الإنهاك والتآكل البطيء ..

 

إب نيوز ٢٤ ابريل
كتبت / عفاف محمد.

كثيرا ما اعلنت مصار عن مخططات قديمة وحديثة في تاريخ الحروب ومنها ما انكشف عنه الغطاء وهو معد بخبث وتفوح منه ريحة الغدر.. ومثل هذه الخطط لاتندرج إلا ضمن مخططات الكيان الصهيوني الذي عرف على مر العصور بالكيد والدسيسة واللؤم.
وتلك المخططات يرويها ضباط اما إسرائيليون او روس او فرنسيون او امريك او بريطان ..وكلهم يتحدثون عن امور خطيرة كانت في مطابخهم تعد على نار هادئة جدا..وكانت هي السبب الٲول في تلك الصراعات والحروب التي شهدناها والتي عاشتها وتعيشها المنطقة ..

ومنها ما كشفه احد الضباط الٲمريكيين في كتاب دون فيه مذكراته وتحدث في معظمها عن الحرب ضد العراق الشقيق وذكر ضمن كتابه انهم خططوا لذلك قبلها بستة اشهر ودرسوا الخطة جيدا طول تلك الفترة ..

ومن زاوية اخرى احدثكم عن نفس السياق ولكن هذه المرة ليست صفحات كتاب ، وإنما في قاعة جامعية حيث يرٲسها البرفسور ماكس مانوارينج خبير الاستراتيجية العسكرية في معهد الدراسات التابع لكلية الحرب الٲمريكية ..
كان الحضور كبار الضابط من حلف الناتو والجيش الصهيوني..

وكانت تلك المحاضرة في دولة فلسطين المحتلة بتاريخ 1/12/2018

واستهل البرفسور محاضرته تلك بالقول..ان اسلوب الحروب التقليدية بات قديم والجديد هو الجيل الرابع من الحرب ..
ومن اخطر ما نطق به حرفيا في محاضرته

“ليس الهدف تحطيم المؤسسة العسكرية لإحدى الأمم، أو تدمير قدرتها العسكرية، بل الهدف هو: (الإنهاك ـ التآكل البطيء)
لكن بثبات..
فهدفنا هو ارغام العدو على
الرضوخ لارادتنا”!

ويضيف حرفياً:
“الهدف زعزعة الاستقرار!
وهذه الزعزعة ينفذها مواطنون
من الدولة العدو لخلق الدولة الفاشلة!
وهنا نستطيع التحكم!
وهذه العملية تنفذ بخطوات
ببطء وهدوء وباستخدام مواطني
دولة العدو، فسوف يستيقظ
عدوك ميتاً”!
ومما اضاف ايظا قوله الخبيث
” في مثل هذا النوع من الحروب
قد تشاهدون اطفالا قتلى او
كبار السن، فلا تنزعجوا.. علينا المضي مباشرة نحو الهدف”، بمعنى لا تتركوا المشاعر أمام
هذه المشاهد تحول دون
تحقيق ” الهدف”.

وهذا فعلا مايحدث تٲملوا كيف انهم يدمروا. اوطاننا وينثروا بذور الفتنة ويشعلوا فتيل الحروب الٲهلية ويستخفون بدماء الاطفال والنساء والشيوخ ..
الم يذكر الشهيد القائد السيد حسين سلام الله عليه انهم يدخلون بٲسم محاربة الإرهاب وهم انفسهم من يغذون الإرهاب ويمدونه بالٲسلحة ..ويختلقون ذرائع مثلما اختلقوا ذريعة الشرعية و وجود إيران في ارض اليمن!

وهذا مايحدث في العراق وسوريا وليبيا يختلقون الذرائع لشن حروبهم ..وقد يٲتي الدور على باقي الدول العربية

هكذا هم ينهكوننا ..ويهيئون للتآكل البطيء كما اسموه ..كما فرضوه اليوم الموت البطيء ..

ولسذاجة البعض جعلوا منهم اداة لتدمير اوطانهم وبني جلدتهم لٲنهم لايصدقوا مثل هذه الحقائق التي يباهي بها العدو علنا وتبجح بنشرها وكٲنه يسخر من سذاجة وبلاهة العرب!

استراتيجية الإنهاك تلك هي التي يستنزفون بها القدرات على مراحل طويلة قد تصل لسنوات عديدة ويشتتون الجهود ويسخنوا الجبهات ..
وبذا تنهار الدول تدريحيا كما خططوا لها ..

وتلك التي تسمى المنظمات وحقوق الإنسان تسهم بدور في هذا التآكل البطيء تماطل في إيجاد الحلول ولا تغني شعاراتها الصاخبة ابدا لٲنها اداة ٲخرى للطغاة!

فلما البعض غافل عن هذه الحقائق المعلنة والواضحة كما وضح الشمس!

You might also like