقّ، حَيْــثُ ضرب أروعَ الأمثلة في الصبر والثبات والصمود والشعور بالمسؤولية، فأحيا بذلك في أنفسنا المبادئَ الإيْمَانيةَ والروحَ الجهادية ورسّخ في أذهاننا الوعيَ والفهم الصحيح للدين؛ لذَلِكَ نجد الشهيدَ الرئيسَ صالح الصمّاد رحمه الله عند سماعه لدروسه ومحاضراته قد أدرك أن الأمةَ التي ورثت الرسالةَ لا بـُـدَّ وأن تتحملَ مسؤوليةَ مقاومة التحريف الذي يريده العدوّ الإسرائيلي والأمريكي حتى لو أعطت في سبيل ذلك الكثير من التضحيات، الأمر الذي دفع به رحمه الله إلى التحَــرّك إلى ميادين الجهاد من أجل إعلاء كلمة الحَـقّ التي حاول الظالمون طمسَها لسنوات، فكان الشهيد الرئيس صالح الصمّاد رحمه الله من المجاهدين الأوائل الذين انضووا تحتَ لواء المسيرة القُــرْآنية، حَيْــثُ كان في طليعة تلاميذ الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ- الداعمين لهذه المسيرة بكل كيانه فكراً ولساناً وعملاً، فلقد كان رحمه الله من أشد المدافعين عنها والمتمسكين بنهجها ونهج قائدها -رِضْـوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ-، فحينما قامت الحربُ الأولى في يونيو 2004م وأعلن الطواغيتُ زحفَهم إلى مرَّان كان الشهيد رحمه الله في منطقة نشور هو ومجموعة من المجاهدين المخلصين الذين آلوا على أنفسهم الدفاعَ عن قائدهم مؤسِّس المسيرة القُــرْآنية الشهيد القائد -رِضْـوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ-، إلا أنهم وللأسف الشديد لم يستطيعوا الوصولَ إلى منطقة مران؛ بسَببِ الحصار الذي ضُرِب على المنطقة، فكانت تلك الفترة من ضمن الفترات العصيبة التي عاشها ذلك الشهيد البطل، حَيْــثُ وجد نفسَه مكتوفَ اليدين حيال ذلك الحصار الظالم على تلك الثلة المستضعفة من المؤمنين، فترك هذا الأمر أثراً مؤلماً في نفسه رحمه الله؛ ولذَلكَ نجده -رِضْـوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ- عندما جاءه خبرُ استشهاد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- وقف هذا الشهيد دامعَ العين، دامي الفؤاد؛ كَــوْنه فقد قائدَه الحكيمَ الذي أنار له ولأمثاله من المجاهدين الطريق في هذه الحياة، فما كان من هذا المجاهد المخلص حيال هذا الألم الكبير إلا أن عاهد نفسَه على أن يكملَ المسيرةَ مع خليفة الشهيد القائد.. السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، فحول بذلك الدمعةَ الحزينة إلى إرادة وعزيمة في مواجهة الظلم والطغيان؛ ولذَلكَ نجده رحمه الله قد لعب دورا مهما في الحرب الثانية والتي كانت في شهر مارس 2005، حَيْــثُ كان أحدَ المجاهدين البارزين في تلك الفترة؛ كَــوْنه كان هو المخطط والمنفّــذَ لعملية اقتحام محافظة صعدة أثناء الحرب؛ وذلك بهَدَفِ تشتيت جهود السلطة وتخفيف الضغط على المجاهدين في نشور ونقعة، كما كان رحمه الله أحدَ المجاهدين البارزين في الحرب الثالثة والتي كانت في شهر نوفمبر 2005 في هجرة فلة والخزائن وغيرها من مناطق المواجهات، كما أنه رحمه الله لم يكن ليكتفيَ بعمله العسكريّ الجهادي فحسب، بل نجده قد عزّزه بالجانب التبليغي، حَيْــثُ تمركَزَ في شِعب “تكاوة” في بني معاذ وبدأ يدعو الناس إلى مناصَرة المسيرة من خلال علاقاته ومعرفته بالمجتمع، فكان رحمه الله يُحاضِرُ فيهم ويشدهم لمشروع المسيرة القُــرْآنية ويضع لهم الخطط الميدانية المحكمة ويوزعهم على جبال صعدة.

وأما في الحرب الرابعة والتي كانت في شهر يناير 2007م فنجده -رِضْـوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ- قد قاد جبهةً واسعةً ضد السلطة الظالمة في منطقة بني معاذ، فبالرغم من أن الطائراتِ الحربيةَ قصفت منزلَه وَمزرعته فدمّــرتهما تدميراً كاملاً.. وبالرغم من أن اثنين من أشقائه قضيا شهيدَين في الاشتباكات بينهم وبين السلطة الجائرة إلا أنه رحمه الله ظل صامداً في مواجهة أولئك الطواغيت، حَيْــثُ لاحقته قذائفُ الدبابات والمدافع إلى كُــلّ مترسٍ وجرف بهدف قتله.. فعارك بذلك الموتَ عشرات المرات وليس ذلك بمستغرَبٍ فهو من خريّجي مدرسة الشهيد القائد -رِضْـوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ-.. تلك المدرسة التي كانت صرختُها المدويةُ هي الدرعَ التي كانت تحمي ذلك المجاهد البطل الذي أَصْبَـح مضرباً للأمثال في شجاعته وصموده.

ولعل الحرب الخامسة والتي ك

انت في مايو 2008 م كانت شاهدةً على تلك الشجاعة الأسطورية، حَيْــثُ كان رحمه الله أحدَ المخططين والمنفّــذين لعملية تحرير منطقة مران من قُــوَّات النظام التي كانت متمركزةً فيها منذ الحرب الأولى.

You might also like